السياسة الناجحة للرئيس بارزاني جعل العالم مستعدا لإستقبال الدولة الكردية
يكيتي ميديا Yekiti Media
تمخضت السياسة الناجحة للرئيس مسعود بارزاني رئيس إقليم كوردستان في كافة الميادين خاصة في ميدان العلاقات الخارجية عن إنفتاح العالم بوجه القضية الكوردية، فبعد عشرة أعوام من توليه رئاسة الإقليم أصبح العالم اليوم مستعدا للترحيب بدولة جديدة هي الدولة الكوردية التي ستكون واحدة من الدول الديمقراطية المدنية في الشرق الأوسط، وظهر هذا الإستعداد في كتابات العديد من الصحافيين المشهوريين في العالم و في العالم العربي، فإحتل دور الرئيس بارزاني وموضوع دولة الكورد المستقبلية الصفحات الرئيسية للصحافة العالمية و العربية على مدى عام من الآن خاصة بعد الإنتصارات التي حققها الشعب الكوردي و قوات البيشمركة بقيادة الرئيس بارزاني على تنظيم داعش الإرهابي.
دانييل بايبز: “بالنظر إلى سجل حُكومة إقليم كوردستان الرائع فعلى القوى الخارجية دعم استقلاله”
جريدة واشنطن تايمز كانت السباقة في الحديث عن هذه الدولة و أهميتها في المنطقة، فكتب دانييل بايبز رئيس مؤسسة “ميدل ايست فوروم” للأبحاث مقالا في جريدة واشنطن تايمز الأمريكية، أيَد فيها المسعى الكوردي لإقامة دولة كوردية. كما أنه أورد الأسباب التي تجعل من مصلحة الولايات المُتحدة مُساندة هذه الدولة الكوردية، وفي الوقت ذاته يعترف بايبز إنه في الماضي كان من المعارضين لتأسيس دولة كوردية في شمال العراق،لكنه عندما شاهد التقدم الذي وصل إليه الإقليم في كافة المجالات بات من المؤيديين لقيام دولة كوردية في الشرق الأوسط، ويضيف بايبز بالقول: “بالنظر إلى سجل حُكومة إقليم كوردستان الرائع فعلى القوى الخارجية دعم استقلاله. لقد قامت وسائل إعلام مؤيدة للحكومة في تركيا بهذا الأمر، قد يأخذ نائب الرئيس جو بايدن بإقتراح تقدم به في عام 2006 و هو منح كل مجموعة عرقية و دينية من الكورد، السنة و الشيعة العرب مجالا لإدارة شؤونهم الخاصة بينما تُترك للحكومة المركزية مسؤولية الشؤون العامة.”
جهاد الخازن: “أسجل من جديد رغبتي في رؤية دولة كوردية مستقلة”
أما الكاتب العربي جهاد الخازن، فكتب في مقال له بعنوان(أسجل من جديد رغبتي في رؤية دولة كوردية مستقلة): “أسجل من جديد اليوم رغبتي في رؤية دولة كوردية مستقلة في المناطق من تركيا والعراق وسورية وإيران حيث يمثل الكورد غالبية من السكان. هم يستحقون دولة مستقلة فقد ظُلِموا واضطهِدوا في كل بلد يقيمون فيه.”
من جهته سلط الدكتور عبدالإله بن سعود السعدون، عضو هيئة الصحفيين السعوديين وعضو الهيئة التأسيسية للحوار التركي العربي،الضوء على دور الرئيس مسعود بارزاني في تأسيس الديمقراطية في العراق و المنطقة،وقال في مقال له بعنوان (مستقبل رئاسة إقليم كوردستان والانتخابات المبكرة): “واصل مسعود بارزاني طريق النضال مع شعبه الكوردي لنيل الفيدرالية مع شقيقه الشعب العربي في العراق ما بعد دخول القوات الأنجلو أمريكية لبغداد واستطاع بخبرته الواسعة وحكمته السياسية من المشاركة في تأسيس المؤسسات الدستورية في الدولة الديمقراطية الفيدرالية في العراق إلا أن تناحر الكتل والأحزاب المذهبية أبعدت تواصل الشعب الكوردي بشقيقه العربي باتباع سياسة طائفية مفرقة لوحدة العراق، وأكل الفساد كل مؤسساته مما وسع الفتق بين الشعبين الشقيقين .الرئيس مسعود بارزاني انتخب لرئاسة كوردستان بالتصويت المباشر عام 2009م من أبناء الشعب الكوردي بأغلبية ساحقة حيث صوت لصالحه أكثر من70% من أصوات الناخبين وللحقيقة فقد حقق الرئيس الشيخ مسعود كل طموحات شعبه من استقلالية القرار السياسي لكوردستان وتطبيق خطط اقتصادية تنموية يشاهد مظاهرها كل من زار كوردستان العراق وتهافت المستثمرون على المشاركة في تعمير مدن كوردستان من سفلتة لكل الطرق الداخلية والدولية وبناء مطار عصري يربط أربيل والسليمانية بالعالم الخارجي علاوة على علاقات متميزة مع الجوار العربي للعراق”.
