لقاءات وحوارات

اللقاء الذي أجرته جريدة أوبزروفر اللبنانية مع نجم الدين كياض عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي( قيادي كردي سوري: أمريكا متمسكة بالاسد)

اكراد سوريا تحولوا الى محور الحدث السوري منذ انزلوا هزيمة نكراء بداعش وحرروا مدينة كوباني، للاضطلاع على تفاصيل الوضع الكردي جرى الحوار التالي مع عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي السوري المتواجد في تركيا. واهمية هذه المقابلة انه منذ انطلاق احداث سوريا لأول مرة يقدم قيادي كردي قراءة دقيقة للوضع بشكل عام وبجرأة دون ان يلبس قفازات.
اجرى الحوار من السويد مسعود محمد
هو نجم الدين كياض بن محمد عضو اللجنة السياسية لحزب يكيتي الكردي في سوريا والحاصل عى شهادة أهلية التعليم الابتدائي من جامعة حلب وهو من قرية بويراز أوغلي التابعة لمدينة كوباني وتقع غربي المدينة ب 35 كم وعلى ضفاف نهر الفرات ويمارس العمل السياسي منذ العام 1981 ومعارض لسياسة نظام حزب البعث في سوريا منذ أن دخل الى العمل السياسي. أعتقل عدة مرات خلال مراحل نضاله السياسي دون أن يتم سجنه. أعتقل هو وبعض إخوته الذين يمارسون أيضاً العمل الحزبي من قبل نظام البعث خلال إنتفاضة القامشلي فهو ينتمي لعائلة وطنية تناصر حزب يكيتي. صدر بحقه مذكرات اعتقال من قبل النظام كمعظم المعارضين المؤيدين للثورة، وهو حاليا مطلوب من قبل أمن النظام في أكثر من فرع في حلب وتم إيقاف راتبه الوظيفي من قبل الامن في شباط 2014 كونه موظف حكومي.
١- سألت الاستاذ نجم الدين عن الهجوم الذي قام به جماعة حزب الاتحاد (فرع PKK السوري) على مقر حزبهم في القامشلي فأجاب بما يلي:
الذين قاموا بالاعتداء على مقر حزبنا في القامشلي هم عناصر الاسايش التابع لحزب الاتحاد الديمقراطي PYD ولم تكن تلك المرة الاولى التي يهاجم فيها مقرات لحزبنا فقبل ذلك الهجوم تم الاعتداء على مكتب حزبنا في عاموده وإستشهدا أحد رفاقنا (اراس بنكو) وكذلك في راس العين(سري كانيه ) وفي الدرباسية وفي كوباني بتاريخ 27/9/2012 كما تم مهاجمة مكاتب الاحزاب الكردية الأخرى ومن ضمنها مكتب حزبنا من قبل قوات الحماية الشعبية وكنت موجوداً في المكتب أنا وبعض من رفاقنا وبعض رفاق أحزاب الشقيقة حيث تم تهديدنا وأطلق النار على مكتبنا ومكتب حزب الديمقراطي التقدمي بشكل عشوائي دون أن يصاب أحد بأذى وهذه الاعتداءات تهدف إلى :
اولاً -الحد من دور حزبنا الفاعل والمؤثر على الشارع الكردي الذي تتواجد العدد الأكبر من قيادته في الداخل السوري، حيث تشكل قيادة يكيتي من خلال نضالها السلمي وخطابها المتصاعد وسيلة لفضح ممارسات PYD الارهابية بحق الشباب والنشطاء السياسين وتفضح نزعته الشمولية والإقصائية. حيث حزب يكيتي بحكم تجربته الطويلة واندماج العديد من الأحزاب ضمنه ليشكلوا حزبا واحدا هوالاكثر إمتلاكاً للكفاءات السياسية والفكرية والتنظيمية من الكوادر المتقدمة من بين الاحزاب الكردية .
ثانياً -الحد من دور المجلس الوطني الكردي بعد استلام سكرتير حزبنا السيد ابراهيم برو رئاسة المجلس. حيث شكلت زياراته لمكاتب المجالس المحلية وحثهم على العمل الجماعي والقيام بدورهم المنوط به وتفعيل مكاتب المجالس ضمن تخصصهم على مستوى كوردستان سوريا استفزازاً لحزب الاتحاد الذي يريد الاستفراد بالساحة. المرحلة تتطلب منا جميعا النضال لنكون على مستوى المسؤولية الملقاة على عاتقنا جميعاً وفق متطلبات المرحلة وإستحقاقاتها.
ثالثاً -زيارة رئيس المجلس الوطني الكوردي إبراهيم برو وقيادة المجلس الى مخيمات اللاجئين السوريين وتفقد أحوالهم والاستماع اليهم ومحاولة لفت النظر لقضيتهم المحقة رغم ضعف وضآلة الإمكانيات، وتاكيده على مساعدتهم في كافة المجالات ضمن إمكانية المجلس ومن خلال التواصل مع اقليم كردستان لتحسين أوضاعهم في كافة المجالات. رحب اللاجئين الكورد في المخيمات برئيس المجلس لما له من مصداقية شخصية وسياسية بصفوف كرد سوريا، وهو بدوره يبرز كطرف كردي قادر على كسر حصرية التمثيل بيد ال PYD خاصة بعد ان التقى مع الرئيس مسعود البارزاني ومناقشته لوضع بيشمركة روجأفاي كوردستان التي تبناها المجلس الوطني في مؤتمره الاخير وأكد على أهمية الدور المنوط بتلك القوات في سوريا المستقبل. كما شكل حزبنا لجان لمساندة اوضاع اللاجئيين في المهجر ومحاولة مساعدتهم من خلال التواصل مع جمعيات مدنية ومؤسسات حكومية. كل ما سلف يغيظ حزب PYD وحلفائه الاقليميين. فتم مهاجمة مقر حزبنا اتوجيه رساله تهديد لنا ولبقية احزاب المجلس الوطني الرافضة لاستفراد PYD بالقرار الكردي السوري. نحن كمجلس الوطني الكوردي السوري نعتقد ان على الكرد التكاتف والتضامن والعمل كجماعة لأننا لا نعرف ما هو المخبىء لنا في المستقبل القريب.
٢- التجنيد الاجباري الاعتقالات من قبل حزب الاتحاد إلى متى . ماذا تقولون للناس كأحزاب عندما تسألون عنها؟
منذ بداية الثورة طالبنا مراراً وتكراراً العمل على تنظيم الشارع الكردي وبناء قوة عسكرية مشتركة لتشمل كل فعاليات المجتمع الكوردي دون إقصاء أي طرف من الاطراف السياسية والاجتماعية في إطار الإتفاقيات المبرمة بين المجلسين الكرديين ليستمد شرعيته من المجتمع الكوردي ولحماية مصالحهم وممتلكاتهم لكن دون جدوى. نحن كحزب رفضنا منذ البداية تشكيل ميليشيات حزبية لأن ذلك لا يخدم الكورد وقضيتهم العادلة خاصة وان تجربة كوردستان العراق في التسعينات لاتزال تطل بظلالها على المجتمع الكوردستاني، ولا يزال الى اليوم يعاني المجتمع من حرب الأخوة التي كلفت آلاف القتلى دون جدوى. التجنيد الاجباري لا يخدم الشارع الكوردي، الكرد بحاجة إلى مؤسسة شرعية منتخبة من قبل كل فئات الشعب لتقر القوانين التي تختص بأمور الجيش والقضاء وكل القضايا التي لها علاقة بالأمور الحياتية والإدارية للمنطقة الكردية. اعتقال النشطاء الكورد من أعضاء المجلس الوطني والاحزاب المنضوية تحته أدت إلى إفراغ المنطقة من جيل الشاب والنخب السياسية والمثقفة والاجتماعية وبهذا قدم PYD خدمة مجانية لأعداء الشعب الكوردي وخاصة النظام السوري. فالنظام منذ القرن الماضي ومنذ وصوله إلى السلطة ومن خلال تنفيذه لمشروع الحزام العربي والاحصاء الاستثنائي كان يهدف الى تهجير الكرد وتغيير ديموغرافية المناطق الكردية لتحقيق مشروع محمد طالب هلال، ولقد فشل بتحقيق مأربه حتى عندما كان النظام في أوج قوته السياسية والعسكرية والاقتصادية. اليوم بعد أن أصبح النظام في أضعف مراحله في كل المجالات نجد أن مشروع محمد طالب هلال يتم تنفيذه على يد إخوتنا في الدم. عدم إلتزام PYD بالاتفاقات الموقعة بين المجلسين وأخرها إتفاقية دهوك وإستفراده بالارض انعكس سلبياً على وضع المجتمع الكردي سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً مما أدى إلى تهجير الناس والعقول. ومما زاد الطين بلة تدمير البنية التحتية لكوباني نتيجة ضربات طيران التحالف والقوات الكوردية المشتركة على مواقع داعش لتحرير المدينة مما حفز على هجرة جماعية. الوضع في الجزيرة السورية سيء نتيجة هجرة الناس الى الخارج وبسبب الحرب الدائرة وممارسات PYD. المقلق بالموضوع هو تغيير ديمغرافية المنطقة الكردية حيث يحل السكان العرب القادمين من مدن أخرى، لقد جرى ذلك أيضاً في عفرين حيث يقوم المواطنين الكورد ببيع ممتلكاتهم ومنازلهم وأراضيهم وثروتهم الزراعية للمكون العربي نتيجة الخوف من المجهول والهجرة الى أوربا بسبب ممارسات PYD دون أن تتدخل حكومة كانتون PYD بمنع ذلك التغيير. هذا سيجعل نسبة سكان الكورد في مناطقهم أقل من المكونات الأخرى مما سيؤدي الى تغيير ديمغرافية المناطق الكوردية. لهذا عند سؤالنا فإننا نحث الناس على الثبات في الموقف ووحدة الصف دون التصادم وعدم الرضوخ لسياسة الامر الواقع وعلى الكل الضغط على PYD للعدول عن سياسته ومراجعة نفسه والعودة إلى البيت الكوردي لترتيبه في إطارالإتفاقيات المبرمة سابقاً وإجراء الحوارات بين كل الأطراف والقوى السياسية الكردية لإيجاد صيغة مشتركة تناسب مصلحة الشعب الكردي بمشاركة كافة المكونات السورية (العرب، التركمان،الاشوريين، السريان، الكلدان، المسيحين …) وكل الطوائف الأخرى في روج أفا كوردستان.
٣- كيف تقيم معركة كوباني وما الذي قدمته المعركة لكرد سوريا؟
بدت معركة كوباني غير متكافئة منذ أن حاصر تنظيم داعش الارهابي مدينة كوباني في عام 2013 لهذا أجرينا حوارات متكررة مع PYD فكانت رؤيتنا كمجلس محلي للمجلس الوطني الكوردي في كوباني وكنا نقول تلك الرؤية في كل لقاءاتنا مع PYD بأن الكورد عامة وكوباني خاصة مستهدفةً من قبل داعش ويجب تطبيق الاتفاقيات المبرمة بين المجلسين لتحصين المدينة لكن دون جدوى. بعد أن سيطر تنظيم داعش على مدينة الرقة الاستراتيجية والموصل في العراق دون أي مقاومة وأصبح لتنظيم داعش الارهابي قوة لا يستهان به حذرنا PYD من خطورة الوضع ولفتنا انتباهه الى ان الكرد أمام كارثة إنسانية ولا بد من التفاهم بين المجلسين لمواجهة المرحلة ولم نلقى اي تجاوب. وهم لم ينتبهوا الى ان استفرادهم سهل عندما لا يكون لديهم غطاء وطني وقومي، فبعد تراجع داعش أمام قوات بشمركه كردستان العراق بدعم من طيران التحالف الدولي ضد مواقعه في شنكال ومناطق أخرى من كوردستان العراق قامت داعش بتنفيس غضبها بالهجوم على كوباني للانتقام من الكورد كونهم الحلقة الاضعف من المعادلة العسكرية وبدأت بمهاجمة كوباني من ثلاث محاور الشرقية والغربية والجنوبية.بتاريخ 15/9/2014 وذلك بمساعدة تركية لتأمين دخول عناصر تنظيم داعش إلى كوباني عبر حدودها للانتقام من حزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع حزب العمال الكوردستاني والمسيطر على المناطق الكوردية في شمال سورية المتاخمة مع تركيا، تراجعت قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي امام مسلحي التنظيم نتيجة استخدام داعش للاسلحة الثقيلة. وقبل ذلك بتاريخ 6/9/2014 تنبأت بالخلل الموجود بدفاعات PYD وحذرت عبر صفحتي الشخصية من وقوع كوباني في يد تنظيم داعش دون مقاومة وهذا ما حصل للاسف. أثناء هجوم داعش أجتمع المجلس المحلي في كوباني مع PYD وطالب بتوحيد الموقف والصف وإعلان قوة عسكرية مشتركة لردع تنظيم داعش عن مهاجمة المدينة وحث الناس للدفاع عن المدينة، لكن PYD رفضت كل الجهود الوحدوية أظن ان الإجتماع كان بتاريخ 16/9/2014 وفي عدة مداخلات لي عبر قناة العربية الحدث طالبت المجتمع الدولي والولايات المتحدة القيام بواجباتها تجاه الكرد في كوباني لوقف هجوم تنظيم داعش على المدينة خوفاً من ارتكابهم لمجارز بحق المدنيين العزل إنتقاماً لخسارتهم أمام قوات البشمركة في كوردستان العراق. وحذرت بأن المجتمع الدولي سيكون أمام كارثة إنسانية لا نحمد عقباها. وكان ذلك بتاريخ 18/9و19/9/2014. بعد ذلك حصلت كارثة الهجرة الالفية للشعب الكردي من كوباني وكان موقف التحالف الدولي إيجابي عندما وجه ضرباته ضد التنظيم لمنع سقوط المدينة في يد داعش. المفاجأة الكبرى كانت من الرئيس مسعود البارزاني عندما ارسل رسالته الى البرلمان الكوردستاني وطلب الموافقة على دخول البشمركة الى كوباني لمساعدة إخوتهم وبالتنسيق والتعاون مع التحالف الدولي لمحاربة إرهابيي داعش، فشكل بذلك نقطة تحول إيجابي في مسار العلاقات الكردية القومية على المستوى الكردستاني العام. لهذا إتجهت أنظار الكرد الى هولير ورئيسهم السيد مسعود البارزاني وقدروا له هذا الموقف البطولي والتاريخي، الذي اخذه باستقلالية ودون العودة الى مركز القرار في بغداد كون الرئيس المالكي تقاعس في محاربة داعش وهو المسؤول عن سقوط الموصل وما آل اليه الوضع في العراق. وافق البرلمان الكردستاني واتجه البشمركة الى كوباني عبر اراضي شمال كوردستان بعد موافقة الدولة التركية ودخل البشمركة الى كوباني في 28/10/2014 تم كل هذا بعد توقيع اتفاقية دهوك بين المجلسين بتاريخ 22/10/2014 بإشراف الرئيس مسعود البارزاني. وهنا يحضرني قول للشيخ حسين العبيدي إمام مسجد الزيتونة الاعظم في إحدى خطبه بيوم الجمعة للشعب الكردي عندما قال ” على الكورد أن يفتخروا بمسعود البارزاني كونهم لهم مثله في هذا الزمان”. فلقد قدم الرئيس البرزاني الكثير للكرد في معركتي كوباني وشنكال على المستويات كافة الإقليمية والدولية والقومية.
اولا- اتجهت أنظار العالم إلى الكرد خاصة في معركة كوباني التي سجل فيه القوات الكوردية المشتركة (البشمركة وقوات الحماية الشعبية وحماية المرأة) وبعض فصائل الجيش الحر وبدعم من طيران التحالف الدولي ملحمة بطولية لما قدمته هذه القوات من تضحيات كبيرة أمام أكبر تنظيم إرهابي في العالم.
ثانيا -أصبحت قوات البشمركة شريكاً وجزأً من التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب في المنطقة.
ثالثاً- حفز العالم وخاصة بعض دول الأوروبية الغربية لدعم قوات البشمركة بالأسلحة الثقيلة لما تقوم به هذه القوات من عمليات نوعية ضد داعش والتيارات السلفية المتطرفة في المنطقة.
رابعاً- شكلت معركة كوباني رسالة واضحة لجميع دول المنطقة بأن الكرد والأقليات القومية الأخرى خط أحمر لمن يحاول الأعتداء عليها وسيكونون له بالمرصاد لهذا على دول المنطقة والغاصبة لكردستان حل القضية الكردية في إطار دولها على أسس ديمقراطية وفق متطلبات المرحلة ووفق عهود ومواثيق دولية على قاعدة حق الشعوب بتقرير مصيرها بنفسها والاعتراف الدستوري بالشعب الكردي الذي يعيش على أراضيه التاريخية ضمن اطار الاعتراف المتبادل.
٤- كيف سيواجه المجلس الوطني الكردي داعش
المجلس الوطني الكوردي لا يمتلك أي قوة عسكرية على الارض لمحاربة تنظيم داعش الارهابي او مواجهته في الوقت الحالي برغم من تبني المجلس لبيشمركة روج أفاي كوردستاني ويسعى لدخول هذه القوات الى كوردستان سورية وهذا ما يحتاج الى توافق اقليمي ودولي وتوافق كردي. لا تستطيع أي قوة حزبية لوحدها مواجهة داعش سواء المجلس الوطني الكوردي أو حركة المجتمع الديمقراطي التابعة ل PYD، الا ان مواجهة تنظيم داعش الإرهابي حتماً هي مسؤولية أخلاقية لكافة القوى السياسية الكردية والفعاليات الاجتماعية، من خلال توحيد الصف والموقف وبناء قوة عسكرية مشتركة وكذلك التنسيق والتعاون مع القوى المعتدلة من المعارضة السورية لمحاربة الإرهاب على كافة الاراضي السورية في إطار تفاهمات وطنية. ان الخلافات داخل المجلس منذ تأسيسه في 26/10/2011 كانت السبب في تعطيل دور المجلس السياسي وتراجعه في المرحلة الماضية وأصبح المجلس يحتاج إلى دعم من حلفائه الدوليين والاقليميين للضغط على مجلس غربي كوردستان لقبوله للمجلس كشريك حقيقي لكن يبدو أن ذلك أصبح حلما كرديا يروادنا جميعا في منامنا دون القدرة على تحقيقه، ولتحقيق ذلك قد نحتاج الى معجزة إلهية، لأن حركة المجتمع الديمقراطي لا تملك قرارها وهم أداة بيد أسيادهم الإقليميين النظامين السوري والايراني. المطلوب إبقائهم ضعفاء وتكريسهم أداة لتحقيق مصالح النظام وايران، وتنفيذ مشاريعهم على حساب دم الكرد وإيهامهم بأنهم مع القضية الكردية ويتناسون بأن النظام الايراني يقوم يومياً بإرتكاب جرائم بحق نشطاء الكرد من خلال إعدامات ميدانية لشباب الكرد بأسم العدالة الاسلامية وهي الإساءة للاسلام وعدالة الله التي لاتقبل بقتل الانسان لأخيه الانسان وPYD نفسه عانى الكثير من النظام الديكتاتوري في سوريا الذي سلم زعيم الحزب السيد عبدالله أوجلان إلى النظام التركي.
٥- قوات روج آڤا ما هو دورها؟ هل ممنوع دخولها سوريا؟
قوات روج افا التي تدربت في اقليم كوردستان العراق وهي بشمركة كرد سوريا وهي تتكون من عناصر كرد روج اڤاي كردستان من ابناء وبنات الكرد ومن منشقين عن النظام السوري والمتطوعين لبناء جيش وطني كردي بهدف الدفاع عن المناطق الكردية في كردستان سورية، وللتصدي لأعداء الكرد الاقليميين و التنظيمات الارهابية والسلفية والتكفيرية الذين يحاولون تهجير الكرد وطمس القضية في بوتقة القومية العربية وتغيير ديمغرافية المنطقة بما يخدم مصالهم لهذا على ال PYD القبول بدخول هذه القوات الى روج آڤا في إطار قوة كردية مشتركة لمحاربة الارهاب والتطرف أما عدم قبول PYD لذلك سيخدم الانظمة الغاصبة لكردستان ويقدم خدمة سهلة للتنظيمات الإرهابية لاستغلال ضعف قوات الحماية الشعبية التابعة لحزب ال PYD وستقوم داعش بارتكاب مجازر مروعة بحق المدنيين، وهذا ما حصل في ليلة الغدر بتاريخ 25/6/2015 عند الدخول التنظيمات الارهابية الى كوباني من محاورها الثلاثة حيث راح ضحية تلك الليلة مئات من المدنيين. كل هذا يضر بمصلحة الشعب الكردي والقضية الكردية في الوقت التي نحن احوج ما نكون فيه الى وحدة الصف .
لهذا يمنع دخول هذه القوة الى كردستان سورية من قبل النظام السوري والايراني وبعض اطراف المعارضة السورية وكذلك من بعض الاطراف الكردستانية لأن هذا يضعف حلفاء النظام والايرانيين ويحد من دور قوات ال YPJ لأن البيشمركة قوة متدربة بشكل جيد من ناحية التكتيك العسكري وتم تعبئة هذه القوة سياسيا بشكل جيد على يد خبراء عسكريين وسياسيين لهذا لها سمعة جيدة في الوسط الاجتماعي الكردي خاصة داخل قواعد الاحزاب الكردية عامة وحتى في وسط قواعد حزب PYD لما لهذه القوات من مصداقيته لدى الشارع الكردي. ان الشعب الكردي يحترم شخصية الرئيس مسعود البارزاني خاصة بعد الدور الكبير الذي لعبه لتأمين دخول البشمركة الى كوباني ومساعدته لقوات PYD لمنع سقوط كوباني. لكل ما سبق فان دخول هذه القوة قد يضعف دور PYD ويفعل دور المجلس الوطني الكردي وهذا ما لا يريده أعداء الشعب الكوردي.
٦- لماذا أنقلبت تركيا على داعش؟ هل المجلس الوطني مع المنطقة الامنة؟ وما الهدف من تلك المنطقة؟
لا أظن أن تركيا انقلبت على تنظيم داعش بل ارادة تركيا خلط الاوراق لسببين رئيسيين:
اولاً توصل ايران لتوقيع الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة الامريكية وهذا ما جعل لأيران وحلفائها الاقليميين دوراً فاعلاً في المنطقة وبهذا يتم إضعاف الدور التركي في المنطقة عامة وسورية خاصة، لأن ايران كانت صادقة ووفية لحلفائها ووقوفها الى جانب نظام الاسد ودعمها لحلفائها في المنطقة ولها دور فاعل في المنطقة بعد أن سيطرت على أكثر من دولة في المنطقة وتمسكها بزمام المبادرة فيه مثل سورية والعراق ولبنان واليمن أما تركيا حاولت لعب نفس الدور في سوريا ومصر من خلال دعمها لتيار الإخوان المسلمين، وحاولت ان تجد لها موطىء قدم في العراق ولم تتمكن من تحقيق ذلك لعدم جديتها فيما تطرحه وتخبطها في التعامل مع الملف السوري.
