السياسات الفاشلة تنتج إدارة فاشلة
نستطيع القول بأن البعض مستفيد من بقائها تحت سلطة الامر الواقع الباطنية لتمارس دورها على أساس حيادي ظاهريا و هذه من أوجه النفاق العديدة و هؤلاء شراكتهم مع جماعة الامر الواقع استراتيجية ناجحة لأنها مرتبطة بنقطتين مهمتين و هما المادة أولا و الحماية و الوعود الجوفاء ثانياً حيث يتطلعون لتولي بعض الوزارات في كرتوناتهم و عندما يضرب الفأس بالرأس فأنهم لا يتحملون المسؤولية و لا تقع عليهم دائرة المشاركة كما حصل في كوباني و عفرين و لكن في الأيام المقبلة يمكن أن تتوسع حجم المجهودات الأمنية الأخرى إلى زيادة التأثير على الجماعة المختفية و قد يكونوا الأقرب للمشاركة في الأزمات القادمة و قد ترى إدارة الأمر الواقع و أنظمة أقليمية إن إسهامات المستفيدين غير كافية و تكون سبيلا للموائمة بين الظرف السياسي و الأمني،
و ب ي د الذي يعتبر نفسه نظاما سياسيا و عسكرياً على المجتمع الكوردي فهو مسؤول عن ثقافة الحقد و الكراهية و الاعتقالات و الهجرة و قتل أطفال الكورد في ساحات المعارك و الان جاء دور مصادرة البيوت و إخراج المواطنين منها عنوة بل و إعتقال ساكنيها و عمل على حشد المتسلقين و إعطائهم المراتب العليا في إدارتهم المزعومة و تبقى فئة المثقفين الذين يحسبون على سلطتهم الأداة التنفيذية لسياساتهم و يبقى دورهم هو تدمير المجتمع و الحياة الاجتماعية و تشويه صورة الآخرين باساليبهم التلفيقية و تبرير ممارساتهم و تحويلها من لا أخلاقية إلى إعتبارات أخلاقية و قيم عالية و يدافعون عن ممارساتهم الإقصائية للفئات المخلصة و قد استطاعوا تجنيد الأقلام الانتهازية المنافقة و الأبواق المأجورة و جلب حاملي الشهادات لتمرير مشروعهم التخريبي على الشعب المغيب سياسياً و بحكم غياب المؤسسات و القانون الذي ينصف الناس و توزيع الخدمات بنشاط و عدالة يضطر المواطن لدفع ثمن هذه الثقافة البالية المشبعة بالنفاق السياسي و هذا مؤشر على تدني المستوى السياسي و الأخلاقي لدى الذين بيدهم شؤون إدارتهم المزعومة و لذلك فإن الذين نصبوا أنفسهم حكاما على المنطقة هم الذين يتحملون مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في المنطقة الكردية و يشاركهم في ذلك الوسطاء و المثقفون المشجعون لهذه الأعمال و أيضاً المجبرون هم أيضاً شركاء في هذا النفاق الاجتماعي و الثقافي و السياسي.
فبالرغم من كون سلطة الامر الواقع تتحمل مسؤولية استمرار ثقافة الحقد و الكراهية و التحليل و الضحك على الذقون و محاكمة الناس بدون وجه حق سوى أنهم يختلفون معهم في السياسة و الفكر. فالبعض منهم يقتصر وطنيته على مدى إدارته في إلقاء كلمته و هم أنفسهم يعانون من عاهات نفسية خطيرة في تكوينهم الإنساني و يحتاجون إلى علاج نفسي مكثف لإعادته إلى رشده و عقله إن كان موجوداً بالأساس و على المجتمع منع حضور أمثال هذه النوعيات في المناسبات و أماكن الزيارات لأن ذلك يسئ إلى كيان المجتمع برمته و يسبب المشاكل التي من الممكن أن تؤدي إلى تداعيات خطيرة على الجميع ( الدار خليل مثالا)
من هنا فهو من حق الشعب و المثقف كشف كل أوجه و ممارسات ثقافتهم المشبوهة و نفاقهم السياسي و مواجهة مشروعهم السرطاني من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه مواطناً كان أو وطنا لأن النفاق السياسي يصيب الوطن و المواطن على حد سواء, لأن العلاقة المحترمة لا تعتمد على وطنية عميل صغير يقول ما يطلب منه أسياده أو على وطنيته المزيفة، و لذلك فإن قراراتهم و قوانينهم تصب في خانة الأعداء و مشاعرهم لا وطنية و هي مشاعر رعاع انفلتت من عقالها و سوف تضر بالأمن و السلم الاجتماعي مستقبلاً.
أما إذا بقيت الأمور هكذا على ما هي عليه من التباعد و الانفراط في العقد الوطني الذي يجمعنا فإننا لن نكون قادرين على استعادة انفاسنا و تنظيم صفوفنا من اجل خدمة شعبنا و الدفاع عن وطننا في الوقت الذي يسعى فيه الكثيرون من اجل ادامة هذا السلوك القذر في ممارساتهم السياسية و الإقصائية للوصول إلى مرحلة السقوط السريع في مستنقع الفتنة المجتمعية و التطاحن و الاحتراب الاهلي.
فهل يستفيق الآخرون من غفوتهم و هل تنهض معها النخبة السياسية و المثقفة.
و اخيرا فإن المخلصون هم من يتحملون الطعنات من سفهاء القوم الذي يتبعونه و لكنهم لا يتخلون عن قضيتهم العادلة بل يسعون إلى تحقيق ما يطلب منهم قوميا و سياسياً.
مروان سليمان