المحامي عمران منصور: انتشار الجريمة المنظّمة في الحسكة “دليل ضعف” القوى المسيطرة على المنطقة
Yekiti Media
ارتفع خلال الأيام الماضية معدل ارتكاب جرائم القتل في كُـردستان سوريا، ضمــن المناطق الخاضعة لسيطرة قــوات سوريا الديمقراطية، دون أن تكون للسلطات الموجودة في المنطقة أيّ دورٍ لكبح جماح المجرمين.
جرائم الأيام الماضية بدأت من كوباني، وتغلغلت في الحسكة ووصلت إلى قامشلو، حيث استفاق أهالي كوباني صباح الاثنين 30 آب/أغسطس 2021 على جريمة قتل الزوجين عساف عباس وزوجته روكن حسين بأداةٍ حادة في منزلهما، بالإضافة إلى إصابة طفلهما البالغ من العمر 8 سنوات بعدة طعناتٍ، والذي نُقِل للمشفى للعلاج.
مـن كوباني إلى الحسكة، وبتاريخ 31 آب/أغسطس، تمّ العثور على الفتاة أية سليمان الهجيج، وهي من ذوي الاحتياجات الخاصة بعمر 17 عاماً فاقدةً للوعي ، داخل أحد البيوت المهجورة بحي المشيرفة في المدينة، ولا تــزال الفتاة موجودة في غرفة العناية المركزة بمشفى الرجاء الخاص بالحسكة بعد تعرّضها لثلاث طعناتٍ في منطقة الرقبة، وبحسب مراسلنا فقد كان هدف الجناة سرقة موبايل ومصاغ ذهب، لتتوالى الجرائم في الحسكة، وتُقتل السيدة فاطمة شيخموس أحمد من قبل مجهولين على طريق الحسكة/ عامودا، مفرق قرية بكو، خلال عودتها من مدينة قامشلو، وسرقة مصاغها.
ويوم الجمعة، أفاد مراسلنا في الحسكة بأنّ أهالي المدينة عثروا على جثة المواطن سليمان رمضان الحمادي على طريق السد الجنوبي، بعد أن أُعلِن يوم الخميس عن فقدان الاتصال معه ، بعد ذهابه في طلبٍٍ خاص خارج مدينة الحسكة كونه يعمل سائق تكسي خصوصي”.
وفي مدينة قامشلو عثر أهالي المدينة على جثة طفلة عمرها ٤ أعوام مجهولة الهوية وضِعت في كيسٍ للقمامة بالقرب من حديقة الخليج.
ولحين إعداد هــذا الخبر لم تصدر من سلطات النظام السوري، ومن إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي أيّ توضيحاتٍ بخصوص حوادث القتل الأخيرة في المنطقة.
بالصدد قال المحامي عمران منصور في تصريحٍ ليكيتي ميديا: شُرعت القوانين لمكافحة الجريمة و هذا اجراء طبيعي في جميع المجتمعات و لكن تكمن المُعضلة في كيفية تنفيذ هذه القوانين التي شُرعت لحماية المجتمع و الأفراد و الوصول بهم الى الأمان لاستمرار عملية التطوير و العيش الكريم إضافةً إلى حماية الأفراد كمكون أساسي للمجتمعات ، ولا يُخفى على المتتبع للأخبار اليومية إزدياداً ملحوظاً في أعداد الجرائم التي تنخر جسد المجتمع في محافظة الحسكة و مناطقها .
وأضاف: رغم أنّ الموقف يدعو للصدمة و لكننا قرأنا في قانون الحرب بأنّ الحروب تُنتج الجرائم في ظل فقدان الأمن و غياب هيبة الدولة و القوى الأمنية …..
وبخصوص انتشار الجرائم في المنطقة قال منصور: تخرج الجريمة الى العلن ، لأسباب عديدة و متنوعة و على سبيل المثال منها : اسباب اجتماعية تتعلّق بالأسرة و التربية و انتشار الجهل و …… أو جرائم جنسية أو ضد الملكية أو ضد الآداب العامة أو أسباب ثقافية ، لغياب مستوى الوعي و تدنيه أو أسباب اقتصادية كالفقر و البطالة و الجوع و شح المواد المعيشية و غيرها …… أو أسباب سياسية فجميع الفرقاء السياسيين مسؤلون بشكلٍ مباشر عن نشر الوعي المناهض للجريمة و أسباب أخرى كثيرة تتعلّق بالمجتمع و المنظومة الحاكمة، فانتشار الفساد و حب السيطرة و إساءة استعمال السلطة و السلاح و حب الانتقام …..
وزاد: غياب الأمن الداخلي و غياب الوعي ، كلّ ذلك و غيره حيث لا يتسع المجال للشرح هنا …. جميعها تدعم الجريمة و لكنّ انتشار الجريمة المنظّمة في الحسكة و دون القبض على الفاعلين لهو دليل ضعف القوى المسيطرة على المنطقة أو اشتراك بعض العناصر في الإدارة نتيجة انتشار الفساد المنظّم في الجريمة المنظّمة و التستر على الجناة .
وبشأن الحلول لإيقاف تلك الجرائم، قال: يرتبط الحل في التخلص من الجرائم المنظّمة إلى عوامل عديدة منها وضع حل سياسي للأزمة في سوريا لإعادة هيبة الدولة السورية و هذه القضية معقدة جداً في ظل تضارب المصالح للدول الإقليمية و المجاورة لسوريا إضافةً إلى غياب الإرادة الدولية لحل هذه الأزمة …. و لو أعدنا النظر بالوضع الخاص في محافظة الحسكة سنعود بذكر غياب هيبة القوى المسيطرة فعلياً على الأرض و انتشار الفساد الإداري بينها و ضعف هذه القوى الأمنية بالمعدات و العناصر المدرّبة ….
ولفت إلى أنّ الحلول ترتبط بالوقاية الشخصية و الاجتماعية إضافةً إلى مكافحة الفساد و اعادة هيبة القضاء و القوى التنفيذية لأحكامها الصادرة …..
ونوّه إلى أنّ أمن المجتمع و حمايته من الجرائم تتطلّب تكاتف الجهود للوقاية من الجرائم الخطيرة لإحداث الاستقرار في المجتمع كله و هذا لا يتوقّف عند الشرطي أو عنصر الأمن فقط بل يجب أن نكون كلنا شركاء، كالقوى الفاعلة في الأمن للحفاظ على أمتنا و استقرارنا…. واختتم قائلاً: جعل الله شعبنا آمناً مطمئناً و أبعد عنه شبح الجرائم المنظّمة .
ظاهرة جديدة بدأت تلوح بالأفق في المنطقة بحسب تقرير ليكيتي ميديا حول تفشي ظاهرة انتشار المخدرات والكبتاغون في المنطقة.. للمزيد (أضغط هنا)
تجدر الإشارة إلى أنّ جرائم سرقة الموبايلات والحقائب النسائية، ازدادت خلال السنوات الماضية، إلى جانب سرقة نواشر الأنترنت، الدراجات النارية، اسطوانات الغاز، والمواشي، وسرقة الجوامع والمستودعات والتي تسجّل أغلبها ضــد مجهولين لدى إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي.