الكرد والثورة السورية
ساوند درباس
حكمت الانظمة العربية شعوبها بعد نيل الإستقلال بمنطق الحديد والنار لتغرق بلدانها بحالة من الفساد والركود الاقتصادي وسوء المعيشة الى التضييق السياسي والأمني ناهيك عن البطالة
كل هذه الأسباب كانت كفيلة بانطلاق شرارة الثورة بإحراق محمد البوعزيزي التونسي لنفسه لينتفض الشعب التونسي ضد نظامه في اواخر 2010 وسقوطه بعد ذلك .
لتجتاح موجة من المظاهرات العارمة بلدان العالم العربي ولتسمى فيما بالربيع العربي لتسقط الانظمة العربية الواحدة تلو الأخرى فمن مبارك في مصر والقذافي في ليبيا الى صالح في اليمن ، لتتوقف عجلة الثورة في سوريا وتغرقها بزيف الدم الاهلي..
فلعل اشد الثورات فتكا هي الثورة السورية التي حصدت حتى الان اكثر من 422 الف شهيدا و 7 مليون مشرد داخلي وخارجي.
الثورة الدموية التي بدأت شرارتها في درعا حيث اعتقلت الحكومة آنذاك 15 طفلاً اثر كتابتهم شعارات تنادي بالحرية وتطالب بإسقاط النظام على جدران مدرستهم.
في خضم ذلك اقدم ناشطون على دعوة للتظاهر يوم الثلاثاء 15 مارس 2011 لتلبي النداء سريعا عامودا وتنضم اليها لاحقا حمص وحماه وباقي المدن السورية ،
وكعاته النظام الشمولي يقمع المظاهرات بالقوة ويفتك بالمعتقلين ولعنا نتذكر هنا الصبي حمزة الخطيب.
امام هذا المشهد الرهيب والثورة تعم ارجاء سوريا وقف النظام حائرا في ادارة اهم الملفات وهو الأقليات التي لطالما تغنى بها امام الغرب ولاسيما الكوردية منها.
فسارع النظام الى كسب تأيد الكرد أن لم نقل تحييدهم على اقل تقدير ، لما للمناطق الكردية من اهمية اقتصادية واستراتيجية فهي تعتبر السلة الغذائية لسوريا وموقعها الجغرافي الملاصق للشريط الحدودي من الجهة التركية والعراقية حتى..
فبدأ النظام تحركه الجاد باتجاه هولير لما لها من بعد تأثير فعال على كورد سوريا لتسليمه المناطق الكردية لاحزاب المجلس على ان يعود ويستلمها فيما بعد .
فقام النظام كمبادرة حسن نية باعادة الجنسية الى الكرد المحرومين منها لعقود بمرسوم تشريعي في السابع من أبريل .
ألا ان لاحزاب المجلس رأي اخر مطالبة بضمانات سياسية لقاء خداماته تلك اقلها الاعتراف الدستوري بالقومية الكردية كثاني قومية في البلاد وكذلك السماح لنشر الثقاقة واللغة الكردتين الى جانب الحرية والمساواة كانت هذه ابرز مطالب الوفد الكوردي حين طلب النظام لقائهم. بيد ان النظام لم ترق له هذه المطالب المشروعة ولا تتناسب مع اهدافه .
ليجد النظام ضالته في الحليف القديم الجديد pkk تحت مسمى pyd هذه المرة وذلك بتوجيه من هولير مجددا ولتوقع مع النظام جملة من الاتفاقيات السرية العسكرية فقط بطبيعة الحال دون ان يكشف عن ماهيتها حتى اللحظة.
ليفعل الابن العاق للكورد فعلته بالكرد وهذا ما بدأ بالفعل باقتحام معسكرات التدريب لبعض الاحزاب حينذاك ثم التهجير والاعتقالات والتغير الديمغرافي التي لحقت بالمنطقة الكردية جراء اعمالهم ناهيك عن منع المظاهرات ليتخلف الكرد عن ركب الثورة والتي باعتقادي لو سايروا الثورة لكانت النتائج كارثية اكثر فالنظام المعروف ببطشه ما كان ليجعل من مناطقنا اقل حالا عن حلب اليوم.
بالعودة قليلا الى الربيع السوري الذي لم يكن باقل حالا عن عن شماله لابل يفوقه اجراما ودموية حتى اصبح ربيعه خريفا.
فالتنظيمات الارهابية اثقلت كاهل الثورة وفرضت نفسها كناتج عن الثورات.
اربك ظهور هذه التنظيمات الإرهابية القوى العالمية وباتت تبحث عن طرق للقضاء عليها وايجاد البديل لقواتها على الارض ، لما لهذه التنظيمات من اخطار داخلية فمن القتل الممنهج وانتهاكات يومية بحق الانسانية ناهيك عن انتشار الفكري الارهابي في بلدانهم وتنفيذ عمليات انتحارية في عواصم اوربية وامريكية ، لتجد هذه القوى ايضا حصان طروادتها في pyd لتساندها عسكريا في حربها بالوكالة ، وتتبرأ منها سياسيا في اكثر من مناسبة ولتربط مصيرها بمصير الارهاب نفسه .
فالقضاء على الارهاب المتمثل بداعش ينهي حقبة المساعدات المقدمة ل pyd .
ومن جهته وان لم يستعد النظام عافيته واتجه الى ساحله سيقوم هو الاخر بالتنازل عن حليفه pyd ليقوم بتسليم المنطقة مجددا لاحزاب المجلس باتفاق (روسي – امريكي ) بفرض منطقة حظر جوي. ولتبقى هولير هي همزة الوصل وكل ذلك في اطار الفوضى الخلاقة..