ثانياً وصول حزب الشعوب الديمقراطية HDP الى قبة البرلمان بثمانيين عضواً بعد تجاوزه عتبة 10 بالمئة وهو الجناح السياسي لحزب العمال الكردستاني في تركيا ووقوف حزب العمال الكوردستاني إلى جانب حزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا ودعمه في كل المجالات، وسيطرة حزب الاتحاد على كافة المناطق الكردية في كوردستان سوريا، والمقابلة التي أجراها صلاح الدين دمرتاش مع قناة المنار التابعة لحزب الله وتأكيده على دعم المقاومة الشريفة دون أن يحدد ماهية هذه القوى وفهم على انه يقصد حزب العمال الكردستاني، وأظن بأنه كان يقصد حزب الله مما أثار حفيظة النظام التركي، لهذا سارعت تركيا الى فتح حوار مع الولايات المتحدة الامريكية والقبول بشروطه في استخدام قواعده في تركيا وخاصة قاعدة انجرليك العسكرية ضد داعش مقابل أخذ موافقة أمريكية لضرب مراكز الحزب العمال الكوردستاني في قنديل بعد أن كانت ترفض تركيا استخدام القواعد العسكرية المتواجدة على أراضيها ضد داعش الارهابي وهذا ما شكل اثر سلبي على تركيا سياسيا واقتصاديا وأدى الى تراجع الدور التركي في المنطقة عامة. مما رتب عواقب وخيمة على الشعب التركي نتيجة اتباع السياسات الخاطئة في التعامل مع الملف السوري منذ بداية الثورة وكذلك ملف تنظيم داعش الإرهابي.
المجلس الوطني الكردي ليس مع المنطقة الآمنة التي تطرحها تركيا لكن المجلس الوطني مع بناء المنطقة الآمنة وتشدد على أهميتها ويطالب ان تكون على طول الحدود مع تركيا وتحت حماية دولية لحماية المدنيين ووقف الهجرة وتجميع المعارضة الوطنية فيها، الا ان الطرح التركي هو بناء المنطقة الآمنة بين مدينة جرابلس ومدينة عزاز السورية وبعرض 45 كم للأسباب التالية:
اولاً -قطع الفاصل الجغرافي بين كوباني وعفرين لعدم ربط المنطقتين، وبالتالي عدم إعطاء الكرد منطقة جغرافية مترابطة قد تشكل مشروع دولة. وكذلك فصل مدينة عفرين عن هولير في إقليم كوردستان وتخوف تركيا من قيام حزب العمال الكوردستاني بعمليات عسكرية ضد تركيا من تلك المناطق.
ثانيا -تجميع تركمان سورية في تلك المنطقة ودعمهم لجعلهم قوة رئيسية في تلك المنطقة للحد من دور حزب الاتحاد الديمقراطي المتحالف مع حزب العمال الكوردستاني.
ثالثا -لدعم حلفائها من المعارضة السورية خاصة تيار إخوان المسلمين المتمثل بجبهة النصرة اللذين تم أدراجهم على لائحة التنظيمات الارهابية من قبل الولايات المتحدة الامريكية والدول الأوربية.
٧- ما تقييمكم لدخول HDP البرلمان وهل يحقق نفس النسبة في حال تم حل البرلمان واعيدت الانتخابات؟ وما هو الحل لكرد تركيا؟
كان لدخول حزب الشعوب الديمقراطية إلى البرلمان التركي بعد تخطي عتبة 10 بالمئة وحصوله على 80 مقعداً أثراً إيجابياً على الشارع التركي عامة والكردي خاصة وشكل بذلك إنتصاراً تاريخياً للقضية الكردية في تركيا، فتمثل الكرد كحزب فبعد أن كان الحزب يدخل البرلمان بمرشحين مستقلين. كان على الكرد وحزب الشعوب الديمقراطية إستغلال ذلك الانتصار الذي حققوه في الانتخابات بتاريخ 7/6/2015 وعدم إعطاء مبرر أو فرصة للعدالة والتنمية للإنقلاب على نتائج الانتخابات للذهاب الى الانتخابات مبكرة والدولة التركية منذ تاسيسها ترفض الاعتراف بالقضية الكردية وحتى الاعتراف باللغة الكردية كان يتم وصف الاكراد في كردستان تركيا بأتراك الجبل وبعد وصول حزب العدالة والتنمية إلى السلطة في عام 2002 بدأ أردوغان زعيم الحزب ورئيس الحكومة أنذاك بخطوات لحل القضية الكردية معتبراً ان هناك في تركيا مشكلة كردية وليس هناك قضية كردية في تركيا. باللنسبة للوصول الى ابرام إتفاقية السلام مع حزب العمال الكردستاني ووقف إطلاق النار شكل ذلك إنتصاراً للشارع التركي عامة والشارع الكردستاني خاصة وكان على حزب الشعوب عدم الوقوع في فخ وشباك العدالة والتنمية وعدم إعطاء المجال للعدالة والتنمية للذهاب الى الأنتخابات مبكرة، ان تراجع شعبية العدالة والتنمية كانت بمثابة نكسة وعدم حصوله على النسبة المطلوبة لتشكيل الحكومة منفرداً، كانت النكسة الأكبر لهذا حاول حزب العدالة خلق أي مبرر يتسنى له وقف عملية السلام مع حزب العمال الكردستاني و إبعاد حزب الشعوب الديمقراطية عن البرلمان. ليذهب إلى انتخابات مبكرة محاولة منه للفوز بأكثرية النيابية تؤهله تشكيل الحكومة بمفرده. فيما يتعلق بقيام النظام التركي بقصف مواقع حزب العمال الكردستاني في قنديل وملاحقة عناصره وإعتقال العشرات منه، كان يهدف الى الضغط على حزب الشعوب الديمقراطية من خلال رئيسه صلاح الدين دمرتاش لوقف العنف وتحميله مسؤولية ما حصل واقد أضطر دمرتاش ان يدلي بتصريح يدعو فيه حزب العمال الكوردستاني الى وقف إطلاق النار دون قيد او شروط. مما جعل حزب العدالة والتنمية يقرأ في خطوته هذه امكانية ذهابه الى الانتخابات مبكرة والحصول على النسبة المطلوبة التي تؤهله لتشكيل الحكومة لوحده، على حساب حزب الشعوب الديمقراطية. انا لا أتوقع ان ينجح بذلك الا ان كل السيناريوهات مفتوحة في الوضع التركي حاليا وربما هذه الانتخابات تدخل تركيا في مرحلة جديدة من الحرب الاهلية والمذهبية لأن هناك الكثير من الملفات العالقة تحتاج الى حلول أهمها الملف الكردي. يريد حزب العدالة والتنمية بأن تحل القضية الكوردية وفق سياسته وليس وفق المواثيق والعهود الدولية لحقوق الانسان لإرضاء التيار القومي التركي، وتحويل القضية الكوردية الى مشكلة عابرة وليس قضية محقة. يعتقد حزب العدالة والتمنية انه بضرب مواقع حزب العمال الكردستاني وإبعاد حزب الشعوب الديمقراطية والذهاب إلى الانتخابات جديدة ومبكرة قد توسع شعبيته داخل تركيا متناسيا بأن هذه الخطوة الخطيرة وماتمر به المنطقة من كوارث إنسانية نتيجة الحرب الدائرة في المنطقة من سوريا الى العراق وبعض الدول الاخرى ووجود مليون وسبعمائة الف لأجى سوري على اراضيه بكل أطيافهم السياسية والدينية والقومية قد تدخل تركيا في نفق مظلم وهذا ينعكس سلباً على الوضع التركي الداخلي سياسياً وإقتصادياً وإجتماعياً لهذا كان على العدالة والتنمية الاستفادة من نتائج الانتخابات الأخيرة لبناء الاستقرار والأمن والإسراع في عملية السلام بينه وبين حزب العمال الكردستاني وكان عليه عدم المغامرة بمصالح الشعوب التركية عامة في هذا الظرف الحساس لهذا أظن بأن حزب الشعوب الديمقراطية بسبب التخبط في سياسة الحزب وخاصة الأخطاء التي ارتكبها من خلال ظهور رئيسه على قناة المنار التابعة لحزب الله وتصريحه بدعم المقاومة الشريفة وربما قصد بهذا حزب الله قد يشكل تاثير سلبي على شعبية صلاح ديمرتاش كنتيجة لتصريحاته الأخيرة، ومما زاد الطين بلة تبنى حزب العمال الكردستاني مقتل عنصرين من الجيش التركي في مدينة شانلي أورفا الكردستانية رداً على العملية الانتحارية الذي قام بها أحد عناصر تنظيم داعش وراح ضحيته 32 إثنان وثلاثون شاباً وشابة في مدينة سروج الكوردية التابع لمدينة شانلي أورفا مما شكل نتيجته سلبية على إتفاقية السلام بين الطرفين. وكذلك رفض حزب الشعوب الديمقراطية تشكيل الحكومة مع حزب العدالة والتنمية في البداية في حين شكل حكومة تصريف أعمال مع العدالة هذا بمثابة خطأ كبير أوقع نفسه فيه رئيس الحزب صلاح دمرتاش.
لهذا على الدولة التركية وحزب العمال الكردستاني وقف إطلاق النار والعودة إلى الحوار والبدأ بعملية السلام للاستفادة من حالة الاستقرار في الداخل التركي وإيجاد حلول مناسبة تتناسب مع متطلبات العصر وحل كافة الخلافات في إطار القوانين وحسب المواثيق والعهود الدولية، على النظام التركي والشعب التركي عامة الاعتراف بالقضية الكردية على اعتبار أنها قضية أرض وشعب. أن عدم الاعتراف بالقضية الكوردية وعدم إيجاد حلول تتناسب مع متطلبات المرحلة سيضع تركيا أمام توتر دائم بين أبنائها لهذا على المجتمع الدولي والاتحاد الاوربي الضغط على الدولة التركية وحكومة العدالة والتنمية لوقف إطلاق النار والجلوس على طاولة الحوار والاعتراف بحقوق الشعب الكردي في كوردستان تركيا.
٨- ماذا تقولون للشباب الكردي الذي يهاجر من سوريا؟ وكيف ستقنعونه بالبقاء؟
هجرة الشباب تداعياتها كارثية على المجتمع الكردي في جميع مجالات الحياة. لا يمكن وقف الهجرة، وأسبابها كثيرة. وقف الهجرة يتطلب منا جميعاً الوقوف عندها، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته التاريخية أمام هذه الكارثة الانسانية لهذا يجب :
أولاً- على حزب الاتحاد الديمقراطي وميشيلياته العسكرية وقف التجنيد الاجباري والاعتقالات بحق الشباب.
ثانياً- إيجاد صيغة أو آلية مشتركة بين أطراف القوى السياسية وخاصة بين المجلس الوطني الكوردي ومجلس غربي كوردستان لقبول الشراكة الحقيقة في روج أفا كوردستان.
ثالثاً- على حركة المجتمع الديمقراطي (تفدم) قبول دخول البشمركة روجأفا إلى الوطن وبناء قوة عسكرية مشتركة لتكون اللبنة الاولى لبناء جيش وطني كردي مستقل يخضع لقرار الشارع الكردي ويستمد شرعيته من المجتمع عامة لا من الاحزاب .
رابعاً- على حزب الاتحاد الديمقراطي العدول عن سياسته والعودة الى البيت الكردي والتخلي عن أنانيته وإستفراده بكل شيء لأن هذا هو السبب الرئيسي لهجرة الشباب إلى الخارج.
خامساً -العمل معاً لبناء مؤسسات المجتمع المدني وفعالياته الاجتماعية ومشاركة الشباب وإعطائهم الدور الفاعل في بناء تلك المؤسسات الاجتماعية والفكرية والاقتصادية والسياسية.
كل هذا قد يعيد ثقة الشارع بقواه السياسية ويعيد الامل لجيل الشباب ويشكل الخطوة الاولى لوقف الهجرة أما دون ذلك يكون المجتمع الكردي أمام كارثة إنسانية والأسوأ من ذلك ربما نكون أمام تغييرٍ ديموغرافي للمناطق الكوردستانية في سوريا.
٩- ما الذي تغيير بقيادتكم لمجلس الوطني كحزب؟ ولماذا الحزب بحالة تراجع لدوره وانتم اول حزب انتفض وتظاهر في دمشق في عز قوة الأسد؟ وما هي اهم المحطات النضالية لحزبكم؟
قيادة الحزب للمجلس الوطني بشخص الرفيق إبراهيم برو سكرتير حزبنا في هذه المرحلة له أثره الايجابي على المجلس الوطني لكن المجلس يحتاج إلى جهود جماعية. مما لا شك فيه ان المجلس وأمانته العامة سيستقيدون من وجود شخصية مثل أستاذ إبراهيم برو في رئاسته وذلك بسبب دوره الفعال من خلال تحركه على المستوى الاقليمي والدولي والعمل على وصول صوت الكرد إلى كل المحافل والمنابر الدولية. على كافة مكونات المجلس تحمل مسؤولياتهم تجاه قضايا شعبنا ودعم المجتمع الكردي عامة، أما إذا بقيت جهود المجلس ودوره في إطار هيئة الرئاسة فقط سنجد أنفسنا جميعاً خارج دائرة المجتمع الكردي سواءً كنا أحزاباً أو أشخاصاً. لهذا لا يستطيع حزب يكيتي أو أي حزب آخر لوحده تفعيل دور المجلس لهذا نحتاج إلى جهود الجميع في هذا المجال.
اما لماذا حزبنا يكيتي الكردي في حالة تراجع نحن كحزب عضو في المجلس الوطني الكردي والمجلس ممثل في الائتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة وأي تراجع لدور هذه الاطر السياسية على ساحة الوطن ينعكس سلباً على الاحزاب وتتراجع جماهيرياً. الا ان حزبنا في حالة ثبات في مواقفه السياسية وليس هناك اي تراجع في خطابنا السياسي والحرب الدائرة بين المجاميع المسلحة والفئات السياسية من جهة والارهابيين من تنظيم داعش وتوسع دائرتهم في المناطق الكردية من جهة أخرى هذا كله ينعكس سلباً على كافة القوى السياسية المنضوية في هذه الاطر السياسية وحزب يكيتي جزءً منها. لهذا يجب أن نكون واقعيين في هذه الفترة ونقول الحقيقة فمن يمتلك القوة يملك زمام المبادرة ويتحكم بكل شيء حتى لو كان على الخطاْ والقوة اليوم بيد PYD. ومن التأثيرات السلبية علينا الهجرة التي لها اثرها السلبي الكبير وتسببت بتراجع القوى السياسية. لا يمكن النسيان بأننا نحن أول حزب أنتفض وتظاهر في دمشق في 10/12/2002 في اليوم العالمي لحقوق الانسان ضد سياسة حزب البعث حيث كنا نحن أصحاب المبادرة الأولى واجهنا النظام لوحدنا بداية ومن ثم أنخرطت كل القوى السياسية الكردية وبعض المعارضين من ألأخوة العرب في مواجهة النظام. أقولها بكل فخر اننا نحن حزب يكيتي كسرنا حاجز الخوف لدى الشارع السوري عامة والكردي خاصة بنزولنا الى الشارع في معقل النظام بدمشق. للتنويه فقط لم يشاركنا حزب الاتحاد الديمقراطي في أية مظاهرة ضد النظام السوري .
أهم محطات نضال حزبنا:
المحطة الاولى -كانت في عام 1992 في مرحلة تشكيل القيادة المشتركة بين الأحزاب الكوردية الثلاثة (حزب إتحاد الشعب الكوردي جناح فؤاد عليكو وحزب الموحد الديمقراطي بقيادة شيخ ألي وحزب الشغيلة الكوردية) عندما تم إتخاذ القرار بإلصاق بيانات على جدران المنازل والمحلات بمناسبة ذكرى الاحصاء الاستثنائي الذي بموجبه تم تجريد عشرات الآلف من أبنائنا عن حقوقهم المدنية في 5/10/1992 كانت خطوة جريئة من قبل تلك الاحزاب كنا منهم وعلى اثره تم إعتقال العشرات من ابناء شعبنا وتم إعلان حزب الوحدة الديمقراطي الكوردي في سوريا (يكيتي) كانت في عام 2003.
المحطة الثانية -كانت في عام 1994 عندما أصدرت كافة الاحزاب الكوردية وحزب العمال الكوردستاني بياناً دعوا بموجبه الى عدم الاحتفال بعيد النوروز وفاءً لروح باسل الاسد نجل الرئيس حافظ الاسد الذي توفى نتيجة حادث سير كما قيل فأصدر حزبنا بياناً ودعى فيه الشارع الكردي عامة للخروج الى الطبيعة والاحتفال بعيد النوروز وعدم الالتزام ببيان الاحزاب الذين استنكفوا عن الاحتفال بالعيد لهذا كنا الحزب الوحيد الذي احتفل بالعيد وعلى أثره أعتقل عدد من رفاقنا وتم استجوابهم وكنت واحد منهم.
المحطة الثالثة -عندما اتخذا حزبنا قراراً جريئا للقيام بالتظاهرات السلمية ضد سياسة حزب البعث الاقصائية والعنصرية تجاه شعبنا كانت في 10/12/2002 أمام البرلمان السوري في دمشق الذي دعى فيه إلى إنصاف الشعب الكوردي والاعتراف بحقوقه كشعب على أرضه التاريخية وإلغاء كافة القوانين العنصرية المطبقة حيال الشعب الكوردي كل هذا في ظل نظام استبدادي وعنصري وديكتاتوري، على أثره اعتقل بعض من رفاقنا في القيادة منهم المناضل حسن الصالح عضو اللجنة السياسية وسكرتير سابق للحزب ومروان عثمان عضو اللجنة السياسية آنذاك.
المحطة الرابعة -كانت الإفراج عن القياديين حسن صالح ومروان عثمان من سجن النظام وكان في إستقبالهم عشرات الآلاف من أبناء الجزيرة الكوردية وفتح يكيتي بيت شعر كبير لإستقبال الضيوف وتم إلقاء الخطب والكلمات من المؤيدين والمناصرين لسياسة الحزب وكذلك من الأحزاب الشقيقة والصديقة من كافة طوائف الشعب السوري عامة أمام مرمى ومسمع النظام. ألقيت كلمة بهذه المناسبة ودعيت فيه النظام الى الاعتراف بالقضية الكوردية والغاء كافة القواني الاستثنائية ووقف سياسته العنصرية بحق شعبنا .
كل هذه المحطات كانت لها وقع كبير على الشعب السوري عامة والكوردي خاصة وتجسدت كل هذا في إنتفاضة قامشلو في 2004 عندما انتفض الكورد ضد سياسة النظام دون خوف واستشهد 32 شخصاً وعشرات الجرحى وآلالف المعتقلين من أبنائنا ولهذا أعترف رئيس النظام آنذاك بأن الكورد جزء من النسيج الوطني السوري وهناك محطات كثيرة ومواقف للحزب ضد مشاريع النظام العنصرية.
١٠- هل بعض القيادات الكردية على العلاقة مع الاسد ولماذا؟
بعد وصول الأسد الأب إلى الحكم في سوريا في عام 1970 وتشكيله للجبهة الوطنية التقدمية وأنضمام الأحزاب السورية اليه كحزب الشيوعي بقيادة بكداش وتحالف النظام السوري مع الاتحاد السوفيتي الذي كان له دورا كبير في المنطقة، حيث كان الاتحاد السوفيتي يدعي بأنه مع تحرير الشعوب من الاضطهاد القومي والطبقي كانت أكثر الأحزاب الكوردية في كوردستان سورية تقيم علاقة حسنة مع السوفيت ومع حزب الشيوعي السوري وحزب الشيوعي السوفيتي آنذاك لهذا أستطاع النظام السوري توظيف هذه العلاقة لصالحه وعمل على الاستفادة من علاقته مع حزب الاتحاد الوطني والديمقراطي الكوردستان في العراق ومع حزب العمال الكوردستاني لكسب بعض الأحزاب الكوردية في سوريا التي ترتبط بعلاقة جيدة مع محاوره الكوردستانية إلى دائرته الاستخباراتية، لتقويض دورهم من خلال شراء بعض الذمم في قيادة الحركة الكوردية وشق صفوفهم لهذا نجد أكثر الاحزاب الكوردية لاتمتلك القاعدة الجماهيرية والشعبية فبعضهم لا يتعدى عناصره عدد اصابع اليد وهناك بعض الاحزاب الكوردية في سورية تستقوي بمحورها الاقليمي وبذلك تكون فريسة سهلة لدى لنظام السوري. هناك أطراف كوردستانية لاتزال تتمسك بنظام الأسد وتقيم علاقة جيدة معه والبعض لم يقطع علاقته مع الأسد لأنه يجد بأن لعائلة الاسد عليه أفضال بفترة نضاله ضد صدام حسين، لهذا يوجه أنصاره وحلفائه من بعض الاحزاب الكوردية السورية للوقوف الى جانب الأسد ويعتبره شريك أساسي في حل الازمة السورية. لكن يجب أن لا ننسى الدور الإيراني في هذا كعنصر أساسي لإيجاد الحلول للأزمات التي تعصف بالمنطقة وهو الحليف القوي للاسد ولاعب قوي في المعادلة الدولية والاقليمية لهذا هناك الكثير من القيادات الكوردية تصر في حلقتها الضيقة الحوار مع الاسد والوقوف الى جانبه ليس من أجل الكورد بل من أجل مصالحه الحزبية الضيقة. لكن اقولها بصراحة لن نخجل من الحوار سواء مع الاسد او مع غيره من أعداء الكورد حسب ما تتطلب مصلحة شعبنا وسنعلن علنا للجميع بأننا مستعدون للقاء والحوار حتى مع الشيطان من أجل شعبنا اذا وجدنا في ذلك اللقاء او الحوار فائدته لقضيتنا القومية، الا ان الحوار يجب ان يكون تحت الرعاية الدولية ليس في أقبية الاستخبارات لتقديم خدمة مجانية للاسد وزمرته. فبالرغم من ضعفنا نحن الأقوى في المعادلة السياسية الاقليمية ونمتلك شرعية دولية واعترافاً دولياً بحقوق الشعب الكوردي في كل أجزاء كوردستان وعلى الدول الغاصبة لكوردستان أن تعي ذلك.
١١- ماذا يريد اكراد سوريا من الثورة ؟الانفصال ؟الحرية , هل فعلاً لهم كانتوناتهم
نحن الكورد جزء من الثورة السورية ونحن من كسرنا حاجز الخوف و كنا نمتلك الرؤية الصائبة للواقع السوري منذ عشرات السنين وكنا نحذر من دور النظام الخبيث لما يجري في سوريا من الفساد السياسي والمالي والقضائي ونحن من دافعنا عن سورية وعن حدودها في كل الحروب التي خاضتها سورية ولنا تضحيات كبيرة فداء لهذا الوطن. أن الكثير من المعارضين السوريين حاليا في ظل الثورة كانوا مع الاسد عندما كان يقتل أبنائنا في السجون ولا يمكننا أن ننسى قتل الاسد لأبنائنا في انتفاضة قامشلو ومنا من قبع في سجون الأسد لسنين طويلة. كان للكورد دور كبير في تحرير سوريا من استعمار الفرنسي ولا ننسى بأن يوسف العظمة هو من أسس لسوريا جيشا وطنيا ووكذلك لا ننسى ثورة ابراهيم هنانو ضد المستعمر الفرنسي وهم أكراد، لهذا كنا دائما مع وحدة الوطن وترابه ولازلنا مع وحدته اذا تطلب الأمر لن نبخس بشيء لضمان وحدته لهذا نحن ضد التقسيم ولم نطالب بالانفصال عن سورية يوما لأن الانفصال ليس من مصلحة شعبنا، لا أخفي عنك ان العاطفة القومية تدغدغ كل كوردي وأحب ان يكون لنا دولة مستقلة كما لكل دول المنطقة فللعرب اثنان وعشرون دولة فلماذا لا يكون للكرد دولتهم؟ ولكن كسياسي أقول ان الانفصال ليس من مصلحة شعوب المنطقة عامة والكورد خاصة بالرغم ممن يتهم الكورد بالانفصال والتقسيم. أما إذا كان هناك مشروع تقسيم للمنطقة خاصة في سوريا والعراق فنحن لسنا من وضع هذا المشروع ولسنا أداة لتنفيذه نحن نقوم بحماية أنفسنا من التنظيمات الارهابية، وعلى دول المنطقة واخوتنا العرب تحمل مسؤولياتهم حيال منع التقسيم. ان ما يقوم به تنظيم داعش الارهابي من عمليات إبادة جماعية بحق الكورد في المناطق الكوردية وما ارتكبته داعش في كل من شنكال وكوباني من مجازر بحق المدنيين و خطف البنات والنساء الايزيديات من الكورد وبيعهم في أسواق المدن السورية في الرقة وديرالزور يجب ما للدفاع عن مناطقنا، وبالمناسبة لم نشهد من اخوتنا العرب وقفة جادة ضد ما يرتكبه داعش بحق الكورد لهذا يتحمل تنظيم داعش الارهابي مسؤولية ما تؤول اليه الامور في المنطقة وكذلك بعض إخوتنا من العرب في المعارضة السورية وهم من يدفعون بالمنطقة الى التقسيم وهم من يتحملون مسؤولية تشويه صورة الثورة بعد سيطرة التيارات الاسلامية المتطرفة على كل مفارق الثورة.
منذ البداية حذََرنا مرار وتكرارا من خطر التيارات الدينية على الثورة وحتى هذه اللحظة هناك من يتستر على دور التيارات الاسلامية المتطرفة أذََكرك عندما سيطرة جبهة النصرة على مدينة ادلب قاموا بعد تسمية أنفسهم بثوار سورية بكسر تمثال ابراهيم هنانو قائد الثورة السورية الكبرى وذلك لأنه كوردي ولم نسمع أي إدانة من اخوتنا العرب وكذلك لم نرى بأن اخوتنا العرب في عواصم العالم وحتى في عواصم الدول العربية والاسلامية قاموا بمظاهرات تنديداً بما ترتكبه داعش بحق الكورد. وعلى العكس نجد أن الكورد منذ بداية الثورة كانوا ينددون بأعمال النظام الإجرامي بحق اخوتنا العرب في سورية في كل مظاهرة في داخل الوطن وخارجه كانت لنا وقفة جادة في الدفاع عن كل شبر من أراضي سوريا بالرغم من كل ذلك يتم اتهامنا بأننا مع الانفصال. ان انضمام المجلس الوطني الكوردي للإئتلاف الوطني السوري لقوى الثورة والمعارضة يؤكد تمسكنا بوحدة الوطن أرضاً وشعباً برغم أعتراض المجلس على الفقرة الثالثة من بنود الوثيقة التي تم توقيعها بينهم ولهذا يحق لكل الشعوب المضطهدة بالحرية الكاملة وحقها في تقرير مصيرها بنفسها. نحن نطالب المعرضة الالتزام ببنود الوثيقة الموقعة بين الائتلاف والمجلس الوطني الكوردي.
أما الكانتونات المعلنة من قبل PYD فكانت ردة فعل على أشتراك المجلس الوطني في جنيف 2 لا أظن بأن الكانتونات قد تجد لها مستقبلا الا اذا كان الهدف منا ان تؤدي الى تقسيم الكورد سياسيا وإقتصاديا وجغرافياً لإضعاف دور الكورد في المنطقة ليكون من السهل السيطرة عليهم وإستخدامهم كورقة رابحة في الصراع الدائر بين أطراف الصراع في المنطقة خاصة النظام الايراني والتركي وكذلك النظام الاسدي لهذ نحذر PYD مما ستؤول إليه الاوضاع في المناطق الكوردية كما نطالبهم العدول عن عنجهيتهم وعدم التفريط بمصالح الشعب الكوردي وما فائدة الكانتونات بدون أبنائها ووضع الكورد حاليا أسوأ مما كانت عليه في أيام النظام نتيجة الهجرة.
١٢- من يملك سوريا ويحكمها النظام أم حزب الله وإيران. وكيف سيتعامل الكورد مع تدخل حزب الله في مناطقهم؟
الأوضاع في سورية سيئة جدا حاليا لأن الحرب الدائرة فيها لا تخدم إلا مصالح بعض الدول الاقليمية والدول الكبرى وهي حربا بالنيابة وليس للشعب مصلحة فيها. لقد دمرت البلد وأصبحت سورية كبلد تحت الانقاض وهجر وشرد أكثر من نصف سكانها وهاموا في كل أصقاع العالم. هذا ما كان يريده النظام السوري والايراني إفراغ سورية من كل فئاتها الوطنية ومن النخب السياسية والثقافية والفكرية لهذا ايران تمتلك مفتاح الحل لسورية وهي تدير كل شيء في سورية حاليا بينما بشار الاسد ليس إلا مجرد أداة لتنفيذ المشروع الايراني في المنطقة وحزب الله جزء من هذا المشروع وهو يتحمل مسؤولية الفراغ الدستوري في لبنان، لهذا ايران لاعب رئيسي وقوي وتمتلك أكثر مفاتيح الأزمات في اليمن والعراق ولبنان وسورية وحتى تحاول ايران فرض أجندتها على أقليم كوردستان من خلال التمديد للرئيس مسعود البارزاني لكن بشروط ايرانية لإضعاف دوره الدولي والاقليمي وتقويض مشروع القومي الكوردي التي يقوده، وهذا ما يشكل خطراً كبيراً على القضية الكوردية. لهذا على الشعب الكوردي وقواه السياسية في كل اجزاء كوردستان اخذ حذرهم من الدور الايراني الخبيث في المنطقة عامة لهذا نحذر PYD وبعض الاطراف الكوردية والكوردستانية من الوقوع في فخ النظام الايراني وحزب الله. اننا ندين الدور الايراني وحزب الله في ارتكابهم مجازر وقيامهم بعمليات إبادة جماعية بحق السوريين العزل.
١٣- هل حقاً تظن أنه ستضيع قضية إستخدام النظام السوري للكيماوي ضد شعبه، كما ضاعت قضية مقتل رئيس وزراء لبنان الحريري في المحاكم الدولية كما كتبت على صفحتك؟
نعم أظن ذلك وفي الذكرى الثانية للمجزرة كتبت والرابط موجود على صفحتي مجزرة الغوطة التي راح ضحيتها اكثر من 1450 قتيلاً بينهم 107 أطفال و200 إمراة نتيجة إستخدام النظام السوري السلاح الكيماوي ضد المدنيين العزل في أكثر من مكان في سورية لكن القاتل بشار مازال يقتل ويستخدم كل صنوف الاسلحة وحتى المحرمة دولياً ومازال العالم يبحث عن أدلةُ تثبت تورط النظام في إرتكابه لهذه المجازر بحق السوريين. للأسف أصبحت سورية مدينة تحت الانقاض ونصف سكانها نازحين وأكثر من 250 ألف قتيل ومئات الالالف بين مفقود ومسجون في أقبية نظام بشار وتحتاج سورية لإعادة إعمارها وإعادة بناء مؤسساتها إلى عشرات السنين. أصبحت سورية بلداً تستقطب كل إرهابيي العالم، والمتطرفين الاسلاميين وجدو في سورية مادة خصبة لبناء دولتهم السلفية على حساب الدم السوري ولازال العالم يبحث عن أدلةً. يبدو ان العالم يحتاج إلى سنوات عديدة لإثبات تورط الاسد في إرتكاب الجرائم وحتى ذلك الحين سيصبح الشعب السوري خارج الحسابات الدولية وربما ستصبح قضية سورية في المحافل اوفي المحاكم الدولية كقضية رفيق الحريري التي تجاوزت العشر سنوات ومازال البحث جار عن قاتل الحريري رغم انه معروف. أظن بأن قضية سورية ستكون معلقة إلى أجلٍ غير مسمى.
١٤- من سيحمي الأقليات القومية في المنطقة؟
الاقليات القومية مهددة من قبل الأنظمة الاقليمية والتيارات الاسلامية والسلفية المتطرفة من تنظيم داعش الارهابي الى ما هنالك وهذا ما يذكرنا بمذبحة الأرمن التي ارتكبتها الدولة العثماني بحق الأرمن إبان الحرب العالمية الاولى وبعدها ولهذا على المجتمع الدولي القيام بدوره لحماية الاقليات القومية والطوائف الدينية من الإبادة الجماعية في المنطقة عامة. الكل مسؤول عن حماية الاقليات في المنطقة. أظن ان حل القضية الكوردية في كل أجزاء كوردستان والقضاء على الارهاب والتطرف بكل أشكاله وتياراته الدينية والفكرية وبناء سلام دائم بين أبناء المنطقة وفق مواثيق دولية لحقوق الانسان وحقوق الطفل وكذلك حل مشكلة فلسطين وبناء دولتها المستقلة إلى جانب دولة إسرائيل لإنهاء الصراع العربي الاسرائيلي و فتح قنوات الاتصال بين إسرائل والدول العربية والاسلامية وكذلك إعطاء الدور للشباب وفعاليات المجتمع المدني لبناء الانسان فكرياً وتأهيلهم في كل مجالات الحياة وفتح منتديات فكرية وثقافية ودينية للحوار بين الأديان والمذاهب والقوميات ومشاركة كافة الاقليات القومية والمذهبية في تلك الحوارات وعدم إقصاء أي طرف مهما كانت قناعاته وبهذا نكون قد وضعنا الخطوة الأولى لإنهاء الصراع في المنطقة عامة، وبهذا نكون وضعنا أول خطوة للتعايش السلمي بين أبناء المنطقة عامة وحماية حقوق الاقليات القومية والمذهبية.
١٥- هل للعلويين دور بعد الاسد أم سيرحلون معه؟
العلويين جزء من سورية وهم طائفة دينية ولها حقوق في سورية كما تقع عليها واجبات لهذا يجب الحفاظ عليها وأعطاء دور للعلويين بعد الأسد لأنهم جزءً من النسيج الوطني السوري من يفكر بغير ذلك سيضع المنطقة أمام دوامة حرب أهلية قد تطول مداها وتكون كارثية على المجتمع السوري عامة لهذا ليس لرحيل الاسد علاقة بوجود العلويين والاسد ارتكب كذلك جرائم بحق أبناء جلدته من العلويين لهذا يجب الحفاظ على وحدة الصف الوطني السوري بكل أطيافه.
١٦- ما الحل المطروح لسوريا وهل الاسد شريك بالحل
أظن انه ليس هناك حل في الأفق في الوقت الحالي للازمة السورية كل الحلول السابقة كانت مجرد تضييع للوقت على السوريين كافة بكل أطيافهم إيجاد حل سياسي وسريع للازمة حيث لا بديل عن الحل السياسي اما الحل العسكري فهو غير مجدي.
ربما تعتقد الولايات المتحدة بأن رحيل الاسد أو سقوطه قد يضع المنطقة أمام كارثة إنسانية أكبر مما نحن عليه اليوم لأن الطرف الوحيد القادر على السيطرة بعد رحيل الاسد هم التيارات الارهابية والسلفية المتطرفة والتي تمتلك مؤهلات القوة وقد تقوم بأرتكاب مجازر بحق الأقليات والطوائف الدينية خاصة العلويين والمسيحين والدروز والاقليات القومية الاخرى. لهذا هناك تخوف غربي امريكي من رحيل الأسد. وهناك قلق لما ستؤول اليه الأوضاع من بعده لذا تحاول الولايات المتحدة الامريكية إيجاد صيغة مشتركة بين أطراف المتصارعة في سورية لمحاربة تنظيم داعش الارهابي وكل التيارات المتطرفة للابتعاد عن عملية إسقاط الأسد.
ما يؤكد هذا الكلام هو التدريب الأمريكي للمعارضة السورية حيث وضعت شروط لتدريب تلك القوة العسكرية أهمها عدم محاربة الاسد ونظامه مهمة هذه القوة فقط محاربة الإرهاب والتطرف الديني مثل داعش وغيرها.
هناك معارضة قوية من كافة أطياف المعارضة السورية من التيارات السنية لهذه الصفقة الامريكية التركية وهذا ما يشكل تخوف لدى الولايات المتحدة الامريكية وهم لا يريدون إعادة التجربة العراقية، لهذا أقول بأن السوريين عامة بحاجة الى وقف نزيف الدماء التي تسيل كل ساعة وكل دقيقة من أبنائهم وعندما نسأل أي سوري في الشتات ماذا تريد جوابه الامن والاستقرار العودة إلى بلدي وأهلي وحماية أطفالنا من الضياع ومع كل هذا البعض من المعارضة لايزال يبحث عن أمتيازات سياسية، أظن انه حتى يتوصل السوريين الى صيغة مشتركة للحل ووقف نزيف الدماء و بناء حكم انتقالي دون او مع الاسد سنكون كلنا معرضة ونظام خارج دائرة سوريا المستقبل، وسنجد أنفسنا أمام التطرف والارهاب بكل أشكاله يغزو سوريا. وحينها سنحتاج الى عشرات السنين للقضاء على النزعة الإرهابية والسم السرطاني التي يتم زرعه في عقول شبابنا وحينها لن يستطيع أي طرف إعادة الأمان والأستقرار الذي يحتاجه الشعب السوري عامة.
لهذا على المعارضة والنظام أن يكونوا جادين في طروحاتهم والقيام بما يمليه عليهم ضميرهم لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما تبقى من سوريا.
لهذا قد نمر بمرحلة بوجود الأسد لوقف نزيف الدم السوري وإنقاذ سوريا من براثن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة ومن ثم الانتقال الى بناء سورية الجديدة دون الاسد وزمرته ويكون كل السوريون جزءا من ذلك الحل وذلك بضمانات من حلفاء النظام الأقليميين والدوليين وخاصة ايران وروسيا تحت رعاية دولية وبإشراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي.
كلمة أخيرة أحمل كل الأطراف الاقليمية والدولية وخاصة النظام الروسي والايراني مسؤولية ما ألت إليه الاوضاع في المنطقة عامة وسوريا خاصة. نتيجة دعم الاخير لنظام الاسد المجرم. أظن بأن العالم غير جاد في إيجاده لحلول للازمة السورية وهي في عامها الخامس.
أنقذو سورية والمنطقة والعالم كافة من الكوارث التي قد تعصف بنا جميعاً نتيجة الحروب الدائرة في المنطقة قد يكون القادم أسوأ.
عن جريدة beirut observer (بيروت اوبزروفر)

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى