* المخاض العثماني وانهيار الدولة * القسم ٧
إعداد : وليد حاج عبدالقادر
بدايةً ولتسمحوا لي بتوضيح مسألة جد هامة ، ولربما ستكون هي وذكرها في هذا العرض أقرب للرد على واحدٍ من الأصدقاء، والذي عاتبني في تركيزي المطوّل على أحداث وقضايا وجزئيات ( ملّ هو لابل الأجيال تعتقت كثيراً في تكرارها بحثياً ومدرسياً ) ونتائجها التي نعيشها أيضاً – حسب قناعاته – قد اتخذت لابل اكتسبت ذات الخصوصية التي أريد لها أن تتخذه ، وباتت الخرائط مطوّبة بحدود مزنّرة ، بالتالي فإنّ النتائج التي أرادوها ترسّخت واقعياً وباتت تعطي نتائجها ، هذه من جهة ، وعليه فقد بات اللجوء إلى – استحضار التاريخ – مضيعة للوقت وخطوات عرجاء للتقدم إلى الامام ، ويتناسى الصديق العزيز لابل وإلى اللحظة هذه لا ماضيه السياسي وقناعاته بقدر تشبثه بها – وعلى أرضية الاحترام – مصير مئات الألوف من منشورات – دار التقدم – وآلاف العناوين .. نعم !
سأقرّ بدايةً وبعيداً عن النشوة القومية ، ولكن وبالارتكاز الموضوعي ومن خلال التزامي الحقيقي بحقوق شعبي وبالاستناد على حقائقيتها وفي ضبط رئيس حتى لماهيات المادية التاريخية والعودة – وفق ذات المنهج وكقراءة لنعتبرها شخصية – إلى مخاضات مرحلة التأسيس لمستقبل البشرية في مرحلة ما بعد الحرب الكونية الكبرى والتي أخفت معالم دولانية وأظهرت غيرها ، هذه المرحلة التي يمكن القول فيها بأنها وضعت أسس ولكنها ظلّت أشبه بكثبان متحركة وقد ألحقت بجعبة كبيرة من الفوالق الزلزالية والبراكين وباتت كل واحدة تعيد إنتاج ذاتها ، نعم ! لصديقي ذلك – أقول – المظلوميات التاريخية ستبقى تتشبث في الذهنية العامة ، وستبقى كما حقائقياتها تدفع ناسها للعمل على تصحيحها ، وعليه فإنّ التركيز عليها وقوننتها هي من الأسس الرئيسة للحدّ من تجدد كوارثها من جهة والأهم وكخطوة رئيسة إزالتها.
وهنا سأختصر ولغاية هامة : التاريخ قيل فيها إنها نتاج أو صناعة يدوّنها المنتصرون ، ولكن هناك أيضاً سرديات حقيقية تدوّن من الأعماق وتؤسس لمفهوم حماية ما سعى الطغاة أو الأمم الأخرى بحق ولنقل ( الشعوب التي استعمرتها ) ، وعلى هذا الأساس ونظراً للمتغيرات الكبيرة التي حدثت في الجغرافية السياسية وكإفراز أيضاً لمخاض دموي كان قد أخذ مساره ويتضخّم كنتاجٍ لأمور وعوامل عديدة غلبت عليها تضارب سلال عديدة من المصالح والتي تنوّعت أيضاً وتداخلت في دوافعها من لوجستية كانت وأهمها طرق المواصلات البرية والبحرية وكذلك وكبندٍ أساسي ظلّ دائماً وكعامل رئيسي والتي مهّدت السبل وراكمت واقعياً أزمات عنيفة تشابكت وأودت بالعالم بدخول أنفاق مظلمة وأوصلت العالم إلى الحرب العالمية الأولى ، وجميعنا يعلم ما جلبته معها من ( منتجات وبسلال حوت) ومن جديد صواعق لتفجيرات سياسية ملأى بأزمات كثيرة وفظيعة وكل ازمة منها حملت بمجموعة سلال متأزمة ، فهل جاءت أو برزت كل واحدة منها هكذا اعتباطاً ؟ أم أنها بالفعل نتاج مختبرات سياسية وفي غرف مظلمة ! وإن صدف بأنّ بعضها أنتجت فعلاً أزمات إرتدادية ؟! وبالتالي : أما وجدت أو ظهرت عوامل مساعدة لابل مستجدات ( اقتصادية مثل نفط كركوك على سبيل المثال والتحولات التي سببتها في إعادة صياغة خرائط جديدة ! ) فكانت مثلاً من العوامل المهمة إن لاستئصال أفكار ووضع بدائل نقيضة ؟! أسئلة كثيرة ستطرح ذاتها وبشكلٍ رئيسي في الخاصية الكُردستانية والتي ظلمتها وكواقع – علينا أن نقرّ بها – التاريخ والجغرافية ، هذه الجغرافية والتي كان من الممكن أن تكون بالفعل مصدر نعمة و .. لكنها أضحت نقمة !
