السياسة العوجاء لحزب الاتحاد الديمقراطي في كرُدستان سوريا
بهجت شيخو
لعل ما حدث في عدة دول عربية مــن انتفاضات مشـروعة بدأت بتونس الخضراء اذ احـرق البوعزيزي نفسه وهــو الخريج الجامعي والذي لم يملك له مكانا وعيشا مرموقا يستحقه في وطنه وانما غلب على هذا الوطن الفساد والبيروقراطية، لم يملك سوى تلك العربة بعجلاتها الثلاث ليبيع عليها بعض خضاره والذي يتجسد من خلاله الأمل المفقود لمقاومة العيش الرغيد ليشعره بأنه انسان يستحق الحياة، وامتدت تلك الانتفاضات لتقـــرع طبولها وتشمل رقـــع جغرافية واسعة تتشابه في تكويناتها واســلوب حكمها حيث تعتبر الدولة فيها مزارع خاصة لحكامها وتحكمها حفنة من الأيادي الوسخة وجزماتها العسكرية وافرعها الاستخبارتية وتلتهم مقدرات الوطن و المواطن.
وامتد هذا الهيجان لتصل لسوريا وينتفض شعبها ضد اعتى الدكتاتوريات والتي كانت تدعي انفتاحها وخاصة للجيل الشبابي منه ولتقول و على لسان قائد المسيرة بأن سوريا المستقبل ستكون واحة الديمقراطية و سيتمنى كل شعبها المهاجر الرجوع اليها وتكورت شعارات الثورة السورية بكلمات واضحة وصريحة ( واحد واحد الشعب السوري واحد ) و لكن كان قدر السوريون بالانتصار مع الآسف مرهونا بتوافقات دولية و نزاعاتها وجر البلاد الى حروب اهلية وانشاء امارات سلفية وزرع الفكر الارهابي وتصنيع صناعة الصراع الطائفي وابعاد قضية مطالب الشعب السوري في الحرية والكرامة.
والذي كان من أحد افرازات هذا الصراع هو تواجد حزب الاتحاد الديمقراطي ال pyd في ساحة كوردستان سوريا والذي فرض نفسه بقوة السلاح والدعم الذي قدم له وما زال يقدم من عدة جهات دولية وخاصة امريكا وروسيا منذ الهجوم الذي قام به تنظيم داعش الارهابي على مدينة كوباني الكوردية وريفها و تشريد كامل اهلها باتجاه الحدود التركية.
انطلق سياسة الحزب المذكور وكونه جزء لا يمكن انفصال عراه عن منظومات حزب العمال الكردستاني في تركيا حيث انشأ حزب المذكور ال pyd بدلالة ومبادرة ومباركة قياداتها امثال السيد اوصمان اوجلان شقيق السيد عبد الله آوجلان زعيم حزب العمال الكردستاني ليجعلوا كوردستان سوريا ساحة ثانوية للصراع العمال الكردستاني – التركي وتسخير امكانياته البشرية والمادية والجغرافية في هذا الصراع.
لذا انتهج الحــزب ســـياسة المصـــالحة المتخفية مــع النظام السوري وحليفه الرئيسـي إيـــران واستلم المناطق الكـــوردية في كــوردستان سوريا ووقف ضد تطلعات ورؤى احزابه الرئيسية المناضلة والذين جابهوا بطش وقمع الانظمة المختلفة في سوريه منذ تكوينها كدولة مستقلة وامتدد به الأمر ليجعل من نفسه وصيا لكبح جماح المظاهرات السلمية في المدن الكوردية وحامي الحدود وكذلك الانطلاق بشعارات عاطفية هياجة مثل صيانة الشرف والعرض مــــن الانتهاك الارهابي والخوف المتوقع مـــن مجهول قــد يفرضه الأيام ، وتبجح بانه له الفضل باستثناء المناطق الكـــوردية مـــن بطش النظام وبراميله المتفجرة بحق المدنيين الـــعزل في حين طال قمعه بسفك الدم الكردي في عامودا وكوباني وعفرين وعلى عينك يا تاجر ونسب هؤلاء الضحايا بتجار حشيش وعملاء الدولة التركية.
ان ما ذكرته هذا غيض من فيض ما يتعرض له كوردستان سوريا على يد جلاوزة حزب الاتحاد الديمقراطي ال pyd في هذا الجزء الكريم المعطاء بتضحياته لأجل باقي اجزاء كوردستان اذ لم يوفر يوما ما بكل لديه من امكانياته المتواضعة للوقوف بجانب اخوانه في اجزاء كوردستان الأخرى.
جميع المقالات المنشورة تعبر عـــن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media