الديكوقراطية سيروم الشعب …..!؟
جوان حسين
حدثني أقرع بن كاروك، عن مهرب بن أبي حشيش، عن تاجر السياسة أنه حضر اجتماع عصابة اﻷحزاب الناعمة، وأحزاب اﻷمر بالمنكر والنهي عن المعروف، في قاعة الشعب الذي لا حول ولا قوة الا بالله له.
قال أن قادة اﻷحزاب قالوا :
أن الديكوقراطية ضرورة حزبية، و واقع عصري يناسب نضال شعبنا الذي حافظ بصمته وتصفيقه على مر السنين والقرون، في ترسيخ وجودنا من الانقراض، و بقاء واقعنا كأحزاب وقادة من الزوال، وعليه ونيابة عن صمته و تصفيقه، نقر و نشرع نحن أحزاب الجود من الموجود، وأحزاب المتسولين، و أحزاب الرجل الواحد بأن الديكوقراطية يعد الشكل اﻷنسب واﻷفضل من أشكال الحكم والنضال الجماهيري الذي يناسب ويتوافق مع عقلية شعوب العالم الثالث، سواء كانت عربية أو كردية أو أعجمية، ﻷنه يلبي تطلعات هذه الشعوب وحبها للتبعية والفوضى، و يشبع غرائزها بالتشبث بالسلطة والانفراد بالرأي، و بهذا المعنى فإن الديكوقراطية هي الشكل الجديد من أشكال الانظمة، وتعني الديك الحاكم أي القائد و الحزب الذي يحافظ على كرسيه ومركزه من السقوط بفضل الشعب الذي يتقن سنة الله في الدجاج، و يتبع ديكه في السراء والضراء، و قد اثبتت تجربتنا الثورية و ما تتصف به شعوبنا من وعي تبعي ومزاج لمفاوي، بأن الديكوقراطية هو السبيل الأنجع والمثالي الذي يحقق طموح أحزابنا في سدة الحكم، و يقطع الطريق على كل من تسول له نفسه بالتمرد على النهج الذي أخلصنا و أخلص له الشعب طيلة قرون، و بناء على رغبة التابعين وتابعيهم من الشعب والجماعات والمنظمات، فإن أي نشاط أو محاولة من شأنه أن يلتف على مكتسباتنا الديكوقراطية الثورية أو يهدد بأي شكل من اﻷشكال نسق هذا النوع من الحكم، يعد انقلابا على نهج الشعب و نضاله وثورة باطلة على الثورة اللامعة، التي طبعت أحزابنا بطابع الانشطار والخلود، و سيحتم علينا نحن قادة وأمناء اﻷحزاب أن نمضي قدما في التشبث بكراسينا وارثنا من المجد القادم من الغيب، مهما بلغت حجم التضحيات و الخسائر، أو نحجب دفء الشمس عن الشعب، و نمنع عنه ليل الراحة، و نقذفه الى أتون ديمقراطية الفوضى، و فوضى الحقوق والواجبات، حتى يعود الى رشده و يدرك أن واقع الحال من المحال و أن الفرق بين الحزب والشعب، والرئيس والتابع، هو الامتثال لحكم الديكوقراطية خيار الشعوب في المستقبل القادم من النار والبارود، و الحقيقة الراسخة التي ستؤمن بها اﻷمم والأحزاب الضعيفة حين لا ينفع شعب لشعب، أو حزب لوطن، أو أمة ﻷمة، الا بالتبعية و المصالح المقدمة على المنافع المؤخرة، فسلامة الوطن من سلامة الحزب وقادته، وسلامة القائد رهن بتصغيق الشعب وتبيعيته، وسلامة الشعب رهن بطاعة الديكوقراكية سيروم الشعوب المؤمنة بعقيدة التواكل والاتكال على ديك اﻷمة وقائد المجد و أوهام الوطن
اخرجه الشعب