العوائق التي تواجه طلاب جامعه الفرات في الحسكة
يشتكي طلاب جامعة الفرات فرع الحسكة من عدة مشكلات تواجههم أثناء الحياة الدراسيّة؛ حيث باتت مشاكل طلاب الجامعة كثيرة في الآونة الأخيرة، كمشكلة (الفساد) التي أصبحت دارجة في جميع الكليات في مدينة الحسكة.
وأيضاً من المشاكل والعوائق التي يواجهها الطلاب الوضع الاقتصادي الذي يمنع العديد من الطلاب من الذهاب إلى كلياتهم.
وفي تصريحٍ خاص ليكيتي ميديا (آلاف محمد) من مدينة عامودا تدرس في السنة الثالثة في كليّة التربية (قسم رياض أطفال) تقول: “أول صعوبة نواجهها في حياتنا الدراسيّة الحالية هي أجور النقل بين المدن التي بات تأثيرها سلبياً علينا؛ لأنني عندما أذهب إلى جامعتي، أقوم بصرف الكثير، منها على آجارات الطريق والنقل الداخلي والمحاضرات يتراوح بين ٣٠ حتى ٤٠ ألف ليرة سوريّة يومياً”.
وتابعت “لذلك لا أستطيع الذهاب يومياً؛ لأنّني لدي أخوات أيضاً في الجامعات، ووالدي لا يستطيع تحمل عبء مصاريفنا جميعاً، لذلك نقوم بالحدّ من تخفيف ذهابنا إلى الكليّة، ونقوم بالدراسة أحياناً من الموبايل حيث نقوم بتصوير محاضرات أصدقائنا ثم ندرسها”.
ساميا من مدينة قامشلو، تدرس في كليّة الهندسة المدنيّة في جامعة الفرات بالحسكة، تخبرنا بأنّها تعاني من مشكلة تأخير صدور علامات العملي حين صدور النتائج قبل امتحان النظري، وعدا ذلك أحياناً الكليّة تقوم بالخلط بين الأسماء في النتائج الامتحانيّة، وحين تراجع للتأكد، يستغرق ذلك بضعة أيام وحتى أحياناً لا توجد أسماؤنا في لوحة النتائج مما يدفعنا لدفع تكاليف جديدة على أوراق الاعتراض حين نتحقّق من النتيجة الصحيحة.
من جانبه قال سامر علي، من مدينة الدرباسيّة، الطالب في كليّة الهندسة الزراعيّة بالحسكة: “أنا أعمل في سوبر ماركت من أجل دفع مصروفي الدراسي؛ لأنّ والدي متوفي وأنا أدرس وأعمل أيضاً”.
كما أضاف سامر بأنّ “الدكاترة يجبروننا على الدوام يومياً، لأنّهم يقومون بتفقد الحضور، وأنا لا أستطيع ترك عملي يومياً وأدفع تكاليف دراستي، أحياناً نذهب ونتفاجأ بعدم حضور المحاضر سواء دكتور أو معيد في الكليّة، وهنا نتأسّف على تعبنا الذي ذهب هدراً”.
وتابع “أيضاً أحياناً لا نفهم من المحاضر، لأنّ المدرج كبير ونحن في المقاعد الأخيرة لا نسمع، بسبب عدم وجود مكرفون ضمن القاعات الكبيرة”.
أما لينا سعيد تقول “أنا ورفقاتي أصبحنا مستنفذين في الكليّة بسبب الفساد، لأنّ الدكاترة يصعّبون الأسئلة وإعطاءنا مقرر كامل للدراسة بدون حذف وهنا يقوم الطلاب أصحاب الواسطات القوية أو موظفون لدى المنظمات بالذهاب إلى السمسار لشراء المادة والتي قد أصبحت مكلفة، لأنّ كل مادة أصبحت فوق 100$, وهنا يضيع تعبنا بالدراسة ليلاً ونهاراً. للأسف هذا الفساد موجود في جميع كليات الحسكة”.
الطالبة سهى تحدّثت لنا عن معاناتها بالقول: “أنا أعيش في بيت آجار مع الطالبات في مدينة الحسكة وأنا من مدينة ديريك لا أستطيع الذهاب يومياً، لأنّ الطريق يدوم ثلاث ساعات مع الحواجز، آجار المنزل 100$، عدا مصاريف الكهرباء والماء والغذاء”.
وأضافت “أنا أعاني من مشكلة الدكاترة الذين يأتون من حلب أو دير الزور قبل الامتحانات بعشرة أيام ويقومون بإلقاء المحاضرات سريعاً دون شرح، ونحن لا نفهم شيء وننتطر حل إسعافي يعوّضنا عن شرح الدكاترة نفتح دورات للمواد التي لم نفهمها والمعاناة هي كل دورة تكلّف بين 15 و20 دولاراً لكي نتفادى مشكلة الرسوب في الامتحانات”.
جدير بالذكر أنّ كليات جامعة الفرات في مدينة الحسكة تعرّضت للكثير من المشاكل كتأجيل الامتحانات وإغلاق الكليات لمرات عديدة بسبب الوضع الأمني غير المستقر في مدينة الحسكة، وبسبب وجود سجن الصناعة (سجن داعش) بجانب كليتي الاقتصاد والهندسة المدنيّة آنذاك.