آراء

الكردلوجيا.. نشأتها، تطوّرها، دورها وآفاقها

جلال زنكَابادي

Kurdology -الكُردلوجيا: مصطلح في اللغات الأوربّيّة، وهو مركّب من كلمتيِّ Kurd = كرد+ logos= علم، المشتقّة من اللغة اليونانيّة،

ويطابقه مصطلح (كُردوفيدِنيا) في اللغة الروسيّة.

الكُردلوجيا حقل من حقول الإستشراق يتشعّب مشتملاً على كلّ كتابة (مقالة ، تقرير، بحث و دراسة) تتناول ما يتعلّق بالكرد وكردستان من : جغرافيا ، تاريخ ، لغة ، فولكلور، أدب ، فنون ، ديانة ، عادات وتقاليد ، عمارة، آثار، سياسة، إقتصاد و أزياء…في الماضي والحاضر. علماً أن مصطلح (الإستشراق= Orientalism) قد ظهر لأوّل مرّة سنة 1799 في اللغة الفرنسيّة ، ثمّ في اللغة الإنكَليزيّة سنة 1838.

وهنا لابدّ من التنويه أن لا داعي لحشر حرف الـ (و) بين كلمتيِّ (كرد- لوجيا) بلْ من الخطأ اللغوي والتاريخي أنْ نكتب (كُرد) و(كُردستان) – بالإملاء العربي- بإضافة حرف الـ (و) بعد حرف الـ (ك) ؛ فوضع (الضّمّة) على حرف الـ (ك) هو عين الصّواب لغويّاً ، ثمّ لا ضير في إستخدام كلمة (أكراد) أحياناً ؛ حسب الضرورةً…كما يجب التأكيد على إنّ مصطلح الـ (كردلوجيا) أصحّ ، أدقّ وأشمل من مصطلحيِّ (الدراسات الكرديّة) الفضفاض و(الإستكراد) السّوقي المبتذل . ومن الصواب أنْ تتوسّع دائرة الكردلوجيا لتضمّ كلّ المعنيين بالشؤون الكردستانيّة من الأجانب الغربيين والشرقيين وضمنهم حتّى المنحدرين من الأرومة الكردستانيّة.

×××

لاريب في أنّ جذور (الإستشراق) تضرب في عصور التاريخ القديم إبّان الحروب النّاشبة بين الإمبراطوريّتين اليونانيّة والفارسية ، حيث طالما كانت كردستان مسرح حرب هوجاء ، ويمكن حسبان گزنفون= زينوفون (؟ 430-؟ 354 ق.م) مع المؤرّخين هيرودوت (؟ 484- ؟ 425 ق.م) و سترابون(؟ 64 ق.م-؟ 23م) أقدم المستشرقين بشكل من الأشكال.

يقول د. شاكر نوري : ” جذب الإستشراق على مرّ الزمن العلماء والمبشّرين والإستعماريين ورجال الدين والمثقفين والأدباء والفنانين ؛ لأنه ببساطة يعني لهم الرحلة إلى أعماق ثقافات شعوب لا يعرفونها ؛ ومن هنا تأتي أهمّيّة جاذبيّة الإستشراق وآفاقه الواسعة”

ولئن إتّصف الإستشراق بتعدّدية تيّاراته العلمية والفكرية والسياسيّة ؛ فهناك مذاهب ومدارس إستشراقيّة ؛ فمثلاً : “لعلّ جاذبيّة الإستشراق الفرنسي تكمن في تميّزه عن بقيّة المدارس الأخرى؛ كونها خطّت لنفسها طريقاً خاصّاً بها، وهي تحويل الإستشراق إلى أداة معرفيّة قادرة على إستشراف المستقبل ، حتى لو رافقته محاولات كان هدفها كولونياليّاً..” كما يشير د. شاكر نوري، بلْ ” ثمّة إختلاف بين المدرسة الإستشراقيّة الفرنسيّة الجديدة والمدرسة الإستشراقيّة الأنغلوسكسونيّة ؛ لأنّ الأولى مرتبطة بمؤسسات المجتمع المدني و بمراكز الأبحاث الجامعيّة المستقلّة عن السّلطة السياسية ، بينما الثانية مرتبطة إرتباطاً وثيقاً بمراكز القرار السياسي والعسكري وبجماعات الضغط واللوبيّات المختلفة ، و لهذا السبب؛ هناك مسافة تفصل بين الإستشراق الفرنسي وبين رجال السياسة والحكّام” حسب تأكيد د. نوري الذي يضيف : ” كان المستشرقون الفرنسيّون على الدوام أقرب إلى الثقافات المحلّيّة للمجتمعات الإسلاميّة التي عايشوها ؛ و هذا ما جعل غالبيّة المستشرقين الغربيين مناصرين لقضايا التحرر الوطني لشعوب المستعمرات السابقة ”

ومع ذلك من الجليّ أنّ (التمركز العرقي) الذي يحسب الغرب مركزاً للعالم والشرق من الأطراف المحيطيّة التابعة ، بلْ مجرّد مجال حيوي ؛ في سبيل ديمومة وصيرورة الحضارة الغربيّة ؛ قد تسبّب في فهم – الغرب- العنصري للشرق وعزّزه . ومن الجليّ أيضاً أنّ كلا (التبشير) و(الإستعمار) في بعض الأحيان ، أو بالتواشج أحياناً ، كان الدافع الأساسي للإستشراق بضمنه الكردلوجيا ؛ حيث لا تخفى على المتمعّن نزعة تعميم المنظور الصليبي وسرمدته ، بلْ النزعة الفوقيّة الرّامية إلى فرض الوصـــاية العسكريّة والحضاريّة على الشرق (الدّوني)! حيث لا تخلو توصيفات أغلب المســتشــرقين القدامى – بالأخص- من تســمية الكــرد بـ (الماهومتيين) ؛ نسبةً إلى (ماهومت) أي إلى (محمّد) النبيّ (ص) والذي يحسبونه (هرطوقيّاً منتحلاً)! وجليّ أنّ (الماهومتيّة = المحمّديّة) ” هي التسمية الأوربية العلائقيّة و(المهينة)، أمّا (الإسلام) و هو الإسم الصحيح، فإنّه يُسْقَط ، ويُدْرَج تحت مدخل آخر…” تبعاً لتوضيح إدوارد سعيد.

×××

لاشكّ في إنّ للكردلوجيا منذ نشأتها غايات شبه متآصرة : سياسيّة ، إقتصاديّة ، دينيّة و علميّة ؛ فقد كان الموقع الجيوبوليتيكي لكردستان من أبرز دوافع نشأة الكردلوجيا في بلدان الغرب إبّان تطلّعاتها ، ثمّ طموحاتها لإحتلال الشرق ، بضمنه كردستان المقسّمة عصرذاك بين السّلطنة العثمانيّة والدولة الصّفويّة (ثم القاجاريّة) ؛ فقد كانت بحاجة إلى معرفة الكرد على الصّعد كافة معرفة كافية ؛ بغية إقامة العلاقات معهم ، وتعبئتهم لتحقيق غاياتها المنشودة ؛ فعلى الصعيد الإقتصادي : كانت بلدان أوربا إثر الثورة الصناعيّة ؛ تسعى إلى إيجاد أسواق لتصريف بضائعها ، والحصول – في الوقت نفسه- على المواد الخام الرخيصة لديمومة إنتاج معاملها . وعلى الصّعيد الديني : كانت تسعى إلى نشر الديانة المسيحيّة في أرجاء السّلطنة العثمانيّة و بلاد فارس ؛ تحت غطاء الإهتمام بالمسيحيين القاطنين فيهما . وعلى الصّعيد العسكري والسياسي : كانت بريطانيا وبروسيا (ألمانيا) وفرنسا تدعم السّلطنة العثمانيّة عسكريّاً وماليّاً و سياسيّاً ضد توسّع روسيا القيصريّة ؛ ولذلك كانت تبتغي إستمالة الكرد إليها وتسخيرهم عسكريّاً ، في حين كانت تساهم في قمع إنتفاضاتهم وثوراتهم لصالح حليفتها (السّلطنة العثمانيّة)، بينما كانت روسيا القيصريّة تسعى أيضاً إلى إستمالة الكرد المتواجدين فيها وفي أرجاء الإمبراطوريتين العثمانية والصفوية ، اللتين نشبت الحروب بينهما وبينها ، وكانت في الوقت نفسه تشارك في معاداة الكرد وقمع حركاتهم التحرّرية كما حصل في ثورة الشيخ عبيدالله نهري!