وهنا وفي العودة إلى الموضوع وبالترافق مع كثيرٌ من العوامل وأهمها ذلك الاستهداف الممنهج لبنى وأسس تاريخ غير بعيد ومن ثم الصياغة عليها وبتزييفٍ فاضح ! من الضروري أن تكون هذه الأمور أيضاً عاملاً هاماً فتدفعنا وبكلّ جدية للبحث عميقاً في وثائق مرحلة المئوية الأولى لاتفاق لوزان ومخرجاتها ، هذا الأمر الذي يمكن وبكلّ بساطة مشاهدة وقراءة الكثير في المبحث الهام الذي قام به ولايزال يعمل عليه الباحث والمؤرخ ديفيد ماكدولد والذي بذل جهداً كبيراً ولسنين طويلة بحثا في وثائق ومراسلات كما مخرجات كثيرٌ من قرارات الغرف المظلمة وأيضاً نسخ لمحاضر اجتماعات كانت تعقد وترسم خرائطها بملحقات خططها التنفيذية وٱليات التطبيق ، وهي التي نُفّذت بالفعل على أرض الواقع وكل تنفيذ عملي لأية واحدة منها ! كانت تجرف معها عشرات الوعود الخلبية من جهة وخيبة أمل تعدّدت فيها مطالب كثيرين كما وسبل استنزافها .. وعليه وفي العودة إلى الإرث الموثق الذي قدّمه السيد ديفيد ماكدولد وبالأخص إلى مرحلة هزيمة الألمان ومتحالفيها في الحرب الاولى ومن ثم الذهاب إلى مؤتمر الصلح ، والتي اكتسبت زخماً كبيراً بعد مبادئ الرئيس الأمريكي ويلسون والذي لامس مطالب وقضايا الشعوب المضطهدة في الصميم.
ولكن التنظير كما هو في الواقع يبقى تنظيراً وإن بقيت كما مبادئ الرئيس الامريكي ، فقد ظلّت مجرد وثيقة فقط ، وإن استخدمت كوسيلة وعلى قاعدتها تمّت فكفكة الامبراطورية العثمانية ومن ضمنها كُردستان والقضية الكُردية والتي هي في الأصل من صلب ما سنسعى للتركيز عليها والمآلات التي تمّ التأسيس عليها ، وبالتالي كما سنلاحظ في القسم القادم حيث أنّ روسيا هي التي كانت في غرفة عمليات التفتيت والتقسيم بعد الإطاحة بالحكم القيصري وأيضاً الظروف التي وفّرت للينين الذي كان في تلك المرحلة بألمانيا وتراتبيات عودته إلى روسيا وعليه وفي العودة الى مرحلة ما بعد الوصول إلى التفاهمات الرئيسية حول التقاسم البيني للممتلكات العثمانية وتوزيع المصالح تمّ التوافق على أن تكون الأعلام هي المؤشر للمناطق التي ستدار مؤقتاً ، حيث كانت الخارجية البريطانية قد أمرت ( برفع علم الحسين ) فوق دمشق وكلّ المدن السورية الهامة فور الاستيلاء عليها ، وهو ذات العلم وبألوانه الذي كان قد صمّمه سايكس وبألوانه الأسود والأبيض والأخضر والأحمر ، وقد حقّقت هذه الألوان غايتين سياسيتين مهمتين للشريف حسين، تمثّلت في تعزيز مطلبه بزعامة سورية العربية.
وأيضاً تذكير فرنسا بأنّ الداخل السوري العربي ستنال استقلالها ولو اسمياً ١ . وفي هذه الخاصية كتب جيلبرت كلايتون إلى سايكس قال فيها ( إذا أجاد فيصل العمل بالمفهوم العسكري فسينال سوريا، أما إذا لم يجد فما من أحد في مكة ستكون له علاقة بالسياسة السورية ) وأضاف أيضاً بخاصية رفع العلم بأنه ( سيكون تاكيداً رمزياً على نجاح فيصل العسكري، والذي سيمهّد الطريق لزعامته السياسية ) ٢ . وفي العودة إلى اتفاقية سايكس بيكو، والتي كانت قد قضت بمنح فرنسا بالسيطرة وبشكلٍ مباشر على على الساحل السوري، وإن الداخل فقد كان هناك توافق على أن تكون مستقلة ، ولكن ليس اسمياً، وأن تكون لفرنسا ضابط اتصال وفيما بعد مستشار رسمي في بلاط فيصل، الذي سيعيّن حاكماً لسوريا وفق مراسلات حسين مكماهون هاشمياً وسيرفع ذات العلم الذي كان قد صمّمه سايكس فوق دمشق وحمص وحماة وحلب ، وبهذه تكون قد نفّذت كلّ الخيوط التي حيكت لسياسة بريطانيا الشرق أوسطية التي كان قد صاغها سايكس وبشكلٍ متجانس مع التزامات بريطانيا ضمن الاتفاقية التي كان قد ابتكرها ..
وقد تقرّر في مقر الجنرال اللنبي بيوم ٢٩ / ٩ أن يدخل عرب فيصل وحدهم إلى دمشق يحتلونها وذلك درءً لأية مقاومة مفترضة من عاصمة إسلامية والتي لربما ستعادي الاحتلال المسيحي ، وفي ذات هذا الوقت كان فيصل على مسيرة ٣ ايام من دمشق ولهذا فقد تمّ إصدار تعليمات إلى وحدات عسكرية نيوزيلندية واسترالية كانت تطارد الأتراك بالعودة إلى محيط دمشق بدل عبورها ٣ ، ومع وصول فيصل مع مرافقيه إلى دمشق صباح ٣ تشرين الأول تمّ عقد اجتماع بفندق فيكتوريا مكان إقامته حيث تمّ تعيين مقرّبٍ من فيصل كحاكم ٱمر ،هئا القرار الذي حرّك اتفاقية سايكس بيكو وأيضاً التوصل إلى اتفاق مع الجنرال اللنبي بالتعامل مع حاكم عربي .. وكان من أهم بنود الاجتماع هي هذه النقاط :
– ستكون فرنسا دولة الحماية في سوريا وسبتولّى فيصل بصفته ممثلاً لوالده الشريف حسين الإدارة في سوريا ماعدا ولايتي فلسطين ولبنان وذلك تحت توجيه فرنسا وبدعمها المالي ٤ . وقد تقرّر أن يكون لدى فيصل وفي الحال ضابط اتصال فرنسي والذي يعمل راهناً مع لورنس المتوقع وصوله حينها لتقديم المساعدة المطلوبة ٤ ، وقد اعترض فيصل بشدة على ذلك ولكن ! كلّ اعتراضاته ذهبت سدى وبعد مد وجزر بين اللنبي وفيصل بأنه هو القائد العام وأنك ( قصد فيصل ) لست سوى قائد لواء وعليك إطاعة الأوامر إلى أن تسوّى الأمور ، وعملياً لم يكن الطرفان صادقين ( فالأحكام التي تليت عليهما هي