الخضاضة اليدوية
إدريس شيخة
يُعتبر الريف في كُردستان مصدراً مهماً من مصادر الرزق والخير ، بالإضافة إلى كونه منطقة تنزه يقصدها الناس . و تربّى فيه الماشية . فهي تحافظ على تراث الحياة الريفية.
ورغم التطور التقني والصناعي إلا أنّ الأمهات لا زلن يولين أهمية كبيرة للأدوات التراثية القديمة، ومن تلك الأدوات (القربة) أو ما يعرف باللغة الكُردية بـ (meşk ) وهي خضّاضة اللبن التي يتمّ فيها فصل الزبدة عن اللبن.
في البداية يوضع اللبن في القربة، ويضاف الماء ومن ثم تبدأ الأمهات بالخضّ . وتفتح القربة بين فترة وأخرى لترى إن كان اللبن تحوّل إلى زبدة أم لا. وفي النهاية يفصل الزبدة عن اللبن، ومن ثم يفرع محتويات القربة في الأواني المخصصة”.
القربه تصنع من جلد الماعز ، الذي ينظّف جيداً، ومن ثم يخيّط بشكلٍ متناسق ومتين ، يعلّق على جانبي القربه خشبتين ، وخشبة طويلة أخرى للربط بين الخشبتين، وتترك جهة رقبة الماشية مفتوحة لصبّ اللبن. إنّ النساء الكُرديات، وخاصةً أهالي القرى خبيرات في استخدام القربة. و تستخدم منذ أيام أجدادنا، هي ليست حديثة بل لها تاريخ قديم جداً”.
وهي آلة تتطلّب جهداً وقوة.
فقد كانوا يقفون على الأرجل لمدة 5 ساعات من أجل خضّ اللبن، ولكن النساء في الوقت الحالي اعتدن على الراحة. الأيام القديمة كانت أجمل”. لأنه من المعروف أنّ الكُرد كانوا مربين لأعداد كبيرة من الماشية ولهذا كميات اللبن تكون أكبر بحسب عدد رؤوس الماشية وبالتالي يزداد الإنتاج من اللبن والزبدة “أفضل طريقة لخضّ اللبن هو أن يكون وزنه زائداً، فكلما كانت أعداد رؤوس الأغنام والبقر كبيرة، تزداد كمية اللبن، ويتمّ خضه بشكل أسهل.
ونستطيع القول إنّ القربة من أهم الأشياء لدى كلّ عائلة كُردية ، بحسب عدد مواشيها، وما يميّز القرى هو أن العائلة التي لا تملك الماشية تساعد الجيران في خضّ اللبن ويقدمون المساعدة لبعضهم البعض. الحياة لا زالت كما هي في القرى، حياة القرى تختلف عن حياة المدينة. فحتى بدون وجود الآلات فإنّ النساء تستطعن صناعة القرب واستخدامها.
إلى جانب استخدام القربة تجيد النساء الغناء الشعبي أيضاً وقتها كانت الخيرات كثيرة، . كانوا يعيشون حياة الترحال ويحبون كثيراً العمل في الغزل وصناعة الخيم. ويؤدين الأغاني التراثية، كنّ تساهمن في تطوير الأغاني التراثية إلى جانب العمل.