الشرق الاوسط: “الرئيس بارزاني يعتبر نفسه أولا وقبل كل شيء من البيشمركة”
أما جريدة الشرق الاوسط، فنشرت تقريرا أعده مراسلها في إقليم كوردستان (دلشاد عبدالله) عن دور الرئيس بارزاني في توحيد البيت الكوردي و تطوير الإقليم في كافة المجالات، بالإضافة إلى دور الرئيس بارزاني و عائلته في الحرب ضد تنظيم داعش على مدى أكثر من عام، وجاء في التقرير: “كانت الخطوة الأولى لمسعود بارزاني بعد توليه رئاسة إقليم كوردستان قبل عشر سنوات هي وضع خطة شاملة للنهوض بكل مجالات الحياة في الإقليم.
وأول الإنجازات التي حققها بارزاني كان توحيد نظام الإدارتين في الإقليم، والعمل على توحيد كل الوزارات التي كانت قبله منقسمة بين حكومتي أربيل والسليمانية. وبجهوده وبالتعاون مع كل الأطراف الكوردية تمكن من إنهاء ذلك التقسيم المرعب للإقليم وقاده إلى بر الأمان بسياسة ناجحة في ظل القانون والدستور. وحسب إحصائيات رسمية، كان مستوى الفقر في الإقليم قبل تولي بارزاني الرئاسة يتجاوز 50 في المائة، وانخفضت هذه النسبة في ظل رئاسته إلى 7 في المائة، وذلك عن طريق السياسة الاقتصادية التي خطط لها في الإقليم وأسهمت في رفع المستوى المعيشي للمواطنين وقلصت نسبة الفقر، بالإضافة إلى انخفاض نسبة البطالة التي تكاد تقترب من الصفر، وهذا مؤشر على تقدم المشاريع، وإقبال الشركات العالمية الكبرى على الاستثمار في الإقليم .ويرى مراقبون سياسيون أن الانفتاح الاقتصادي وإقبال الشركات العملاقة على الإقليم كان بفضل السياسة الاقتصادية التي اعتمدتها رئاسة الإقليم وحكومته التي حولت كوردستان إلى “واحة” أمن وسلام في بحر متلاطم من الحرب والإرهاب، مما جعل الإقليم ملاذا لكل العراقيين، ويؤوي حاليا نحو مليوني نازح ولاجئ.”
وتابع مراسل جريدة الشرق الاوسط في تقريره: “أما في مجال العلاقات الخارجية، فقد شهد الإقليم في العقد الفائت تحولا كبيرا في علاقاته الخارجية، خاصة بعد اعتماد سياسة الانفتاح على دول العالم كافة. واليوم تحتضن أربيل، عاصمة الإقليم، 33 قنصلية وممثلية لدول العالم المختلفة بما فيها قنصليات للدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى قنصليات لدول عربية.
وفي هذا الإطار حرص الرئيس بارزاني على بناء علاقات أخوية متينة مع الدول العربية ودول الخليج العربي، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية التي يعتز الإقليم بالعلاقات الوثيقة التي تربطه معها اليوم. ولعل من ثمار هذا الانفتاح على الخارج الدعم الذي تلقاه الإقليم من شتى دول العالم في الحرب ضد تنظيم داعش، خاصة عندما تعرضت أربيل الصيف الماضي إلى خطر الإرهاب. اللافت أن بارزاني يعتبر نفسه أولا وقبل كل شيء من البيشمركة، وتجسيدا لذلك فإنه وكل أفراد عائلته هم على الخط الأمامي في جبهات القتال ضد «داعش» ومنذ بداية الحرب، مما رفع معنويات القوات الكوردية وأسهم في كسر شوكة تنظيم داعش بتحرير أكثر من 95 في المائة من الأراضي الكوردستانية من التنظيم المتطرف، بل أصبح اسم البيشمركة معروفا عالميا باعتبارها القوة البرية الوحيدة التي استطاعت أن توقف مد داعش، كما يعد بارزاني مهندس عملية السلام بين حزب العمال الكوردستاني والحكومة التركية والتي استمرت على مدى عامين كاملين قبل أن تنهار في يوليو (تموز) الماضي، وهو يواصل حاليا، حسب مصادر مطلعة، جهوده من أجل إعادة الجانبين مرة أخرى إلى طاولة الحوار حقنا للدماء.”