ثمّة ثلاث مراحل أو حقب لمسيرة الكردلوجيا ؛ حسب تقسيم الدكتور خليل جندي، ألا وهي :

المرحلة الأولى : صراعات الدول الأوربية إثر الثورة الصّناعيّة ؛ للإستيلاء على سوق كردستان ، وقد إستمرّت حتى إندلاع الحرب العالميّة الأولى.

المرحلة الثانية : الكولونياليّة – الإمبرياليّة ، التي ابتدأت مع الحرب العالميّة الأولى ، ومابرحت لحد الآن ؛ للإستيلاء على ثروات كردستان ، لاسيّما البترول.

المرحلة الثالثة : في عصر التكنولوجيا والعولمة بعد (11أيلول 2001) بالأخص ، وهي تشمل سائر المعمورة ، وليست كردستان حصراً.

في ضوء ماسبق ، سنكون مغفّلين جدّاً؛ إذا لمْ نعِ دور الإستشراق – بضمنه الكردلوجيا- في رسم وتنفيذ سياسات البلدان الغربيّة الكولونياليّة ؛ فقد كان أكثر المستشرقين مستشارين بصورة مباشرة أو غير مباشرة لسلطات بلدانهم ، وبذلك كانوا يشاركون في تخطيط وتنفيذ أهدافها السياسيّة والعسكريّة والدينيّة والإقتصاديّة ؛ إذْ إستندت دول أوربّا إلى أبحاث ودراسات وتقارير القناصلة والمبشّرين والجواسيس وغيرهم من أمثال الميجر سون و مس بيل، في خططها السياسيّة والعسكريّة والإقتصاديّة تجاه السّلطنة العثمانيّة والدولة الصّفوية ، ثم القاجاريّة ، بلْ رسم خارطة الشرق الأوسط إبّان الحرب العالمية الأولى ؛ لتوزيع ميراث (الباب العالي العليل) حسب إتفاقيّة (سايكس بيكو) ، حيث حُرِمَت الأمّة الكرديّة من أيّ كيان سياسي قومي خاص بها ، بلْ جرى تمزيق وطنها التاريخي (كردستان) وتوزيع أشلائها على أربع دول : تركيا ، إيران ، العراق وسوريا ؛ فأصبحت حسب إستقصاء الكردلوجي الكبير بيشكجي ” مستعمرة دوليّة ” و لمْ تحظ حتى بوضع مستعمرة تقليديّة ، بعد أن كانت مقسّمة على السّلطنة العثمانية والدولة الصفويّة منذ أوائل القرن القرن السّادس عشر الميلادي ، على شكل إمارات شبه مستقلّة تتمتّع بالحكم الذاتي..

لقد بات من الجليّ أنّ ثلاثة عوامل تواشجت حارمةً حقّ الكرد في تأسيس دولة كردستان أسوةً بالدول المحدثة: العراق، سوريا، المملكة الأردنيّة، لبنان والسعوديّة؛ إثر سقوط السّلطنة العثمانيّة، ألا وهي عوامل : الجيوبولتيك ، الإقتصاد (النفط بالأخص) والدين (الإسلامي) ؛ فرغم إنّ الكرد كانوا في أغلب العهود محكومين من قبل حكّام عرب وفرس وترك بإسم الإسلام ، وإن العرب والترك والفرس يدينون بالإسلام ؛ ظلّت ذكرى إحباط الحروب الصّليبيّة على أيدي القائد صلاح الدين الأيّوبي والأيّوبيين الكرد عالقة بأذهان المستعمرين الأوربّيين ولمّا تزل!

