الطفل ريان … تطورات عملية إنقاذه
قال مسؤول لجنة “اليقظة والتتبع” المكلفة إنقاذ الطفل ريان، عبد الهادي التمراني، اليوم السبت، إنّ من الصعب الجزم بالمدة الزمنية اللازمة للوصول إلى الطفل العالق منذ أكثر من 66 ساعة في بئر عميقة لا يتجاوز قطرها 30 سم، في ضواحي مدينة شفشاون، شماليّ المغرب.
وأضاف التمراني في تصريح صحافي، في الساعات الأولى من صباح اليوم: “كلنا أمل أن تحمل الساعات القادمة بشرى خير بشأن الطفل ريان”، مشيراً إلى أن “لا جديد بخصوص الحالة الصحية للطفل”.
وأوضح في بداية اليوم الخامس من مأساة شفشاون، أن “المرحلة الثانية من الحفر تتقدم ونسابق الزمن، وأملنا كبير في أن تحمل الساعات القادمة البشرى”، مضيفاً: “إلى حد الآن الأمور تسير بشكل إيجابي ونتمنى صادقين أن لا يتعرض فريق الإنقاذ لأي أذى”.
ولفت إلى أن عملية الحفر جد معقدة، وتحتاج إلى حذر شديد للحفاظ على حياة فرق الإنقاذ، مضيفاً: “نتمنى أن تبقى الأمور على حالها وألا يتعرض الفريق لسقوط الأتربة أو ما شابه ذلك. إلى حد الآن الأمور تسير بشكل جيد”.
وبينما لم يكشف المسؤول المغربي المسافة الباقية للمنقذين للوصول إلى الطفل ريان، دخلت عملية الإنقاذ، منذ أمس الجمعة، مرحلة حاسمة، بعد أن استعانت السلطات المغربية بمختصين من أجل حفر منفذ أفقي نحو الطفل العالق داخل البئر، وهي العملية التي تعتبر أهم مرحلة من مراحل الحفر وأخطرها.
كذلك لُجئ إلى نقل أسطوانات خرسانية كبيرة إلى مكان الحفر، بغية حماية فرقة الإنقاذ المكونة من ثلاثة أشخاص، والطفل العالق من أي انهيار ترابي.
وبموازاة ذلك، تمكنت طواقم الإنقاذ من تثبيت صهريج ضخم عند أقرب نقطة للحفر، لتأمين عملية إنقاذ الطفل ريان وفرق الإنقاذ.
وكان لافتاً، في اليوم الرابع لوقوع المأساة، تسريع فرق الإنقاذ لعملها لاستكمال تنفيذ خطة اعتمدتها السلطات المغربية، مباشرة بعد فشل محاولات إنقاذ الطفل ريان بالاعتماد على متطوعين ليل الأربعاء، وتقوم على إحداث حفرة موازية بذات عمق المكان الذي علق فيه، ثم إحداث فجوة في البئر لانتشاله.
كذلك اعتمدت خطة خلاص الطفل ريان من الموت على استعمال آليات ثقيلة للحفر بشكل متوازٍ ومائل مع الثقب المائي، بحذر واحتياط كبيرين، مخافة أن تسبب عمليات الجرف انهيار البئر.
وكان رجال الإنقاذ قد انتقلوا بعد انتهاء عملية الحفر العمودي في حدود الساعة الثانية من صباح أمس الجمعة، إلى أصعب مرحلة في عملية الإنقاذ من خلال مباشرة الحفر الأفقي والاستعانة بأنابيب ضخمة من أجل إقامة نفق بطول ثلاثة أمتار لبلوغ مكان الطفل ريان، وتجنّب وقوع أي انهيارات محتملة قد تفاقم الأزمة وتحول دون إنقاذه.
العربي الجديد