أحكام اتفاقية سايكس – بيكو والتي كان جميعهم مطلعين عليها وردّ فيصل جاء فقط ليكشف كذب لورنس بالفعل ٥ . ويلاحظ هنا وفي سياقية مخاضات الصراع على الأرض وكذلك المواقف من اتفاق سايكس بيكو أخذت تبرز مواقف صريحة ومن عدة اتجاهات ، فبرأي لويد جورج كانت اتفاقية سايكس بيكو ( ترتيباً تافهاً ) حتى أنّ سايكس نفسه أقرّ كتابياً في ٣ آذار عام ١٩١٨ وطالب بضرورة التخلي عنها بسبب دخول أمريكا ( الحرب ونقاط رودور ويلسون والثورة البلشفية ونشرهم لبنود وأحكام اتفاق سايكس بيكو ) و .. في ١٨ حزيران عام ١٩١٨ أبلغ اللجنة الشرفية بأنه ( بالرغم من أنّ أنصار الشريف الحسين لايحقّ لهم الاستياء من اتفاقية سايكس بيكو ، لأنه اطّلع على أحكامها بالتمام ، فيجب على بريطانيا أن تطلب من فرنسا الموافقة على أنّ الاتفاقية غير قابلة للتطبيق .. وليتمّ تبليغ اللجنة بعد شهر بأنّ ( اتفاقية عام ١٩١٦ ماتت رغم رفض الفرنسيين ذلك ..
والمطلوب الآن إجراء تعديل أو بديل لها ) ولكن بسبب رفض فرنسا ذلك فقد ظلّت قائمة عملياً ٥ ، وتوكيداً لذلك فقد كتب ليو أيميري في مفكرته مايلي : ( .. تحدّثت إلى سايكس حول عمله بشأن اتفاقية سايكس بيكو ، لقد أوجد خطة تدلّ على نبوغ بالغ تبتعد فرنسا بموجبها عن ( كامل المنطقة العربية ماعدا لبنان وتحصل بالمقابل على كلّ كُردستان * وأرمينية من أضنة الى بلاد فارس والقوقاز ) ولكن الفرنسيين لم يقبلوا بذلك ، وقد قال حاكم القدس حينها رونالد ستورز إبان الحكم البريطاني إنّ العرب مستعدون لقبول البرنامج الصهيوني فقط تحت حكم بريطاني ، ومن جانبه أقرّ جيلبرت كلايتون بأنّ القضيتين العربية والصهيونية بينهما تكافل ( .. ويمكن إرضاء كليهما وسيكون بينهما تعاون ولكن فقط إن أمكن جعل الفرنسيين يوافقون على أنّ اتفاقية سايكس بيكو لم تعد أداة عملية ، وقد ساعد حاييم وايزمان في الحملة تلك حيث كتب إلى بلفور بذات الخاصية وأضاف بأنّ ( .. الدسائس الفرنسية التي تهدف إلى ضمان امتيازات تجارية حصرية إنما تحجب قضية تقرير المصير لليهود كما العرب )
٦. وأبلغ لورنس اللجنة الشرقية بأنه ( لن تكون هناك صعوبة في التوفيق بين الصهيونيين والعرب في فلسطين وسوريا بشرط أن تبقى الإدارة في فلسطين بأيدٍ بريطانية .. ) ٧ . كان فيصل يدرك تماماً في هذه المرحلة بأنّ القادة البريطانيين كانوا ومنذ سنة يفكّرون وبجدية وبالسر في إيجاد مصالحة توافقية يتمّ بموجبه تقاسم الإمبراطورية الروسية بدلاً من العثمانية والتي تفسّر عملياً بالتخلي عنه ووالده تحت رحمة الأتراك وكان يعرف أيضاً بأنّ بريطانيا وفرنسا ( اتفقتا قبل ذلك بسنتين على اقتسام العالم العربي بينهما ، وأنهما لم تكشفا تفاصيل ذلك إلا عندما اضطرتا الى ذلك .. ) ٨ . في هذه الأثناء كانت روسيا تمرّ بمخاض عسير والعرش القيصري يمرّ بظروف قاسية ، وكان بالمقابل تتقافز إلى العلن تصورات ذلك الشاب الروسي والذي كان في ألمانيا والتي تواترت أنباء كثيرة عن تجنيده من قبل الإستخبارات الالمانية ، اجل ! فقد كانت نظرة لينين إلى الأمور مختلفة وخاطئة، فالامبريالية وتعريفها هو السعي وراء ( الحصول على مستعمرات لم تكن هي مسببة الحرب بل الحرب هي التي ولدت الإمبريالية ،
إنّ الخسائر التي كانت تترنّح تحت وطأة الدول المتحاربة، هي التي دفعت هذه الدول إلى محاولة تعويض الخسائر بالبحث عن مكاسب جديدة ، وكان انهيار الإمبراطورية الروسية ملبياً للحاجة إلى عوالم جديدة يمكن فتحها … ٩ ، وكانت هناك آراء متعددة ( .. حول روسيا وأطماعها في الشرق الأقصى ويقابلها وجود تباينات حقيقية لدى الحكم العثماني بتحقيق ذلك المطمع خاصةً أنّ الملمح وخاصةً منذ عام ١٩١٧ كان يدلّ على أنّ هناك مناطق شاسعة تبدو بالفعل خارج إرادة القيصر الروسي ١٠ ، وكانت هناك من جديد توقعات لمقترحات نقاط مصالحة لربما ستعرضها بريطانيا على تركيا وكانت من أهم نقاطها هي الاستعداد للإبقاء على الإمبراطورية العثمانية جائزة على سوريا وبلاد الرافدين وربما أيضاً القوقاز إذا ماسمح لهذه المناطق بأن تتمتّع بحكمٍ ذاتي محلي ضمن امبراطورية يعاد تكوينها وتكون شبيهة باتحاد ولايات كونفدرالي .. ) ١١
يتبع
…
هوامش وملاحظات :
* ملاحظة هامة أودّ التأكيد عليها وهي تخصّ المؤلف ديفيد ماكدولد هذا الكاتب الباحث والذي اعتمد فعلاً على منهج بحثي صارم وجاهد كثيراً في الوصول إلى نسخ الوثائق الأصلية ولهذا فإن لاحظ بعض القراء بعض من الخلاف أو التناقض في معلومات محددة سيما في مناهج نظم العراق وسوريا وتركيا وايران فعليه ألا يستغرب والوثوق بمعلومات ماكدولد ..
١ – سلام ما بعده سلام صفحة ٣٧٤ وأيضاً هامش ذات الصفحة
٢ – ذات المصدر الصفحة ٣٧٤
٣ – ذات المصدر الصفحة ٣٧٥ و ٣٧٦
٤ – ذات المصدر الصفحة ٣٧٨
٥ – ذات المصدر الصفحة ٣٧٨
٦ – المصدر السابق الصفحة ٣٨٤
٧ – المصد السابق الصفحة ٣٨٥
٨ – المصدر السابق الصفحة ٣٨٥
٩ – المصدر السابق الصفحة٣٨٦
١٠ – المصدر السابق الصفحة ٣٩٢
١١ – المصدر السابق الصفحة ٣٩٤
١١ – المصدر السابق الصفحة ٤١٢
المقال منشور في جريدة يكيتي العدد “317”