أخبار - دولية

العراق خالٍ من القوات القتالية الأجنبية لأول مرة منذ 7 سنوات

اعتباراً من بعد منتصف ليل الجمعة-السبت، لم يعد هناك أي قوات قتالية أجنبية في العراق، وذلك على إثر الاتفاق الذي توصلت إليه بغداد وواشنطن بعد 4 جولات من الحوار دامت لعدة أشهر وانتهت في يوليو/تموز الماضي.

وقضى الاتفاق بخروج القوات القتالية التابعة للتحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد تنظيم “داعش” الإرهابي من العراق في موعد أقصاه أمس الجمعة، الحادي والثلاثين من ديسمبر/كانون الأول 2021، والإبقاء على عدد محدود من المستشارين التابعين للتحالف يقدمون النصح والمشورة للقوات العراقية.

رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي قال، في أول بيان له في 2022، إن العام الماضي مثّل “عام خروج القوات الأجنبية من العراق، واستبدالها بمجموعة من المستشارين لدعم قواتنا في الحرب ضد داعش، بعد أن نجحت قواتنا في القضاء على أكبر قيادات التنظيم الإرهابي”.

وتابع الكاظمي أن عام 2022 “هو عام استعادة ثقة الشعب في مؤسسات الدولة، وفي النظام الديمقراطي، وفتح آفاق الحوار الاجتماعي”، مشيرا إلى أن “الدولة تستمد وجودها من تماسك شعبها، فيما تعتاش اللا دولة على التناحر والصراع والتردي، وشعبنا يستحق دولة الحكم الرشيد التي يسعى إليها”.

ولفت إلى أن حكومته “نجحت في تحسين علاقات العراق الخارجية، وترطيب الأجواء إقليميا، وإعادة العراق إلى وزنه الإقليمي والدولي”.

مسؤول حكومي رفيع قال لـ”العربي الجديد” إن الحكومة بذلت جهودا كبيرة خلال الأشهر الماضية لضمان تنفيذ الاتفاق وتجنيب البلاد أزمة أمنية أخرى وحالة من عدم الاستقرار، خاصة وأن القوات العراقية لم تعد بحاجة إلى دعم قتالي على الأرض، موضحا أن القواعد والمعسكرات العراقية أصبحت اليوم خالية تماما من أي مقاتل أجنبي.
وشدد على أن الحاجة للقوات القتالية الأجنبية انتفت، وما يحتاجه العراق اليوم يقتصر على المشورة التي يمكن أن يقدمها المستشارون الذين سيغادرون أيضا في حال أكدت القيادات العسكرية أنها لم تعد بحاجة إليهم.

وأمس الجمعة، قال المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة، اللواء يحيى رسول “لا توجد حاليا في العراق أي قوات قتالية للتحالف الدولي، وأن من تبقوا هم مستشارون يعملون بتقديم الاستشارة والدعم والتمكين في مجالات التدريب والتسليح وتبادل المعلومات الاستخبارية”.

ولفت إلى أن “القوات العراقية بحاجة لتعزيز قدراتها واستكمالها، لا سيما في مجالات القوة الجوية والدفاع الجوي وطيران الجيش والمنظومة الاستخباراتية”، مشددا على أن العراق بحاجة كذلك لطيران التحالف الدولي، لتنفيذ ضربات ضد أهداف بقايا “داعش” في بعض المناطق، خاصة الحدود مع سورية.

وتعرضت أرتال التحالف الدولي المنسحبة من العراق إلى هجمات متكررة خلال الفترة الأخيرة من قبل جماعات مسلحة غير معروفة، آخرها كان مساء أمس الخميس قرب مدينة الناصرية جنوبي البلاد.

ونشرت منصات تابعة للفصائل العراقية المسلحة بيانا لمليشيا تسمي نفسها “أصحاب الكهف” تبنت استهداف الرتل قرب الناصرية، مؤكدة أن الهجوم تم باستخدام قاذفات صواريخ محمولة على الكتف “RBG7”.

ودخلت قوات التحالف الدولي بقيادة واشنطن إلى العراق عام 2014 بعد سيطرة تنظيم “داعش” الإرهابي على مدن مهمة شمال وغربي العراق، وشارك التحالف في عمليات تحرير المدن العراقية من سيطرة التنظيم، وعلى الرغم من إعلان السلطات العراقية النصر على “داعش” عام 2017، إلا أن ضربات التحالف الدولي الجوية لمواقع تضم بقايا التنظيم في العراق استمرت، ما أسفر عن مقتل العشرات من قياديين وعناصر تابعين للتنظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى