آراء

الدولة الكردية المستقلة باتت واقعا ولم تعد مجرد احلام وأمنيات

إسماعيل حمي
رغم المأساة المعاناة الإنسانية الكبيرة التي شهدنا فصولها خلال الأيام الماضية في شنكال وزمار ومخمور وغيرها من المناطق الكردستانية بعد دخول مجموعات داعش الإرهابية اليها وممارستها لكل اشكال التنكيل والقتل والإبادة الجماعية, الا أننا يجب أن نقر بأن الدبلوماسية الكردية للحكومة في جنوب كردستان وبقيادة الرئيس بارزاني استطاعت ان تحول كل هذه الآلام والمآسي الى انجازات تاريخية للشعب الكردي تشكل مقدمات ضرورية لبناء الكيان الكردي المستقل عن العراق عمليا وواقعيا وليس من باب الاحلام والأمنيات.
إن البدء بعملية تسليح قوات البيشمركة من قبل الولايات المتحدة الأمريكية ودول أوربية مؤثرة في القرار الدولي, وبشكل مستقل عن الحكومة المركزية في بغداد على النحو الذي يجري الآن وبصورة علنية ورسمية, وضمان التفوق العسكري لقوات البيشمركة في مواجهة مسلحي داعش وفي مواجهة كل الأخطار المتوقعة بغية حفظ أمن واستقرار كردستان هي الخطوة الثانية, بعد القبول بإستيراد النفط الكردي ودخوله الاسواق العالمية رغم اعتراض بغداد, نحو الإعتراف بكيان كردي مستقل في جنوب كردستان, ولو كان ضمنيا بداية, سواء أكان هذا الكيان عبر نظام كونفدرالي كخطوة أولى أو نحو دولة مستقلة كاملة السيادة. بمعنى أن هاتين الخطوتين التي حققتها الدبلوماسية الكردية في خضم المعانة والآلام تشكلان ركيزتين أساستين ومقدمتين ضروريتين للإعتراف الدولي بالكيان الكردي المستقبل, فتجاوز هذين التحدين, الإستقلال اللإقتصادي أولاً ومن ثم والإستقلال العسكري للإقليم عن حكومة المركزية في بغداد وبإعتراف دولي صريح, سيؤديان الى الإعتراف السياسي لاحقا بالكيان الكردي المستقل من كل بد, بل يبقى الإعتراف السياسي لاحقا بهذا الكيان, الدولة الكردية المستقلة في جنوب كردستان, مجرد تحصيل حاصل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى