آراء

الكُرد بين أكذوبة الكفاح المسلّح ومحافل الساسة في الدول

ليلى قمر

يظنُّ الشعب الكوُدي أنه يمتلك كلّ الرجولة والشجاعة والأمل ليكون شهيداً من أجل الوطن وحريته فبحسب ماتلقّاه ويتلقّاه من ضرباتٍ عاصفةٍ به تهزُّ كيان دولٍ عظمى وليس شعباً بدون سندٍ
تراه ينهض وتستبقه أصوله الجبلية للقتال والتضحية لأجل حريته وبما إنّ تجارب فظيعة مرّت عليه وأنهكت قوامه كشعبٍ متشعبِ الجذور فقيهٍ في استئصال الظلم من ذاته ليعيد انتشاره عيشاً زهيداً بسيطاً مكتفياً بهواء وسماء وطنه دونما أيِّ مستمسكاتٍ تعيد إليه أرضه السليبة وفي أطروحة الثورات التي قام بها كاد أن يكون شعباً مباداً عن بكرة أبيه إلا أنَّ أمل الوطن الحرّ ظلَّ هاجساً لأحلامه ولم تستطع آفات القدر بكلِّ ظلمها انتزاعها من لبِّ مخيلته ليترجمها الشعب الكُردي في موديلٍ جديدٍ ويرتدي رداء السياسة ويجاري محيطه في مناورات الطاولات المستديرة علَّه يجتز بعض آماله من هفوات الزمن فتراه في كُردستان تركيا بعد السيل العارم من الدماء اكتفى بتحويل مجرى القتال في الشوارع متمثلاً بحرب العصابات لسنين طويلة إلى برلمان وبلديات وانتخابات كشرطٍ وإن لم يجاهر به لانتزاع سلاحه من وجه تركيا ومع ذلك لم يستطع الحصول على أدنى ما يتميز به ساسة برلمانيون في الحصانة والمركز.
في كُردستان العراق وبعد سنين طوالٍ من حربٍ طاحنةٍ بين القوى هناك ومافيه من اقتتال الأخوة مع الأخوة وقبلها ثورة ملا مصطفى البرزاني والتي كانت باكورة نجاحها في إعلان كيان كُرديٍ مستقلٍ وإدارةٍ ذاتيةٍ مرتبطةٍ بالمركز وقد ظهر التعجرف الدولي جلياً حين إعلان الاستقلال وكاد أن تكون ساعة الصفر
في كُردستان إيران لم يستطيعوا إلى الآن تجاوز أعمدة المشانق لمناقشة قضية شعبٍ منكوبٍ هناك
في كُردستان سوريا وبعد كسر جليد الجبروت القاسي الذي أسّسه نظام البعث وبعد أن ظنّ الكُرد كما باقي الشعب السوري أنه سيتنفس الصعداء بعد صراعٍ مريرٍ مع الأنفة البعثية الظالمة ظهر على هذه الساحة الصغيرة جغرافياً صراع الأضداد اتخذ فيه فريقٌ من الإتجاه السياسي السلمي طريقاً له بين المعارضة السورية متمثّلاً بالمجلس الوطني الكُردي ليكون شريكاً في الائتلاف المعارض لحكم البعث شكلاً وفي طياته بعثية ممنهجة اتجاه حقوق الشعب الكُردي وفي الطرف الآخر ظهر الخط الثالث حيث طبّق البي دي نظريته العاجزة في وضع السلاح كشرطٍ لأيِّ قوةٍ ظاهرةٍ على الأرض ووضع تداولاته في المحافل التي خالها مغلفاً في سلاحه المؤجر ووجد الشعب الكُردي نفسه مرةً أخرى في بندقة الأكذوبة التي طُرِحت للأسف في مجرىً مليءٍ بالدماء التضحية التي أجبرت على القتال لأجل تشريع بندٍ جديدٍ في تاريخ الكُرد سلاح ومقاتلين تحت الطلب
وللأسف للآن لا صورةً واضحةً من الحالتين
الحالة العسكرية وانزوائها تحت راية المفهوم التشيعي
والحالة السياسية وعدم إمكانيتها الوصول لبندٍ وحيدٍ يضع بند الحق الكُردي مادةً في دستور لم يدوّن بعد كالركيزة
الملتوية على حجرٍ أجوفَ لنعود من جديدٍ الشعب التائه
بين السلاح والطاولة المستديرة التي لم ولن نتمكّن للآن الجلوس حولها وسلاحنا لايطلق وإن ن استعمل الزناد رمّم صدورنا لنعود من جديدٍ لاشيء ليكون الغموض حائماً سماء كُردستان الهائمة على جداول غوغل للإزالة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى