الكورد: الشعب الذي لا يرحل مهما تبدلت الأنظمة
د. محمد العــرب
في صفحات التاريخ السياسي، تتبدل الوجوه وتتغير الأنظمة، لكن هناك شعوباً تتحدى الزمان والمكان وتبقى…
الكورد، هذا الشعب الذي تتجذر جذوره في أعماق الجبال وكتب اسمه في تاريخ الشرق الأوسط، أثبت مراراً أنه رغم تبدل القادة وسقوط الأنظمة، فإن وجوده وبقاءه أمر لا يمكن تجاوزه.
منذ رحيل أتاتورك، الذي عمل على تشكيل تركيا الحديثة، إلى الملك فيصل في العراق، إلى عبدالكريم قاسم والأخوين عارف، ظلت القضية الكردية قضية حاضرة لا تموت ،
في إيران، ورغم صرامة الشاه رضا بهلوي، ثم ثورة الخميني التي قلبت موازين ايران ، ظل الكورد قوة اجتماعية وسياسية تشكل تحدياً للنظام المركزي رغبة منهم في الاعتراف بهم كمكون له استقلالية فكرية وثقافية وتاريخية ، في سوريا رغم قبضة حافظ الأسد الحديدية ومن بعد ابنه الطاغية المهووس بالقتل ، استمر الكورد في الكفاح من أجل هويتهم وحقوقهم وهم الان قوة لا يمكن تجاوزها في اي معادلة سياسية ،
ورغم أن صدام حسين حاول عبر القمع والحروب إبادة الكورد ، إلا أنهم خرجوا من ركام أنفاله وإبادة حلبجة أقوى وأكثر تصميماً وهم اليوم في كوردستانهم الملهمة يتقدمون وغير يتراجع ، وفي ظل زعامة أردوغان وخامنئي، يبقى الكرد متمسكين بحلمهم الكبير: كردستان الكبرى القادمة حتما مهما طال الوقت ، الحقيقة التي لا يمكن إنكارها هي أن الشعب الكردي يمثل رمزاً أسطورياً للصمود في مواجهة الأنظمة التي حاولت مرارا وتكراراً إنكار وجوده ومحاربته وقمعه وابادته ، الأنظمة زائلة، والقادة يرحلون، لكن الشعوب التي تعرف كيف تحافظ على ثقافتها وهويتها لا تنكسر. كردستان ليست مجرد حلم سياسي ، إنها شهادة على قدرة شعب على البقاء رغم كل ما يحمله التاريخ من ظلم واضطهاد.
أنا عربي لكني متيم إلى حد الهوس بكل ما هو كردي ، رافقتهم في حرب وفي سلم وفي سفر واستقرار وأعرفهم كما اعرف اصابعي واعلم جيدا انهم سينتصرون لان أحلامهم عادلة وممكنة…
K24