
الخلطة الثقافية ومعاييرها
وليد حاج عبدالقادر _ دبي
بالرغم من كثرة الأقوال والأمثال المأثورة في الثقافة الكُردية ، لا بل وكما هي في الواقع، لربّما نكون من أكثر الشعوب التي مازلنا نتعاطى هكذا أمثال كانعكاسٍ لطغيان الثقافة الشفاهية عليها خاصةً منها تلك التي تؤدّي إلى ذاتها المنتوج الانتحار منه أو الفاني والمتفاني مثل الدودة الميتة منها أو _ دودة الخل _ الحجل _ الخشب _ وعلى هدي قطيع حيوان الفقمة / الانتحار لا الروحي _ بل الجسدي على الرغم من شدة بعضٍ من العداوات البينية وأغلبها كنمط مضخم لخلافات ما ، ومع ذلك بقيت هي ذاتها الحية من ألدّ أعداء الكُردي ورغم ذلك قالوا / مارا نا كوچن دما آڤي ڤه دو خون / الحيايا لاتقتلوهن وهن تشربن الماء …
نعم هي سيكولوجية الكُردي بتعامله مع ألدّ أعدائه! فيما هم يسحقون بني جلدته إن استطاعوا إلى ذلك سبيلاً، ويظلّون هم ينشدون ذاتها الأهازيج التي تشحذ أنين ووجع فتكها هي بذاتها كما تلكم الأغاني في دقة معانيها وتوصيفاتها.. نعم : هل نسينا تلكم المثل التي تروي سرياليات الوجع ومآسي التناحر والفتك البيني؟ أما قيل ولايزال يردّد عبر الأجيال ذاتها الحِكم والأمثال :
Kurme dare her ji dare ye
bihere destar ti bihere
وهنا، وعلى الرغم من الكثير مما قيل ويقال وسيقال أيضاً في بنى وآليات التشكل المعرفي وتراكماتها عبر الأجيال والتي منها تشكّلت في الأصل أسس الوعي المعرفي والذي بني أصلاً في قاع الوعي عند الإنسان وأسست صفائح ترتكز عليها المعلومة، وتكتسب ومن ثم تتراكم منتجة من جديد وعياً بخاصية محددة لاتلبث ان تؤسّس ذات الأرضية لتبنى عليها ومن جديد وكقاعدة ارتكاز لمأسسة الذاكرة الشعبية، هذه الذاكرة التي تنمو وتتضخّم، وإن كانت في بعض الأحيان تتقلّص وتضمحلّ أيضاً، وهي هنا وكقاعدة مستدامة فإنّ هذا التحول هو الذي ترتكز عليه أسس مبدأ الاستحواذ للقوة القاهرة _ أقله للمجموعة المستهدفة _ سواءً لقوى بشرية قاهرة أو لهيمنة ثقافة وأيضاً قاهرة وتستطيع بالفعل تشتيت السائد وفكفكته إلى أدنى حالاته، وبالتالي ذوبانه في الأحدث .
لقد ثبت وببداهةٍ على أنّ الحقيقة تغلب القوة على حدّ قول كثيرين ،ومنهم الدكتور ادوارد سعيد، ومعه كذلك تأكيدات نعوم تشومسكي والأبوقراطيون برّوا بقسمهم وأثبتوا ذلك، وكذلك ممن تبقّوا وفقط بات على الأرسطويين وجماعة حماة الحقيقة وال / سيزريين / نسبةً الى القياصرة، وعلى فكرة أنا واثق بأنّ الأبوقراطيين سينزعون خنجر بروتوس وسيداوون الجراح بما هي أحسن !! .. سواهم والله _ تخنوها _ أولئكم جماعات الزنزانات !! ومعهم… صمت الصامتين وصراخهم المفتعل ومن جديد بصمت … ولسان حالهم من عميق السكون يهتف : عاشت الديمقراطية للأمم باستثناء الكُردية منها ؟!!! .. نعم وفي عودة غير حميدة إلى ذات المغازي ستتوارد المعاني بمصطلحاتها وتصرخ :
لن تنعتق أية مجموعة مهما بلغت بها القاعدة الجماهيرية ولن يستطيع إنجاز أية خطوة أو هدف له مالم يتحرّر من التبعية الأمنية المسيرة لجل أنشطته ؟! .. أن تكون تابعاً أو متبوعاً وبذهنية أمنية فستسير بقوة جبرية إلى حيثما هو يريد وعمرك لن تسير إلى حيثما أنت تريد .. / وكل هذا من وحي وأقوال مام آطاش العينديوري الباجريقي الجزيري رحمه الله /.. نعم! إنّ البراعة في التكويع اللغوي اصطلاحاً هي بالتجلي من أكثر المظاهر وضوحاً في البيان ال / حفت رنك / سبعة ألوان الذي يقرأوه عادةً تقاة مؤدلجون حتى النخاع ويفسّره المريدون بعد جهدٍ ماءً بماءٍ، وقد يستلزم في بعض الأحيان تحويره انى ما اقتضت اللحظة الزمنية حتى لو اختراعاً، وهنا وبعد كلّ هذا الجهد؟ اسمحوا لي بهذا السؤال البسيط جداً : نعم! صحيح! هاهو نهر دجلة بالقرب منكم يشتغل تكويعاً وفيضاً وحتّاً وتعريةً لآلاف السنين حتى يضيف ميلمترات جديدة إلى تكويعه! وانتم بهذه السرعة الفلكية ؟! وسؤالي لكم يا عدة عشرات من أحزاب على أساس أنكم / عرمرم / في / النضال !! / قبل ولادة حزب العمال الكُردستاني وكنتم أغلبكم رفاق أو حلفاء أو جبهويين مع أحزاب وشخصيات مناضلة أسألكم بكل جد ؟! كيف ( شايفين حالكم وأنتم تطلطلون مع الذين وقّعوا فرمانات تخوينكم ؟! أفلا تخافون من مواجهة ابن أو حفيد واحد ممن اعتقلوا مثلاً وارتحلوا فيواجهكم ويقول :.. ( اللي اختشوا …. ؟! ..) قال ديمقراطية قال ؟! … أتقبّل منكم كل شيء سوى،التفوه بالديمقراطية وثقافتها، وادّعاءاتكم بتغيير اسم الدولة وبيان الحقوق القومية الكُردية و … في كُردستان سوريا ؟! … ولنعود إليها ذات المغازي بمعانيها : وفسّر الماء بعد الجهد ب / آڤ /، وهنا تبرز الذاتوية التي أقلّ ما يقال فيها جملة عقدها الناقصة المتراكمة لا كتسويق مطلق لها بقدر خطابها المباشر وبأمر :
كن حيث أنت مهما كانت كبواتك.. إن كنت فعلا تظنّها كبوات، وتذكّر بأنّ الانكسارات لن تصبح عمرها هزائم إلا حين تتناسب مع الخطايا الكبرى ، وفي القضايا المصيرية تسقط الذرائعية، والشماتة تصبح أبشع أسلوب في عقدة النقص الذاتية، وهنا يحضرني مثال حدث في عام 1972 عندما ذهب الكسي كوسيجين رئيس الوزراء السوفيتي لزيارة القائد الخالد مصطفى البارزاني، بعد توقيع معاهدة الصداقة والدفاع مع نظام البعث المقبور والتوقيع على صفقة العصر حينذاك من السلاح بينهما ، وتضمّنت مجاميع من القاذفات الحديثة وأنواع خطرة من الأسلحة الجرثومية .. طلب الخالد البارزاني من بودغورني وبتهكم قائلاً .. نتمنّى أن تزودوننا ببعض من الكمامات فنحتمي بها من أسلحتكم ..
والتاريخ أعاد نفسه مع المالكي وبطريقة أخرى.. وفي عودة هادئة إلى متن موضوعي هذا وعنوانه سأضيف : رغم كثرة الأمثال والأقوال المأثورة في الثقافة الكُردية ، لابل لعلها من أكثر الشعوب التي كثرت فيها هكذا أمثال / الحجل ، الخشب ، الدودة / ورغم شدة بعض من العداوات البينية وكنمط مضخم لخلافات ما ، إلا أنّ الحية بقيت من ألد أعداء الفرد الكُردي ورغم كلّ هذا قالوا / مار نا يي كوشتن دما آفي فه دو خوي / الحية لاتقتل وهي تشرب الماء … نعم هي سيكولوجية الكُردي بتعامله مع ألدّ اعدائه فيما يسحق بني جلدته وهو يترنّم بأغنية / بهيرا دستار ته بهيرا …/ .. وهذا الأمر بمرارته تزحف لتبسط نمطية سادية لاتلبث ان تتقمصك أحياناً.
حينما تقرأ لبعضهم فتنمي بداخلك شعوراّ باللانتماء! أو لربّما تبدو كهائم في العماء الفضائي أو في الهيولى المبعثرة وأيضاً ظلاماً في أعماق المحيطات فيلزمك / طيري سيمخور / و / برتكا شواتي / ليفكّك لك مصطلحات هذه الكتابة التي أولاً وسأعترف ثانية : أن تطلب من المارد أن يجفل هؤلاء رعباً ليستيقظوا .. وهم يعلنون بوضوح على أنّ : أشهر المتفلسفسن هو مَن نطق من دون فهم ! وأسخفهم بالترافق مع اخطرهم هو ذاك الذي يفرم الخبر أو الفكرة على مقاس مشرطه لا قلمه … رحم الله امرئ عرف عمق وعيه ووقف عند حده … ولعل خير الكلام هنا ماسيدل على قلته وزخم مضمونه :
عجباً! هل توضّح معكم وعرفتم مَن دلّ كريستوف كولمبس على الطريق لاكتشاف أمريكا ؟! .. وكان سبباً في المناورة التي أدّت ب ماجلان واكتشاف رأس الرجاء الصالح ؟! .. وساعد غاريبالدي على تحرير ايطاليا وبسمارك على توحيد ألمانيا !! بس _ هوب هوب _ !! نعم لقد كان جورج واشنطن واحداً من الدرك الذين تدرّبوا في …. !! أخي كلّ خوفي يكون هو واحد من أهم مخترعي السوشيال ميديا..
المقالة منشورة في جريدة يكيتي العدد 329