×××

لا بدّ من التأكيد على انّ الإستشراق قد إستهدف النيل من الإسلام في البدء ؛ بعد فشل الحروب الصليبيّة في تحقيق غاياتها، لكنّه ” تحوّل، بالتدريج ، إلى علم قائم بذاته ، قدّم أجلَّ الخدمات في مضمار دراسة تاريخ و آداب شعوب الشّرق بصورة خاصّة ” على حدّ قول العلاّمة د. كمال مظهر احمد ، والذي شخّص علاقة الإستشراق مع الكرد: ” لقد أدّت ظروف موضوعيّة إلى أنْ يؤلّف الإستشراق حالة متميّزة بالنسبة للكرد؛ ففي الوقت الذي لمْ يقصّر الأقربون (أي : العرب ، الفرس والترك/ ج.ز) في تشويه أهمّ وأجلّ صفحات تاريخهم ، نرى المستشرقين يعالجون ، بالمقابل ، العديد من صفحات ذلك التاريخ بروح علميّة منصفة من خلال قراءة صحيحة غير متحيّزة لأحداثه و وقائعه على شتّى الصُعُد : القديم والوسيط والحديث و المعاصر منه ؛ ليسجّلوا الخلود لأسمائهم وأعمالهم”، إلّا أنّه من الخطأ تعميم هذا الحكم بشكل مطلق؛ فليست تصوّرات المستشرقين (بما فيهم من الكردلوجيين) واحدة وذات أطر مضمونيّة محدّدة ، وإنّما هي متعدّدة و متنوّعة؛ تبعاً لتعدّدياتهم العلميّة والفكريّة والسياسيّة وشتى غاياتهم ؛ فقد كان بينهم : مبشّرون ، تجّار ، دبلوماسيّون ، قناصلة ، ضبّاط عسكر ، جواسيس ، سيّاح ، مغامرون ، أدباء ، علماء وفنّانون…والتباين بين عطاءاتهم واضح جدّاً ؛ فبعضها الأكبر هزيل مليء بالأغلاط ، الأغاليط ، التلفيقات والأضاليل ، وبعضها لابأس به ، وبعضها الأقلّ راقٍ يمكن التعويل عليه ، و يستحق أجلّ تثمين.

أجل ؛ يجب التأكيد على انّ الإستشراق قد أثمر الآلاف من الكتب والبحوث والدراسات ، بينها المزيد من الغث ، والقليل من السّمين . وقد تعدّدت وتنوّعت زوايا الرؤية فيها ؛ تبعاً لدوافع مؤلّفيها بتكويناتهم العلميّة والآيديولوجيّة وانتماءاتهم البلدانيّة ؛ ولذلك تطالعنا صور شتى للشرق متضاربة ، بلْ أنّ أكثريّتها تجافي الواقع والحقيقة ، وتشوبها الأخطاء والأغاليط ؛ ولذا تستوجب الأستقراء والنقد ، وهذا ينسحب أيضاً على الكردلوجيا ؛ بصفتها شعبة من شعب الإستشراق ؛ لكي نحصل على الصورة الحقيقية للكرد وكردستان في مراياها.

على كلّ حال…أصاب الدكتور نجاتي عبدالله في إستنتاجه : ” مهما كانت مقاصد وغايات المستشرقين والكردلوجيين ؛ فقد تحوّلت الكردلوجيا (إلى حدّ ما) لصالح الكرد ؛ لأنها سلّطت الضوء على زوايا وخبايا كثيرة معتمة في تاريخ الكرد ؛ فقد أنقذ الكردلوجيّون الكثير من مخطوطاتنا ومدوّناتنا وصفحات تاريخنا من الفقدان والضياع ، بلْ لولاهم ؛ لكانت خبايا وزوايا تاريخ بلادنا أشدّ عتمة ممّا عليه الآن ، ومع ذلك ، لا يعني قولي هذا أن نحسب كلّ ما كتبوه وقالوه (رٌقى) مباركة ؛ فهناك كردلوجيّون تناولوا الكرد لمآرب خاصّة بهم ، في حين كان هناك القلائل ممّن إجتذبهم عشق البحث والكتابة…”

لعلّ أهمّ وأبرز مغنم في مضمار الإستشراق (بما فيه الكردلوجيا) هو علمي – سياسي ؛ حيث إستقلّت الكردلوجيا عن الإيرانلوجيا ، أي الإعتراف بإستقلاليّة الكرد كقوميّة لها تاريخها وهويّتها الثقافيّة ، عبر الإعتراف بإستقلاليّة لغتها الكرديّة عن اللغة الفارسيّة وغيرها ، بلْ إقرار تدريسها في أرقى الجامعات الأوربيّة ، وتوسيع وتعميق البحوث الخاصّة بها وبالكرد وكردستان عموماً من قبل أساطين الكردلوجيا من شتّى الشعوب والأمم…

وهكذا حققت الكردلوجيا حضوراً ساطعاً ومنزلة لأسم الكرد وكردستان وكلّ ما يتعلّق بالأمّة الكرديّة في العديد من لغات العالم ذات الإنتشار الواسع عبر الآلاف من الكتب والدراسات والمقالات والتقارير الإعلاميّة وغيرها ، والتي تؤكّد بالنتيجة إستقلاليّة الكرد كأمّة من الأمم و كردستان كوطن تاريخي لها ، وهي الإستقلاليّة التي مابرح ينكرها الشوفينيّون من : العرب ، الترك ، الفرس ، التركمان ، الأرمن ، الترك الآذربايجانيين والآشوريين…

وهنا لابدّ من الإقرار بحقيقة كون العهد السوفياتي هو العصر الذهبي للكردلوجيا في العالم قاطبة ؛ لأنّ الكردلوجيا راحت تضمحل في روسيا وأرمينيا وآذربايجان ؛ إثر إنهيار الإتحاد السوفياتي .

×××

في هذه الموسوعة الهجينة (ترجمة + تأليف + إعداد+ ترجمة وإعداد) حاولت جاهداً تقديم ما في مقدوري (راهناً) ممّن كرّسوا أكثر أو أغلب حراكهم الثقافي للكردلوجيا؛ وعليه فهي موسوعة موجزة، و ليست بتاريخ أو مسرد كامل للكردلوجيا وتناول أقطابها كافّة؛ فهم عشرات. وبعدها قدّمت شذرات من أعمالهم/ أعمالهنّ ليست وافية وشافية لغليل طموحي.

أجلْ؛ فرغم كون هذه الموسوعة المتواضعة غير مسبوقة في أيّة لغة أخرى لحدّ الآن ، ورغم إحتوائها على العديد من المواضيع عسيرة المنال حتى على المختصّين المتتبّعين ؛ أحسبها قاصرة ودون طموحي؛ فقد كان المفروض بي تدبير مسارد للكردلوجيا : الأرمنيّة ، الفرنسيّة ، البريطانيّة ، البولونيّة ، الهولنديّة ، العربيّة ، الإيرانيّة ، التركيّة ، الإسكندنافية والأمريكيّة…* وكذلك التعريف بأكثر من (15) كردلوجيّاً / كردلوجيّة آخر/ أخرى ** ثمّ تقديم ما لايقل عن (15 عملاً) من أعمالهم / أعمالهنّ…و لذا آمل أن أحقّق ذلك في قادم الأيّام ؛ إذا حالفتني ظروفي الخاصّة والعامّة ، أمّا الآن فعزائي في وجود كتب وتفاريق من الدراسات والمقالات ، المترجمة إلى العربيّة ، أو المؤلّفة بها ، وأخرى بالكردية أو مترجمة إليها للعديد من الأساتذة هنا وهناك ***

