القصة التي لم تسمعها كثيرا: الفقر في أمريكا
ظل هذا الجدار، المكان الوحيد الذي يعتبره ستيفن داراً له، والملجأ الوحيد الذي قد يحميه من برد الشتاء وحرارة الصيف.
ويضطر ستيفن، الشخص الذي لا يملك داراً، إلى مغادرة مكانه صباح كل يوم قبل شروق الشمس، بناء على طلب اولائك الذين يطبقون القانون.
وهذه القصص ليست في واشنطن فحسب، حيث تشير الاحصائيات الرسمية إلى وجود 600 الف شخص بلا سكن في الولايات المتحدة الأمريكية، وهذا جزء صغير من الطبقة الفقيرة في امريكا الذين بلغ عددهم 45 مليون شخصا، أي أن 14.5% من الامريكيين تحت خط الفقر.
وليس من المعقول ان يكون في أمريكا، هذا الكم من الفقراء، وهي من أعظم الدول وتملك اموال طائلة وتخوض حروب الطويلة وتمنح مساعدات إلى الدول.
ويشعر الامريكيون بالقلق حيال هذا الوضع الغير عادل، وحسب استفتاء اجري الاسبوع الماضي فان أعلب الامريكيين بنسبة 60% مستاؤون من عدم المساواة في بلادهم، ويرون انه حان وقت اجراء التغييرات من قبل الحكومة لمكافحة التمييز في الثروات بين الفقراء والاغنياء.
ويقول الخبير الاقتصادي في مركز التطوير الامريكي جو فالينتي: “لم يشهد التمييز في الدخل هذا التصعيد منذ قرابة قرن،وعلى الرغم من التحسن الاقتصادي في اسواق البورصات إلا أن رواتب العمال لم تتحسن، حيث ذهبت 95% من العائدات السنوية للدولة الى جيوب 1% من السكان.
وبحسب استفتاء اجرته صحيفة نيويورك تايمز وقناة سي بي اس الامريكيتين المستقلتين، فان أكثر من 50% من الطبقة الوسطة يرون ضرورة توزيع العائدات على الناس بشكل أكثر عدالة.
وتوقع فالينتي أيضاً ان تصبح هذه المسألة موضوع مثير في انتخابات العام المقابل، قائلاً: “أتوقع ان تكون المسألة امكانية مواجهة هذه المشكلة من قبل المرشحين، هل سيستثمرون في قطاع الصحة؟، التربية؟، سيطمئنون الامريكيين بأنهم يستطيعون الحصول على القروض لشراء منازل وأن يكون أطفالهم مثل أطفال الطبقة الوسطى يتلقون التعليم، أم انهم سيقترحون سياسياً مناسبا من الناحية النظرية فقط، بعدها تظهر الحقائق ويكون الاغنياء هم الوحيدون المستفيدون من العائدات.
والتغيرات المفترض ان تجريها الحكومة والتي أشار اليها وأيدها 2/3 من المستفتين، هو ان ترفع الحكومة الضرائب المفروضة على الأغنياء والذين تبلغ عائداتهم السنوية أكثر من مليون دولار، الامر الذي يعارضه عدد من الامريكيين.