آراء

الشروط الاستباقية لتوجيه الضربات العسكرية لتنظيم داعش في سوريا

جوان فداء الدين حمو
بعد مرور أكثر من ثلاثة سنوات على الصراع الطاحن في سوريا، وبعد تسلح الأطراف المتصارعة كافة وانتشار وباء تنظيم داعش في سوريا والعراق، رأت الولايات المتحدة الأمريكية أنَّه التوقيت المناسب لتوجيه ضربات عسكرية لتنظيم داعش في سوريا. وقد أنقسم الداخل السوري والمجتمع الدولي إلى فريقين، الفريق الأول معارض لتوجيه الضربات العسكرية، والفريق الثاني مؤيد لتوجيه الضربات العسكرية لمقرات تنظيم داعش في سوريا.
لا شك بأنَّ التوقيت الذي ستختاره الولايات المتحدة الأمريكية هو التوقيت الذي يتهدد فيه مصالحه.
وبالتالي فأنَّ توجيه أية ضربات عسكرية لمواقع تنظيم داعش في سوريا يجب أن يكون بما يتوافق مع اتفاقيات جنيف الأربعة والبروتوكولان الاضافيان، ومرهون بالمتطلبات السياسية والعسكرية والاقتصادية والاجتماعية التالية:
1- أن تكون الضربات العسكرية برعاية دولية (وليست برعاية أمريكية فقط)، حتى وأن عارضت روسيا هذا القرار يجب أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤوليته في حل الصراع في سوريا.
2- أن يكون هناك حزمة من القرارات الدولية الأخرى الملزمة والمتعلقة بالوضع السوري كالتسوية السياسية، إذ لا يكفي القضاء على تنظيم داعش وترك النظام السوري والأطراف الأخرى في حالة صراع دائم.
3- مراقبة مصادر تمويل تنظيم داعش في الخارج السوري وتجفيفها من خلال مراقبة أرصدة المشتبهين بهم ونشاط الجمعيات المشكوك في أمرها. بالإضافة إلى عدم شراء النفط من سماسرة النفط الذين يشترونها من التنظيم.
4- أن يكون أولى أولويات العمليات العسكرية هو حماية المدنيين في سوريا وحجر الأساس في القانون الدولي الإنساني.
5- أن يرافق الضربات العسكرية إدخال المساعدات الإنسانية إلى سوريا من خلال الممرات الإنسانية.
6- أن يكون هناك التزام دولي بعدم ترك أية قطعة سلاح في الداخل السوري بعد حلحلة الوضع السوري كاملاً حتى لا تصبح سوريا أفغانستان ثانية. أي ألا يترافق الضربات العسكرية مع احتلال سوريا، أو الانتداب عليها، أو الوصاية عليها.
7- أن يكون هناك التزام دولي بعدم إنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية على الأراضي السورية.
8- أن يكون هناك التزام دولي بإعادة إعمار المناطق التي سيطالها القصف بدون أية ديون مستقبلية على سوريا.
9- أن يكون هناك التزام من قبل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي للإنشاء والتعمير بدعم مستقبل سوريا اقتصادياً.
10- أن يكون هناك التزام دولي باحترام تقرير الشعب السوري لمصيره نفسه بنفسه.
11- أن يكون هناك دعم اقتصادي للعملة السورية في المستقبل كي لا تشهد انخفاضات في قيمتها.
12- أن لا يكون هناك تجاوزات أثناء تنفيذ الضربات العسكرية، أي أن لا يقصف التجمعات المدنية بشكل عشوائي، وأن يكون التدخّل متناسباً مع الأزمة الإنسانية التي تمر بها سوريا.
وبالتالي فأَّن توجيه أي ضربات عسكرية لموقع تنظيم داعش في سوريا يجب أن يتزامن مع وضع حل للصراع في سوريا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى