الذكرى السنوية الثامنة لتأسيس المجلس الوطني الكُـردي
Yekiti Media
صــادف يوم السبت، 26 تشرين الأول/أكتوبر 2019 الذكــرى السنوية الثامنــة لتأسيس المجلس الوطني الكُـردي في سوريا، حيث انبثق عــن المؤتمر الوطني الكُـردي في اجتماعٍ بمدينة قامشلو تأسيس المجلس، بمشاركة أحــزاب سياسية كُـردية، ومنظمات شبابية، ونسائية، وتنسيقيات، إلى جانب مشاركة المستقلين.
وللمجلس الوطني الكُـردي مجالس محلية، في جميع المدن والبلدات الكُـردية، وتتبعها مجالس فرعية في القرى، والأحياء، كما ويتبع المجالس ممثليات عديدة، ومنها ممثلية إقليم كُـردستان، وممثلية أوروبا.
وإلى جانب المجالس المحلية، والممثليات، فإنّ للمجلس مكاتب، ولجان عديدة، منها مكتب الإعلام، ولجنة العلاقات الخارجية، وهيئة الرئاسة، والأمانة العامة، ومكتب شؤون الشهداء، والمرأة، والطفولة.
ومــع مــرور ثماني سنوات على تأسيس المجلس تمرّ المنطقة الكُـردية فـي سوريا بأشدّ الأوقات صعوبة مــع الغــزو التركي، بمشاركة الميليشيات الموالية له، لمدينة سري كانييه/رأس العين، وكري سبي/تل أبيض في التاسع من الشهر الجاري، إلى جانب اجتياح الجيش التركي لمدينة عفرين خلال شهر آذار/مارس من العام الماضي، وتسبّبت العمليات العسكرية بنزوح مئات الآف من المدنيين الكُـرد إلى مناطق أكثر أماناً إلى جانب اللجوء إلى إقليم كُـردستان العراق، والدول الأوروبية، كما وشهدت المنطقة انتهاكات واسعة ارتقت إلى مستوى جرائم حرب بحسب منظمات حقوقية دولية.
ومــع تمدّد الغــزو التركي في ريفي سري كانييه، وكري سبي، والمتزامن مع إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب سحب قوات بلاده من كُـردستان سوريا، وشمال سوريا، أجــرت قوات سوريا الديمقراطية والتي تشكّل وحدات حماية الشعب أحد قواتها اتفاقاً مــع النظام السوري والذي دخلت قواته بموجبه إلى مدينة كوباني، وبلدة تل تمر إلى جانب انتشاره في مدينتي الطبقة، ومنبج، كما وانتشرت قوات النظام على الحدود السورية التركية (الحدود الدولية) ما بين مدينتي الدرباسية، وعامودا، وقامت الشرطة العسكرية الروسية بتسيير درويات في عدد من المناطق الكُـردية.
وبهــذه المناسبة أجرت يكيتي ميديا عـدة لقاءات حول ما يُطلّب من المجلس على الصعيد الإقليمي، والدولي، وعلى الصعيد الداخلي، وحول الانتهاكات والجرائم المرتكَبة بحقّ الشعب الكُـردي.
وحول الدور المطلوب من المجلس في ظلّ الظروف الراهنة التي تمرّ بها كُـردستان سوريا على الصعيد الخارجي قال الكاتب والإعلامي وليد حاج عبد القادر: كلنا يتذكّر تلك اللحظات التاريخية بظروفها الاستثنائية التي مهّدت من جهة وساعدت على تقديم كلّ التسهيلات من الأطر الكُـردية المنظمة، والتي أسّست لعملية تشكيل المجلس الوطني الكُـردي، وتلك الجمعة فعلاً العظيمة التي عمدت فيها الجماهير الكُـردية في شوارع مدنها وبلداتها، وهي تهتف للمجلس الوطني الكُـردي والذي أصبح حينها عنواناً لها.
وأضاف: لن نستذكر المخاضات التي مرّت بها وكذلك سبل إعاقة ومحاصرة أنشطتها في استهداف ممنهج بدا واضحاً أنّ المطلوب هو شعبها من المعادلة السياسية كواحدة من التعهدات الرئيسة من قبل PYD للنظام ، ومع تسارع الأحداث في كُردستان سوريا ووضوح غالبية أشكال السيناريوهات سيما العدوانية التركية التي استفادت بشكل ممنهج من كلّ أخطاء ب ي د وممارساتها وأعلنت حربها العدوانية لتضمّ منطقة ممتدة من سري كانييه إلى كري سبي احتلالها أسوةً بعفرين، وبالترافق مع التهديدات المستمرة باستهداف كامل كُـردستان سوريا ، ووسط لامبالاة وتهوّر PYD الذي انعكس على واقع أبناء شعبنا الذي دبّ فيه الرعب والقلق وبات غالبيتهم على أهبة الاستعداد الفرار من بيوتهم صوب المجهول.
وتابع: كلّ هذه الأحداث لم تؤثّر مطلقاً في الدفع بالمجلس و PYD في السعي لإجراء تواصل مباشر والتأسيس لأرضية وفاقية بينية، مع أنه كان يفترض بالطرف الذي يمسك بزمام السلطة ان يبادر لإجراءات عملية فتخيّل أقله كلّ ما اتخذته من خطوات تقييدية لنضالات وفعاليات كما ومقرات أحزاب المجلس وإطلاق سراح المعتقلين والمختطفين، ولكن ! أي من ذلك لم يحدث ! والمجلس بقي بدوره صامتاً ينتظر لا شيء على الإطلاق في حين كان ولايزال المطلوب منه في هذه الظروف المصيرية التي تستهدف الوجود القومي الكُـردي أن تبادر هي بما ملكت أيديها ، تدفع مبادرة تلو أخرى، وتخطّط بخطوات عملية جهة معارضة لسلطة قائمة ولكن ملتزمة مدافعة عن شعبها وحقوقها وعلى أرضية التناقض الحاد مع PYD ولكن المدافع أيضاً وبكلّ السبل المتاحة له عن الشعب ومواجهة العدوان ، أجل ، ندرك تماماً وتستوعب كلّ ممارسات ب ي د والتي أسّست بكلّ السبل شرخ بيني مجتمعي / سياسي داخل الشارع الكُـردي إلا أنّ ما يحدث في مناطقنا ولشعبنا من الاستهداف الوجودي لشعبنا يفرض على الجميع البحث عن توافقات بينية تؤسّس لما يشبه مصالحة توفر أرضية مصارحة حقيقية ومعها التشارك الحقيقي في اتخاذ القرارات المسؤولة سواءً لحرب او سلام وما شابه.
بدوره شدّد الصحفي الكُـردي سيروان قجو المُقيم في واشنطن على أهمية دور المجلس في المرحلة المقبلة قائلاً: كُردستان سوريا مقبلة على استحقاقات هامة في المرحلة المقبلة سيكون فيها لكلّ طرفٍ سياسي، بما فيها المجلس الوطني الكُـردي، دوراً في العملية السياسية. لكن المرحلة الحالية تتطلّب مرونة سياسية من قبل المجلس ليكون قادراً على لعب ذلك الدور. من الضروري البدء بإعادة فتح قنوات التواصل مع الطرف الآخر، أي حزب الاتحاد الديمقراطي وحركة المجتمع الديمقراطي، حيث أنّ قوة الموقف الكُـردي في الوقت الراهن من شأنه وضع الكُرد في مكان أفضل على طاولة الحوار، سواءً مع النظام السوري والمعارضة أو مع الدول الكبرى. لدى المجلس علاقات جيدة مع حكومات حول العالم، كالولايات المتحدة وروسيا ودول الاتحاد الأوربي. على قادة المجلس تنشيط تلك العلاقات لتعزيز الدور الكُـردي في المرحلة المقبلة. إصرار الأطراف الكُـردية على التناحر لن يكون من مصلحة قضية الكُرد في سوريا.
وبخصوص ما يتطلّب من المجلس على الصعيد الداخلي قال عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكُـردستاني- سوريا، مــروان عيدي : من المعروف أنّ المسوّغ الوحيد لتشكّل المجلس الوطني الكردي الذي تأسّس في 24\10\2011 كمظلة جامعة للحركة السياسية الكُردية هو تبني المشروع القومي والمطالبة بالديمقراطية لسورية كدولة علمانية تعددية لامركزية سياسية وعلى هذا الأساس توجّهت منذ البداية وكخيار استراتيجي الوقوف بجانب الشعب السوري والنضال سلمياً لتحقيق أهداف شعبنا ولكن وفي ظلّ الظروف الصعبة آلتي يمرّ بها شعبنا ابتداءً باحتلال تركيا لعفرين ووصولاً إلى سري كانييه وكري سبي والذي يتقدّمهم جحافل من المرتزقة المأجورين بحجة وجود حزب العمال الكُردستاني وتصفية حساباتهم بدماء أبناء الشعب الكُردي والدمار والتهجير المرافق لهم.
وأضاف: بات لزاماً على المجلس كونه المظلة الكُـردية والذي تُعقد عليه الآمال أن يبادر بإطلاق مبادرة جامعة وبدعم الأحزاب الكُردستانية الفاعلة ويدعو فيها أحزاب التحالف الكُردي والحزب الديمقراطي التقدمي والاتحاد الديمقراطي لعقد مباحثات ولقاءات فورية للعودة إلى اتفاق دهوك أو اتفاق جديد يلبّي تطلعات شعبنا وتوحيد الخطاب السياسي وتشكيل إدارة جديدة بشقيها السياسي والعسكري مع باقي المكونات الأخرى والطلب من تركيا وحزب العمال الكُـردستاني احترام خصوصية شعبنا في الجزء الملحق بسوريا وتشكيل وفود مشتركة ومطالبة المجتمع الدولي بالضغط على تركيا بوقف عدوانها والانسحاب من المناطق التي احتلّتها وتسليمها إلى الإدارة التي سيصار إلى تشكيلها ومن ثم دعم وجود التمثيل الكُردي في اللجنة الدستورية والمطالبة بتمثيل يناسب ونسبة الكُرد في سوريا.
جديرٌ بالذكر أنّ أسايش حزب الاتحاد الديمقراطي قامت باعتقال رئيس المجلس الوطني الكُـردي السابق إبراهيم برو بتاريخ 13 آب/أغسطس ونفيه إلى إقليم كُـردستان العراق فجر اليوم التالي، كما وقامـت الأسايش بإغلاق جميع مكاتب المجلس الوطني وأحزابه السياسية في مختلف المناطق الكُـردية بتاريخ 14 آذار/مارس 2017