المسألة الكوردية و الحقوق المشروعة
بدوره يؤكد الكاتب العراقي الدكتور كاظم حبيب في مقال له بعنوان (المسألة الكوردية و الحقوق المشروعة) على حقوق الشعب الكوردي في تأسيس دولته المستقلة و الإستفادة من خيراته، وتابع بالقول: ما يزال نضال الشعب الكوردي موجهاً صوب خمس مسائل جوهرية، وهي ليست كثيرة ولا بعيدة عن الواقع، إذ إنها تشكل جزءاً من حقوقه المشروعة، وهي:
* الاعتراف له بحقه الكامل في تقرير مصيره بنفسه على أرض وطنه بكل حرية وفي أجواء الديمقراطية وسيادة الشرعية، بما في ذلك حقه في الانفصال وإقامة دولته الوطنية المستقلة. إن هذا الحق ينبغي أن يعترف به من حيث المبدأ ويصان، ويكون له الحق في ممارسته متى شاء ذلك وفي ظروف يقررها وحده.
* الاعتراف الواقعي بأن الشعب الكوردي جزء من الأمة الكوردية الموزعة بين أرض كوردستان الممتدة في أراضي دول المنطقة الأربع، إيران وتركيا والعراق وسوريا.
* الاعتراف له بحقه في المشاركة في إرساء دعائم دولة عراقية جمهورية اتحادية (فيدرالية) تستند إلى دستور ديمقراطي وحياة حرة وتعددية سياسية تحترم حقوق القوميات والأديان والمذاهب والفلسفات والآراء المختلفة وتعترف وتمارس حقوق الإنسان وتقيم علاقات صداقة وتعاون واعتراف بالدول المجاورة وحدودها الدولية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب الأخرى وتعالج المشكلات الداخلية والخارجية بالطرق السلمية وعلى وفق الآليات الديمقراطية المعترف بها دولياً.
* الاعتراف له بحقه في استخدام ثرواته وخيراته لصالح تنمية الاقتصاد الكوردستاني في إطار خطة إقليمية تنسق وتتكامل مع خطة إقليمية عربية وأخرى مركزية تشمل العراق كله، بما يساعد على تجاوز التخلف والأضرار الفادحة التي لحقت بالشعب الكوردي وإقليم كوردستان وبقية مناطق العراق.
* العمل على تنفيذ المادة 140 من الدستور العراقي الذي أقر في العام 2005 الخاصة بما أطلق عليها “المناطق المتنازع عليها” والكف عن المماطلة والتسويف في ما يخص كركوك وخانقين وغيرها من المدن، إذ بدون ذلك سيبقي الصراع وسيتحول إلى نزاع لا تعرف عواقبه.
فهل في هذا ما يتناقض مع مصالح الشعب العربي في العراق ومع بقية القوميات التي كانت وما تزال تعيش في هذه المنطقة من العالم؟ ليس في ذلك ما يتناقض مع هذه المصالح، بل فيها كل ما يتطابق مع مصالح العرب وما يفترض في العرب أن يمارسوه إزاء أنفسهم وإزاء القوميات الأخرى التي تعيش على أرض العراق. أي أن من حق العرب الكامل أن يقيموا في المناطق العربية فيدرالية أيضاً وتشكل مع الفيدرالية الكوردية الجمهورية العراقية الاتحادية أو الكونفدرالية ذات الحقوق والواجبات المتساوية، التي تحترم حقوق القوميات والجماعات الدينية والمذهبية المختلفة. وينظم هذه العلاقة دستور ديمقراطي حديث ودائم وحياة برلمانية تعددية حرة وقوانين ديمقراطية ومجتمع مدني ديمقراطي.
