العراق: هجوم صاروخي على منزل الحلبوسي
استهدف هجوم صاروخي منزل رئيس البرلمان العراقي محمد الحلبوسي، في ساعة متأخرة من ليل أمس الثلاثاء، بمدينة الكرمة شرقي المحافظة، تسبّب بجرح عراقيّين اثنين، أحدهما طفل، فضلاً عن خسائر مادية في منازل عدة.
وسقط أحد الصواريخ خلف منزل الحلبوسي الذي يقيم فيه والده وأشقاؤه في الوقت الحالي، بمنطقة الحلابسة ضمن مدينة الكرمة شرقي الأنبار، بينما سقط صاروخان آخران في منطقة مجاورة، أحدهما في شارع رئيس بالمدينة، تسبب بإصابات بين المواطنين جراء الشظايا وحطام زجاج النوافذ.
وأكد مسؤولان عراقيان في محافظة الأنبار غربي البلاد، اليوم الأربعاء، أن الهجوم انطلق من منطقة ذراع دجلة، المجاورة لمدينة الكرمة، والخاضعة لنفوذ جماعة “كتائب حزب الله” العراقية، مستبعدين أن يكون اعتداءً إرهابياً لتنظيم “داعش”.
وقال ضابط في قيادة عمليات شرق الأنبار التابعة للجيش العراقي لـ”العربي الجديد” إنّ التحقيقات الحالية تؤكد أنّ الهجوم نُفذ بواسطة صواريخ “كاتيوشا”، من خارج المدينة، واستهدف منزل رئيس البرلمان في منطقة الحلابسة، مؤكداً أنّ “الحلبوسي لم يكن في المنزل ساعة الهجوم، بل في مكتبه في بغداد، لكن والده وأشقاءه كانوا فيه لحظة الهجوم، وجرى نقلهم إلى مكان آخر تحسباً”.
وبيّن أنّ “الهجوم نُفذ من منطقة ذراع دجلة الواقعة على الحدود الإدارية بين الأنبار ومدينة سامراء، وهي خاضعة لنفوذ جماعة كتائب حزب الله، وتُعدّ من ضمن المناطق منزوعة السكان، حيث تسيطر عليها المليشيات، وتمنع نحو 230 عائلة من العودة إلى مناطقها ومزارعها منذ سنوات”.
وأكد مسؤول آخر في ديوان محافظة الأنبار، (مكتب المحافظ)، أنّ الهجوم “سياسي وليس إرهابياً”، في إشارة إلى وقوف مليشيات مسلّحة خلفه، مشيراً في اتصال هاتفي مع “العربي الجديد” إلى أنّ “توقيت الهجوم بعد ساعات من قرار المحكمة بتثبيت شرعية الجلسة الأولى للبرلمان، يفسر دوافعه”، متحدثاً عن إجراءات أمنية جديدة اتخذت في المدينة ومحيطها لمنع تكرار الهجمات.
وندد الرئيس العراقي برهم صالح بالهجوم على منزل رئيس البرلمان، وقال في تغريدة له عبر “تويتر”، إنّ “الهجوم الذي طاول مقرّ رئيس مجلس النواب في الأنبار، وأسفر عن إصابة مدنيين، عمل إرهابي مُستنكر، وتوقيته يستهدف استحقاقات وطنية ودستورية”، مطالباً بـ”رصّ الصف الوطني والتكاتف لحماية السلم الأهلي ومنع المتربصين، ومواصلة الطريق نحو تشكيل حكومة عراقية تحمي المصالح العليا للبلد وتستجيب لتطلعات شعبنا”.
بدوره، نشر رئيس البرلمان صوراً لطفل أصيب بالهجوم، وقال في معرض تعليقه: “ابني، أعتذر منك وأعدك سنستمر بقضيتنا ليتحقق الأمل في دولة يسودها العدل، ويزول عنها الظلم، وتندحر فيها قوى الإرهاب واللا دولة، كي تنعموا بالسلام والأمان”.
بدورها، أكدت خلية الإعلام الأمني الرسمية، في بيان لها، أنّ الهجوم أسفر عن إصابة مواطنين اثنين، وكان يستهدف منزل رئيس البرلمان محمد الحلبوسي، مؤكدة البدء بتحقيقات واسعة في الهجوم.
وعلّق الناشط السياسي العراقي والمقرب من “التيار الصدري” محمد الموسوي، على الهجوم الصاروخي الجديد، في حديث مع “العربي الجديد”، معتبراً أنه امتداد لهجمات طاولت مقرات أحزاب في بغداد خلال الأسبوعين الماضيين، واصفاً الهجوم بأنّه “رسالة ترهيب” لحلفاء الصدر بشأن سباق تشكيل الحكومة، وتأكيد على مدى خطورة السلاح المنفلت وتهديده للعملية السياسية ككل.
ورأى الموسوي أنّ المرحلة الحالية “قد تكون الأخطر في العراق ما بعد 2003″، بحال فرضت قوى السلاح إرادتها على العملية السياسية في البلاد، “كونها ستدخل العراقيين في نفق مظلم غير معروف النهايات”، وفقاً لتعبيره.
وتقع بلدة ذراع دجلة شمال شرقي مدينة الكرمة على الحدود الإدارية مع سامراء، وهي أولى مدن محافظة الأنبار وتحدّها بغداد شرقاً، وهي عبارة عن قرى متصلة مع بعض يحاذيها نهر دجلة، وتمثل أقرب نقطة تقارب بين نهري الفرات ودجلة في العراق قبل وصوله إلى البصرة جنوبي البلاد.
وتضم المنطقة قرى زراعية خصبة ومختلفة، لكنها خالية من سكانها منذ سنوات، حيث تتقاسم مليشيات عديدة النفوذ على المنطقة، على غرار مدن أخرى مثل جرف الصخر، ويثرب، والعوجة، والعويسات، أبرزها مليشيا “كتائب حزب الله”، إلى جانب مليشيات أخرى منها فرقة “الإمام علي”، و”فرقة الإمام المنتظر”، و”كتائب سيد الشهداء”، و”بدر”، حيث تمنع سكانها من العودة أو ممارسة أعمالهم في أراضيهم الزراعية.
العربي الجديد