الكرد ضحية المؤامرات الدولية
محمد زكي ابراهيم
تعرض الكرد على مر الزمن الى العديد من المؤامرات الاقليمية والدولية منذ معركة جالديران بين الامبراطوريتين العثمانية والصفوية سنة /1514 م/ لتجزئة كردستان الى جزئين .
والمؤامرة الثانية أتت بموجب اتفاقية سايكس بيكو سنة /1916 / بين فرنسا وانكلترا وانشاء دول حديثة كسوريا والعراق ،ودخول الروس في تلك الاتفاقية بمعاهدة سيفر ولوزان في الاعوام /1923_1920 م/ وبموجب تلك الاتفاقيات والمعاهدات تم تجزئة كردستان الى أربعة أجزاء بين دول المنطقة الحديثة.
أما المؤامرة الثالثة فقد أت إبان الحرب العالمية الثانية بين ايران وروسيا بانهيار الجمهورية الكردية جمهورية مهاباد الديمقراطية في عامي /1947/ 1946م / والمؤامرة الرابعة جرت بموجب اتفاقية آذار /1975م / بين بغداد وطهران في العاصمة الجزائرية لاجهاض ثورة أيلول المجيدة /1975/1961م/ بقيادة الخالد ملا مصطفى البارزاني.
والمؤامرة الدولية على اعتقال قائد ال PKK عبدالله أوجلان بين تركيا وسوريا وروسيا وايطاليا وكينيا وتسليمه للنظام التركي في عام /1999م/ .
ورغم كل المؤامرات الاقليمية والدولية ظل الكرد مدافعين ومتربصين بأرضهم ووطنهم كردستان ودافعوا عنها بكل ما لديهم من أجل وجودهم وكيانهم وكرامتهم رغم المعاناة والاضطهاد وانكار وجودهم من قبل الانظمة المتعاقبة في الدول الأربعة التي اغتصبت كردستان بتلك الاتفاقيات الدولية المذكورة.
أما اليوم وكأن التاريخ يعيد نفسه المؤامرة الاقليمية والدولية حول تسليم كركوك والمناطق المتنازع عليها لسلطة المركز (بغداد ) بعد أن تم تحرير الموصل ومناطق اخرى من الدولة الاسلامية ( داعش ) من قبل حكومة اقليم كردستان وبسواعد البيشمركة الابطال والتحالف الدولي وقدم البيشمركة المئات من الشهداء لتحرير مناطق العراق انطلاقاً من المبادئ الوطنية والقيم الانسانية النبيلة بالدفاع عن الوطن من الارهاب والارهابين ودحرهم.
وبعد القضاء على ( داعش )الارهابي من مناطق العراق واعلان نتائج الاستفتاء في اقليم كردستان توجهت حكومة العبادي الطائفية بحشد قواته من الجيش العراقي وحشده الشعبي الشيعي وبأمر من الحرس الثوري الايراني بقيادة قاسم سليماني لينتهز الفرصة ويقدم رسالة لأمريكا لفشل مشروع حلفائه الكرد باعلان الدولة والانفصال عن العراق على تهديدات امريكا بعقوبات على ايران.
وللاسف فقد تخلت امريكا عن حلفائه الكرد وسلم كركوك والمناطق المتنازع عليها لحكومة المركز بغداد من اجل مصالحهم .
ويبقى الكرد هم ضحية هذه المؤامرة الاقليمية والدولية .
فهل هذا قدر الكرد ،كلما استوت الطبخة لنتاولها يحرقونها.