الدببة البرية تعود إلى “براري” كوردستان
أطلقت منظمة الصداقة الكردية الأميركية، المهتمة بشؤون البيئة في إقليم كردستان العراق، مجموعة من الدببة البرية، في محمية طبيعية، قرب الحدود الفاصلة بين الإقليم وإيران، إذ تهدف هذه العملية إلى إعادة هذه الدببة إلى بيئتها الطبيعية.
وتعود مجموعة مكونة من 6 دببة، أحدها رضيع إلى براري وجبال الإقليم خلال العام الحالي، إذ تمثل هذه المجموعة الدفعة الأولى من الحيوانات البرية التي تنوي منظمة الصداقة الكردية – الأميركية المهتمة بشؤون البيئة إطلاقها تباعا.
وذكرت مصادر بإقليم كردستان العراق أن موكبا مهيبا ضم الدببة، وتحت حراسة نخبة من قوات البشمركة، اتجه في رحلة استمرت 4 ساعات من أربيل نحو المحمية الطبيعية على سفوح جبال كودو في أقصى الشمال الشرقي من الإقليم.
من جانبه، قال رئيس منظمة الصداقة الكردية الأميركية، بلند بريفكاني، إن “هذه المجموعة من الدببة جمعناها من بيوت بعض المواطنين في كركوك ومدن كردستان الأخرى”.
وتابع: “هناك مجاميع أخرى من الدببة في مختلف المدن، سنجمعها لاحقا عبر التفاوض مع أصحابها، وغايتنا من ذلك هو إعادة هذه الحيوانات البرية إلى بيئتها الطبيعية المتمثلة بهذه المحمية، حفاظا على التوازن البيئي في المنطقة، وسنطلق تباعا مجموعات من مختلف الحيوانات البرية”.
وفي السياق، أثنت منظمة الرفق بالحيوان الوحيدة في الإقليم على عملية إطلاق الدببة، لكنها شددت على وجوب تأهيلها قبل ذلك.
وقال رئيس منظمة الرفق بالحيوان في كردستان، سليمان تمر، إنه عمل رائع أن تتم إعادة هذه الحيوانات البرية إلى بيئتها، التي حرمت منها، ولكن كان يتوجب قبل ذلك إعادة تأهيلها في منطقة مشابهة لبيئتها، لتتمكن من ممارسة حياتها الطبيعية لا سيما من حيث الحصول على الغذاء قبل إطلاق سراحها في المحمية، لأنها ربما فقدت القدرة على ذلك خلال فترة احتجازها عند أصحابها”.
إلا أن أهالي القرى المجاورة للمحمية، لم يخفوا خشيتهم من وجود هذا العدد من الدببة وغيرها من الحيوانات المفترسة، كون المناطق القريبة من المحمية، يؤمها آلاف المصطافين أسبوعيا والكثير من الصيادين ما قد يعرض الحيوانات البرية للخطر.
ويقول أحد القرويين، محمود محمد: “نحن القرويين في هذه المنطقة خبرنا التعامل مع الحيوانات البرية ولن نؤذيها إلا إذا هاجمت منازلنا، لكن وجود هذا العدد القابل للزيادة من تلك الحيوانات المفترسة، سيشكل حتما مخاطر على حياة المصطافين والمزارعين، أما الجهات المعنية فلم تستشر أهالي المنطقة بخصوص إطلاق هذه الدببة بالقرب من قراهم”.
وبحسب المهتمين بالبيئة في الإقليم، يمثل إطلاق سراح هذه المجموعة من الدببة في هذه السلال الجبلية الحدودية مسعى لتمكينها من التكاثر الطبيعي بعد أن قضى الصيد الجائر على معظم الحيوانات البرية في هذه المنطقة.
سكاي نيوز عربية