العفو الدولية تندد باعتقالات تعسفية لدى أكراد سوريا
نددت منظمة العفو الدولية في تقرير نشر الاثنين باعتقالات تعسفية يقوم بها الأكراد في شمال سوريا في حق أشخاص يتهمونهم بالانتماء إلى مجموعات معارضة لهم أو مؤيدة لتنظيم الدولة الإسلامية، ويمنعون عنهم المحاكمات العادلة.
وذكرت المنظمة أنها وثقت حالات عديدة من اعتقال السلطات الكردية المحلية لأشخاص، استنادا إلى أدلة ضعيفة جدا، ولمجرد إقدامهم على انتقاد حزب الاتحاد الديموقراطي، أبرز حزب كردي سوري.
وقالت لما فقيه من منظمة العفو الدولية في التقرير “لا يمكن لحزب الاتحاد الديمقراطي الذي يقود الإدارة الذاتية (الكردية) أن يستخدم قتاله ضد الإرهاب كعذر لانتهاك حقوق الأشخاص المقيمين تحت سيطرتهم”.
وأضافت “بدلا من الدوس على حقوق الناس باسم الأمن ومحاربة الإرهاب، يجدر بإدارة حزب الاتحاد الديمقراطي أن تحرص على أن حقوق المعتقلين مصانة”.
وقالت المنظمة إنها قابلت عشرة معتقلين في سجنين في شمال شرق سوريا.
وأقرت بأن ظروف السجن “كافية”، مشيرة الى أنها مجهزة بشكل جيد، وغير مزدحمة.
الا انها اشارت الى ان بعض الاشخاص معتقلون فيها منذ سنة من دون توجيه اي اتهام لهم ومن دون محاكمة.
اما الذين احيلوا الى المحاكمة، فيقولون إن آليات المحاكمة “غير عادلة بتاتا”.
وذكر التقرير أن “المعتقلين منعوا من الحصول على حقوق اساسية بينها الدفاع عن انفسهم، والاطلاع على ادلة الاثبات ضدهم، ومقابلة محام او افراد عائلاتهم”.
وبعض المعتقلين هم من السكان العرب لمناطق سيطر عليها المقاتلون الاكراد. ويقول السجناء انهم اتهموا بالارتباط بتنظيم الدولة الاسلامية على الرغم من عدم وجود ادلة على ذلك.
واشار احد الذين التقتهم منظمة العفو الدولية الى انه اعتقل لمدة شهر تقريبا لأنه يحمل اسما مشابها لاحد المطلوبين. بينما قال آخر انه اوقف لأنه انتقد حزب الاتحاد الديمقراطي على حسابه على موقع “فيسبوك”.
وذكر التقرير ان الادارة الذاتية الكردية “استخدمت قانون مكافحة الارهاب لاعتقال ومحاكمة مجموعات كردية معارضة لحزب الاتحاد الديمقراطي”.
وافاد حزب كردي معارض منظمة العفو الدولية ان 12 من عناصره اوقفوا في 2014 وصدرت في حقهم احكام بتهم “القيام بأعمال ارهابية من دون وجود ادلة كافية”.
وتقول سلطات الادارة الذاتية الكردية انها تعتقل حوالي اربعمئة سجين في مراكز يديرها الأسايش (قوى الامن الكردية) منتشرة على المساحة التي تسيطر عليها في سوريا.
ولا يعرف ما اذا كانت هناك مراكز اعتقال اضافية بإدارة وحدات حماية الشعب (المقاتلون الاكراد).
وانسحبت قوات النظام السوري تدريجيا من المناطق ذات الغالبية الكردية في شمال البلاد مع اتساع رقعة النزاع في 2012، محتفظة بمقار حكومية وادارية وبعض القوات. وتصاعد على الاثر نفوذ الاكراد.
في 2013، أعلن حزب الاتحاد الديمقراطي اقامة الادارة الذاتية المؤقتة في ثلاث مقاطعات: الجزيرة (الحسكة)، وعفرين وكوباني (ريف حلب)، تحت مسمى “روج آفا”، أي غرب كردستان بالكردية.
العربية نت