أجلْ، بلْ يقيناً من المُحال إيفاء حق الكردلوجيا بتناول جميع الكردلوجيين والكردلوجيّات (على مدى أكثر من ثلاثة قرون) وتقديم نماذج من أعمالهم/ أعمالهنّ في كتاب يقلّ عدد صفحاته عن (ألف صفحة)، وحسبي في هذه الموسوعة الموجزة ، تركيزي على لفيف من أبرز النخبة الفاعلة والمؤثّرة ، بشتى الإنتماءات البلدانيّة والتيّارات العلميّة والفكرية والسياسيّة ، ضمن أقسامها الخمسة : (شبه كشّافات / كردلوجيّون و كردلوجيّات بمقالات ودراسات تعريفية / قبسات من أعمال كردلوجيين وكردلوجيّات / حوارات مع كردلوجيين و كردلوجيّات / وألبوم لصور ضروريّة ؛ بغية إثراء مضمون الموسوعة ، لا للتزيين!

وختاماً بما أنّ دول الغرب ، لا سيّما في أوربّا وأمريكا تعتمد في رسم سياستها مراكز الأبحاث والجامعات والمعاهد والمؤسسات البحثية ؛ فنحن (حسب تأكيد المختصّين الكرد بشأن الكردلوجيا) **** أحوج ما نكون إلى :

(1) قراءة طروحات الكردلوجيين والكردلوجيّات قراءة نقديّة موضوعيّة ؛ من أجل إستنتاج ما يجدي أمّتنا الكرديّة المستضعفة المتطلّعة إلى تعزيز هويّتها الثقافيّة وتوحيد أشلاء وطنها كردستان ، وتوحيد اللغة الأدبيّة…

(2) قيام المختصّين الكرد بالأبحاث والدراسات المعمّقة في الشؤون الكردية ، وترجمتها إلى اللغات الأخرى ؛ بغية إيصال حقيقة و واقع كردستان والأمّة الكرديّة بصورة موضوعيّة تزيد عدد و نوع الأصدقاء والمتعاطفين مع قضيّتنا العادلة…

(3) تأسيس مركز خاص في كردستان ؛ يُعنى بترجمة ونشر الأعمال الكردلوجيّة عن اللغات : الروسيّة ، الإنكَليزيّة ، الفرنسيّة ، الألمانيّة ولغات عديدة أخرى ، حيث توجد مئات الكتب والدراسات الجيّدة المفيدة…وكذلك تعضيد نشر الأعمال الكردلوجيّة في كردستان والخارج. وطبعاً في مقدور وزارة الثقافة والجامعات والأكاديميّة الكردستانية وأيّة مؤسّسات أخرى ذات علاقة بهذا الشأن أن تساهم في تنفيذ هذه المهمّة الجليلة.

(4) فتح معاهد ومراكز أبحاث تُعنى بالكردلوجيا في البلدان الأوربية وأمريكا وغيرها…وتشجيع الراغبين من طلبة الجاليات الكرديّة وطلبة تلك البلدان على الدراسة فيها واجتذاب الكوادر العلميّة الكردية وغير الكردية إلى العمل والتدريس فيها ؛ بغية تكوين لوبي فكري وعلمي وسياسي وإقتصادي في أوربّا وفي أمريكا ، وحتى في البلدان الشّرقيّة …

(5) تأسيس جمعية أو رابطة لكردلوجيي العالم ، و عقد مؤتمر سنوي لشؤون الكردلوجيا ، وإطلاق جوائز سنويّة لأفضل بضعة أعمال منشورة في كردستان وخارجها.

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* لعلّ الباحث الكردي روهات Rohat قد قدّم أفضل كتاب (وهو بالتركيّة) في هذا المجال لحدّ الآن، وأتمنى أنْ يُتَرجَم إلى اللغتين الكرديّة والعربيّة؛ لأهمّيّته، و هو:

Kurdogoji Biliminin 200 Yillik Geçmişi (1787- 1987)

** من هؤلاء: كاتب جلبي (حاجي خليفة)/ ألكسندر خودزكو/ شمس الدين سامي/ زيرنوف/ كلوديوس ريج/ الميجر سون/ سافراستيان/ دورثي كارود/ كريستيان آليسون/ ويليام إيكَيلتون/ كارين كرين/ ماريا أوشي/ أمير حسن بور/ زيبا مير حسيني/ كندال نزان/ أو. ل. فيلجيفسكي/ م. أ. حسرتيان/ أولغا جيغالينا/ كَـ . ب. آكبف (هاكوبيان)/ إي. إي. آفالياني/ كليم الله توحّدي/ فيرا بيئودين سعيد بور/ مهرداد إيزَدي/ رالف سوليكي/ إيكَور ميخائيلوفيج دياكونوف/ ميشيل ليزينبيرغ/ جورج غريغوري/ آكوب غازريان/ بيير رندو/ نورا جوَري/ باول. أ. بلوم/ كوميتاس/ ستيفان بلوم/ ديتير كريستنسن/ زاري يوسبوفا/ ف. زوكوفسكي/ جاكلين موسيليان/ ن. أ. خالفين/ أليزا ماركوس/ هـ . س نويبَري/ آرتور راجيفيج/ كارول كاجرفسكي/ مارجين جيكا/ مردخاي زاكن/ جيرارد ليبارديان/ إيرفند ابراهاميان/ جيرار شاليان/ علي كَلاويج/ رحيم قاضي/ شهرزاد موجاب…

*** من أمثال الدكاترة والأساتذة: د. أنور قادر محمد، د. نوري طالباني، د. معروف خزندار، د. كمال مظهر، د. عزيز كَردي، د. ناجي عبّاس، د. كاوس قفتان، د. احمد عثمان ابوبكر، د. خليل جندي، د. رشاد ميران، د. نجاتي عبدالله، د. سعاد محمد خضر، د. إبراهيم الداقوقي، د. محسن احمد عمر، د. طارق محمد، د. خليل علي مراد، د. عبدي حاجي، الأستاذ شكور مصطفى، الأستاذ جودت هوشيار، الأستاذ عبدالسّلام برواري، الأستاذ أحمد تاقانه، الأستاذ حمه كريم عارف، الأستاذ برهان قانع والأستاذ وريا قانع…

**** ومنهم الأساتذة: د. خليل جندي، جودت هوشيار، د. نجاتي عبدالله و فرهاد شاكلي…

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

المصادر:

(1) الإستشراق: المعرفة، السّلطة، الإنشاء/ إدوارد سعيد/ نقله إلى العربيّة: كمال أبو ديب/ ط2/ 1984 مؤسّسة الأبحاث العربية- بيروت/ ص 94

(2) الكرد والحق/ لوسيان رامبو(توما بوا)/ ترجمه وقدّم له و وضع حواشيه: عزيز عبدالأحد نباتي/ تقديم د. كمال مظهر احمد / 1998 وزراة الثقافة- اربيل/ ص 7

(3) بازيل نيكيتين و كوردناسى/ د. نةجاتي عةبدلَلآ/ 2004 سليَمانى/ ص 9

(4) الكوردولوجيا والايزيدية، الدكتور خليل جندي/ (محاضرة الى المهرجان الثقافي لمركز لالش / دهوك ) 13-15/7/2006/ إنترنت

(5) جدليّة الإستشراق الفرنسي/ د. شاكر نوري/ كتاب الرافد (ع 17/ مايو 2011) دائرة الثقافة والإعلام – الشّارقة/ صص (5، 6، 7،

(6) حول بعض التأويلات الخاطئة لمصطلح الـ ( كردولوجيا ) جودت هوشيار/ الحوار المتمدن (ع 3575) في 13 كانون الأوّل2011 / إنترنت

(7) Rohat, Kurdogoji Biliminin 200 Yillik Geçmişi (1787- 1987)

Ikinci Baski (1991) Istanbul.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى