المحور الإيراني في ميزان ” مهاباد “
محمد رمضان
مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات الكردية الغاضبة في مدينة ” مهاباد ” الكُردستانية في إيران، لتمتد إلى معظم المدن الكردية هناك على خلفية انتحار الشابة الكردية ” فريناز ” إثر محاولة رجل أمنٍ إيراني اغتصابها، الأمر الذي دعاها إلى القفز من شرفة إحدى طوابق الفندق الذي كانت تعمل فيه، ما أدى أيضاً ذلك الحادث إلى إشعال انتفاضة عارمة في وجهِ نظام الملالي في إيران، حيث هبّت جماهير مدينة ” مهاباد ” إلى الشارع للدفاع عن الفتاة الكُردية بطريقتهِ . وسرعان ما انتقلت إلى مدنٍ كردية أخرى مثل أورمية وشيراز وغيرها، كما عمت مظاهرات في عدة عواصم أوروبية تنديداَ بجرائم النظام الإيراني بحق الشعب الكردي في إقليم كردستان إيراني، وهنا يمكننا القول إن الاستفادة من حدة تلك المظاهرات تأتي من خلال بيئة مواتية للاحتجاجات حتى تتحول تلك الاحتجاجات إلى ثورة عبر قوميات أخرى غير الفارسية من العرب الأحواز والبلوش المحرومين من أبسط حقوق الحياة والتي تشكل أكثر من 60 % من مجمل مساحة جغرافية إيران وهي أحدى بوادر ثورات الربيع العربي المندلعة في أكثر من دولة في المنطقة من أجل الحرية والكرامة . حيث يعاني النظام الإيراني من مشاكل اقتصادية خانقة في تورطها في الأزمة السورية والحصار المفروض عليه من قيل المجتمع الدولي منذ عشرات السنيين، مما ينعكس على الوضع الداخلي لديه وصولاً لضربات عاصفة الحزم على جماعة الحوثي في اليمن والتي أفشلت خطط النظام الإيراني وأخرجته من المعادلة اليمنية مهزوماً، مما قد ينعكس على الساحة السورية أيضاً، وهنا يجب على المعارضة الإيرانية بكل مكوناتها من الوقوف أمام المسؤولية التاريخية تجاه ما يجري الآن في المدن الكردية الإيرانية الثائرة، واستخدام طرق ومعايير للثورة هناك كي لا تسير خلف أجندات ومصالح خارجية على غرار الثورة السورية .
أما فيما يتعلق بالدول العربية التي تعاني من مد النفوذ الإيراني بعد احتلال عدة عواصم عربية من خلال نزعة طائفية، فيترتب على تلك الدول دعم ومساندة هذه الفرصة الذهبية للتخلص من الهيمنة الإيرانية في بلدانهم بعد أن وصلت بوادر الثورة إلى عقر دار الفارسي، وهنا لا بد من الحديث عن المحور الإيراني و دوره في قمع شعوب المنطقة وتدخل حرسه الثوري بكل شاردة و واردة في سوريا والعراق واليمن وكذلك لبنان والدول والأحزاب المنضوية تحت لواء المحور الإيراني قي قمع شعوبها ورضخها للأطماع الفارسية بغية تحويل المنطقة إلى إمبراطوريةٍ لها على حساب دماء الشعوب المنطقة برمتها، كما يفعل النظام السوري وحزب الله اللبناني وجماعة عبد الملك الحوثي في اليمن، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا على الساحة الكردية فما يتعلق بالأحزاب الكردية ضمن المحور الإيراني، هو : هل يمكن الاستفادة من الحالة السورية وتجنب دمار المدن الكردية في إقليم كردستان إيران على غرار المدن الكردية في كردستان سوريا ” مدينة كوباني نموذجاً ” . إذاً على الأحزاب الكردية هذه مراجعة حساباتها في الملفات مع النظام إيراني وهنا نقصد حزب العمال الكردستاني وفروعه، وكذلك حزب الاتحاد الوطني الكردستاني قبل الخوض في ميزان “مهاباد” فلعلها تكون الفرصة الوحيدة من مراجعة الاستحقاقات المرحلية للقضية الكردية في أجزاء كردستان أربعة، إذاً لابد من الأحزاب الكردية في كُردستان إيران أن تستفيد من تجربة الأحزاب الكُردية السورية، لتتجنب تلك الأحزاب ما يعارض مصالحها قبل أن تمسك بزمام الأمور هناك، كي تضع حداً لكل المتآمرين بقضايا المنطقة ومنهم النظام الإيراني . *