الرئيس الإيراني يواجه أزمة سياسيّة بعد تصريحاته في نيويورك
يواجه الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أزمة سياسيّة، وصلت إلى حد المطالبة بعزله، بعد تصريحات أدلى بها خلال زيارته إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعيّة العامة للأمم المتحدة، بينما أشاد بعض مساعديه ومؤيديه بكل شيء، حتى الهبوط السلس لطائرته.
وربط مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيون بين دعوة بزشكيان لنزع السلاح المتبادل بين إيران وإسرائيل، وزعيم الاتحاد السوفياتي السابق، ميخائيل غورباتشوف، مشيرين إلى أنّ بزشكيان يحاول التسبب في انهيار النظام الإيراني، كما فعل غورباتشوف مع الاتحاد السوفياتي.
ومن جهة أخرى، دعا المتشددون الموالون في إيران إلى عزله من منصبه، وطالبوا بإقالته، فور عودته إلى طهران، وانتشر وسم (#إقالة_بزشكيان) باللغة الفارسيّة على نطاق واسع، يوم الأربعاء، بين الآلاف من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانيين.
واستخدمت صحيفة (كيهان) المتشدّدة، المقربة من مكتب المرشد الإيراني، علي خامنئي، كلمات قوية في إدانتها لبزشكيان ووزير الخارجيّة، عباس عراقجي، بسبب تصريحاتهما في نيويورك.
في تعليق تحت عنوان (تصريحات بزشكيان غير المحسوبة، من يقدم المشورة للرئيس؟) قالت (كيهان) إنّ “تصريحات بزشكيان كانت مفاجئة، واستغلتها وسائل الإعلام الإقليميّة والدوليّة”.
وكان بزشكيان قد عقد اجتماعاً مغلقاً مع صحافيين وكتّاب أمريكيين، بعد وصوله إلى نيويورك، وبعد هذا الاجتماع، ظهرت تقارير تشير إلى أنّه اقترح نزع السلاح المتبادل، إذا وافقت إسرائيل على الخطوة نفسها، بينما سارع وزير خارجيته إلى نفي هذه الادعاءات، حسب قوله.
وحصلت قناة (إيران إنترناشيونال) على تسجيل صوتي للاجتماع يؤكّد أنّ الرئيس الإيراني أدلى بالفعل بهذه التصريحات.
وقال بزشكيان: “نحن مستعدون للتخلي عن جميع أسلحتنا بشرط أن تقوم إسرائيل بالشيء نفسه، وأن تتدخل منظمة دوليّة لضمان الأمن في المنطقة. لسنا بحاجة لهذه الأسلحة، ونعرف كيف نحمي أنفسنا”.
وانتقدت صحيفة (كيهان) تصريحات بزشكيان، ووصفتها بأنّها “زلة لسان”، واعتبرتها دليلاً على عجزه عن إلقاء خطب فعالة، لافتة إلى أنّ “هذه التصريحات يمكن أن تُفسر على أنّها اعتراف ضمني بإسرائيل، وهو ما يتعارض مع مبادئ مؤسس نظام الجمهوريّة الإسلاميّة، روح الله الخميني، والمرشد الأعلى علي خامنئي”.
وفي الوقت نفسه، انتقدت صحيفة (جوان)، التابعة للحرس الثوري الإيراني، مسعود بزشكيان، ووصفته بأنّه “متحدث سيئ”، وكررت اتهامات كيهان بشأن مستشاريه.
وقالت الصحيفة إنّ “أولئك الذين توسطوا في الاتفاق النووي يقولون إنّهم سيبقون في نيويورك لبضعة أيام، بعد مغادرة بزشكيان الأربعاء، ويحاولون إظهار أنفسهم كأنهم يحققون بعض الإنجازات خلال تلك الأيام القليلة”.
ومن ناحية أخرى، أشادت صحيفة (همشهري) اليومية المتشدّدة، التي تنشرها بلدية طهران، ببزشكيان، واعتبرته “صوت الفلسطينيين المظلومين”، وأثنت على جهود الوفد الإيراني في بناء توافق ضد إسرائيل في نيويورك.
ومن المفارقات أنّ صحيفة (اعتماد) الإصلاحيّة، التي يديرها إلياس حضرتي، والذي يشغل منصب رئيس دائرة نشر الأخبار الحكوميّة، كانت قد نفت تصريحات بزشكيان يوم الثلاثاء، لكنها نشرت تعليقاً تحت عنوان (نحن مستعدون للتفاوض)، وهو ما يتناقض مع موقف حضرتي الرسمي.
ولم يعلق المرشد الإيراني، علي خامنئي، حتى الآن على زيارة بزشكيان إلى نيويورك، مما يشير إلى أنّه ربما يمنحه بعض الحرية في محاولة تصوير نظام طهران كقوة إقليميّة عقلانيّة.