الرئيس بارزاني، مقاتل كوردي يكافح في الحرب والسلام
تمر حسين إبراهيم
لعل أجمل ما ودع به إقليم كوردستان عامه السياسي المنصرم هو المؤتمر الذي عقد في الجامعة الأميركية بمدينة دهوك واستمر ليومين وحضره أكاديميون و باحثون بارزون وساسة سابقون ناقشوا الموضوع الأهم على الساحة الكوردستانية الا وهو الاستقلال، حلم ملايين الكورد. كما أن خير ما بدأ به الإقليم عامه الجديد هو استقبال الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند. فبعد أن اثبت الكورد للعالم أنهم الجبهة الصلبة والحصن المنيع في مواجهة الإرهاب والتنظيمات الوحشية وقوى الظلام، وها هم يخوضون المرحلة الأهم بعد جبهات القتال وانتهاء دور البندقية ألاهي الدبلوماسية ولقاءات الساسة. فمن بوابة عاصمة إقليم كوردستان، هولير (اربيل) يُستقبل كبار الدبلوماسيين الغربيين من رؤساء و وزراء و مستشارين. يسير الكورد بكل ثبات في مبتغاهم السلمي للحصول على الاستقلال متبعين الطرق الدبلوماسية و مُنتهجين سبيل التفاهم والحوار لتحقيق آمال شعب كوردستان.
يقف على رأس الدبلوماسية الكوردية الرئيس مسعود بارزاني مقاتل الأمس البعيد والقريب والذي أمضى جلَ حياته يُقاتل في صفوف البيشمركة وهو اللقب والمنصب الأقرب إلى قلبه والذي طالما افتخر به. سنين المحن وأوقات الصعاب ليست غريبة على شخص الرئيس بارزاني حيث منحته سنوات الكفاح والنضال من أجل الكوردايتي (الروح القومية الكوردية) الحكمة والرؤية الثاقبة بما يخدم قضية شعبه محافظا بذلك على الثوابت و المبادئ الكوردستانية التي تربى عليها من والده و رمز الحركة الكوردية المعاصرة الملا مصطفى البارزاني. إن التاريخ المشرف لهذه العائلة في النضال الطويل لأجل قضية شعبهم و المكانة الرفيعة التي يتحلى بها الرئيس بارزاني في قلوب شعب كوردستان والثقل القومي الذي يحظى به بين عموم شعب كوردستان في الأجزاء الأربعة تضعه في المقدمة كمرجعية سياسية في هذه المرحلة وتعقد عليه آمال الشعب الكوردي في تحقيق الاستقلال والمُضي قدما إلى أفضل مراتب التطور والتقدم. ويشهد التاريخ أنه في كل جنازة في كوردستان سورية لمقاتلين شباب استشهدوا على أرض كوردستان، يحضر قسم الولاء و الفداء لكوردستان والوفاء لنهج الرئيس بارزاني. هذه العلاقة والتفاني لم تنشأ بسبب روابط الحزب والتبعية السياسية وإنما هي ناتجة من اعتقاد بوطنية و صدق هذا المناضل.
قدم الرئيس بارزاني لشعبه و للعالم أجمع مواقف تاريخية جسدت عمق الكوردايتي وأن الكورد أمة واحدة فكان بحق رجل السلام و الحرب معا، فقد دعم مبادرة السلام بين تركيا و حزب العمال الكوردستاني وشكلت زيارته التاريخية إلى ديار بكر في عام 2013 محطة بارزة في تاريخ المنطقة حيث كانت تسود لغة السلاح فقط. عندما كانت كوباني في كوردستان سورية على وشك السقوط أرسل السلاح وقوات البيشمركة إلى المقاتلين الكورد في المدينة المحاصرة وناشد الأصدقاء بتقديم الدعم الجوي وحمايتها و تحررت المدينة وأصبحت رمزا للوحدة الكوردية وتلاقي بندقية النضال الكوردي.
لم تغب عنه خلافات كورد سورية السياسية فقد اشرف بنفسه على مبادرات التوافق بين أطياف الحركة الكوردية في سورية و دعاهم للوحدة و رص الصفوف . نجحت الدبلوماسية الكوردية في ظل قيادة الرئيس بارزاني في مسألة حشد الدعم لقوات البيشمركة في حربها ضد قوى الظلام والإرهاب. كما أن القضية الكوردية تعيش في مرحلة مفصلية يعاد فيها رسم خارطة المنطقة والنفوذ و كما قال الرئيس بارزاني فإن حدود سايكس- بيكو قد انتهت وأن الحدود الجديدة تُرسم بالدم.
وسط حروب ونزاعات المنطقة وتبدل المواقف السياسية تسير الدبلوماسية الكوردية بقيادة الرئيس بارزاني بثبات مُحافظة على ثوابتها ومبادئها في كل المحافل والمناسبات لتحقيق الآمال الكوردية والتي كانت في حقبة من الزمن بعيدة المنال واقرب الى الاستحالة . لطالما عانى الكورد تاريخيا من لعب وحيل السياسة بسبب غياب القائد والانقسام في الرؤى، ولذلك ينبغي على الكورد استغلال الظرف التاريخي الموجود في المنطقة والالتفاف حول شخصية الرئيس بارزاني والوقوف معه في سعيه لتحقيق حلم الاستقلال وإيجاد وطن للكورد
k24