لماذا مسعود بارزاني؟
فيما يشدد الكاتب إحسان علي سيلمان البهار في مقال له بعنوان (لماذا مسعود بارزاني؟)، على الدور الهام للرئيس بارزاني في حشد الدعم الدولي لحماية الإقليم من إرهابيي داعش،و يصف الرئيس بارزاني بصمام أمان لقيادة الصراع الداخلي في العراق و تمكين كوردستان،و يضيف بالقول:>>إن ما يدور حول كوردستان وما يدور فيها، هي أولاً حرب عسكرية من النوع الخطير الشرس، والعدو مدعوم دعم كبير، تجعله أقوى تسلحاً وإستخباراتياً وتحالفاتياً، وهي أيضاً حرب داخلية لعراق مضطرب غير مستقر، وهي حرب أقليمية نستطيع ان نلخص كل هذا في ان كوردستان تواجه تهديدات داعشية خطيرة، وداعش طبعاً قوة شرسة مجرمة لا تمانع في إعتماد اي أسلوب ضد الكورد، وتعتبرهم كفار إسوةً بكفار قريش، ولداعش حلفاء وممولين مكنت هؤلاء الشرذمة وخلال سنة من إحتلال أكثر من نصف العراق ونصف سوريا. فلولا شجاعة وإيمان البيشمركة بقضيتهم وكوردستانيتهم، ولولا نجاح القيادة الكوردية بزعامة الرئيس مسعود بارزاني في كسب ثقة الأصدقاء والحصول على دعمهم، لأبتلعت داعش أجزاء من كوردستان إن لم يكن كل كوردستان.ولأن الرئيس مسعود بارزاني رجل يحظى بثقة المجتمع الدولي، أصبح من مصلحة كوردستان إستثمار هذه العلاقة المتزنة المتوازنة التي ترتبط من خلالها كوردستان بالعالم الغربي، لذا لن يكون من الحكمة الإستغناء عنها أو تعريضها لأي تغيير.”
“ويبقى الرئيس بارزاني هو الملاذ والأمل”
من جانبه يؤكد الرئيس السابق للإئتلاف السوري المعارض عبدالباسط سيدا،في مقال له بعنوان (ويبقى الرئيس بارزاني هو الملاذ والأمل) على دور الرئيس مسعود بارزاني في قيادة الإقليم خلال المرحلة القادمة،داعيا الأطراف السياسية في الإقليم إلى التوصل إلى توافق بشان مسألة الرئاسة في الإقليم،وبين بالقول: “لإننا نرى بكل قناعة – ومن دون أية مجاملة- بأن الأخ الرئيس مسعود البارزاني هو المؤهل الأول في هذا الميدان، وذلك يستمد مشروعيته وأحقيته من سجله النضالي التاريخي الحافل بالإنجازت والمواقف النبيلة الشجاعة لمصلحة الشعب الكوردي، سواء ضمن إقليم كوردستان العراق، أم خارجه.
فبعد نظره وحكمته في التعامل مع أعقد القضايا على مستوى الواقع الكوردي والعراقي والإقليمي بصورة عامة؛ وشجاعته اللافتة في مواجهة الإرهاب الداعشي الذي يمثل أخطر أنواع الإرهاب في عالمنا المعاصر؛ هذا إلى جانب مصداقيته واخلاصة وتواضعه؛ كل هذه المقومات والصفات الأصيلة وغيرها، أكسبت الرئيس مسعود البارزاني مكانة اقليمية ودولية كبيرة، يحترمه الخصوم قبل الأصدقاء. وهو في الوقت ذاته يجسّد ضمن أوساط شعبنا شخصية تاريخية لها رمزيتها وهيبتها، نحن أحوج ما نكون في يومنا هذا إلى التمحور حولها، ودعمها، لما في ذلك من مصلحة حقيقية لشعبنا.
وبناء على ذلك، نرى أن الرئيس بارزاني قادر -وبجدارة- على قيادة العملية الإصلاحية الكبرى، بالتعاون مع فريق داعم ومساعد – لا فريق معرقل ومتكّل- من المؤهلين القادرين المخلصين من مختلف الأطراف السياسية؛ وبمشاركة فاعلة من التكنوقراط الأكفاء، لوضع خطة عامة تنهض بالإقليم، وتجعله قوياً قادراً على مواجهة التحديات الجسام التي تشهدها – وستشهدها – المنطقة.
أما أن نظل في إطار المماحكات العبثية، والجدل العقيم، والتمترس خلف نصوص قانونية من المفروض أن تكون وسيلة للانطلاق لا للتعطيل، ونلوذ بتفسيرات رغبوية تلقي بظلالها على النوايا غير السليمة؛ فهذا مؤداه تبديد الوقت والجهد والإمكانيات، واتاحة المجال أمام المتربّصين لتوجيه الأمور نحو المسارات التي تتناسب وتتناغم مع حساباتهم ومصالحهم، لا مع حسابات ومصالح شعبنا.ما نأمله، وتأمله الغلبية الغالبة من شعبنا، هو أن تتخذ القيادات الكوردستانية قرارها النهائي بخصوص موضوع التمديد للأخ الرئيس مسعود بارزاني، وتتوافق على الانطلاق بالعملية الإصلاحية الشاملة التي ستكون في مصلحة الجميع.
KDP