آراء

المرأة مابين القديم والجديد

ليلى قمر

قد يكون مغزى العنوان شاملاً للكثير من القضايا الحتمية في ذهنية المجتمع الكُردي بشكلٍ خاص جدا، وذلك ربما يعود لقيودٍ فكرية كانت تفرض نفسها في أي مجالٍ عملي تحاول المرأة الخوض فيه، حيث كانت مجبرة أن تكون كمن يخوض معركة طويلة وغير متكافئة بين المسلّحين حولها بجملةٍ من التعقيدات الاجتماعية والدينية ،وهي كانت لاتملك إلا قناعتها وإيمانها بأنها كائن يستطيع العمل وتقديم شيء جميل لمجتمعها.

صراع الخروج من قوقعة الأسرة رافق أجيال وأجيال من النسوة الكُرد رغم تفرد حالاتٍ تكاد تكون معدومة،إن تمّ مقارنتها مع التعداد البشري للكُرد والموزّع على كلّ الشعب الكُردي في أجزائه الأربعة.

وهنا ربما التوجه النضالي كان سميا أكثر من أي مجالٍ خاضته الكُردية، وخاصةً إنّ سمة العنفوان كانت ومازالت حبيسة الذهنية الذكورية لدرجةٍ كادت آن تكون خصوصية يمتاز بها الذك، إلا أنّ المرأة استطاعت أن تكون مدافعة عن وطنها وشعبها ،وربما كانت تلك اقصر الطرق لها لتجاوز حدود الأسرة والمجتمع لارتباط الفكر القومي وتقديس المدافعين عن الأرض والكرامة.

فلم ترَ اغلى من روحها لتقدّمه في سبيل إحياء ارواح حرة تعيش بشكلٍ مغاير لما عاشته هي.

لم يستطع الشعب الكُردي تجاوز هيمنة الفكر الذكوري في تربية وتكوين المجتمع ، حيث استعان بالدين وألزم العمل به في بناء مستوطنةٍ فكرية عقيمة نطقت بالعادات والتقاليد الاجتماعية لوأد أيّ محاولةٍ أو ماشابه من المرأة لتكون معه إلا في حالات كثيرة استغلّها الرجل وساهم في وجودها معه، وذلك لغايات كثيرة كانت فيه المرأة وسيلة للوصول لغاية غير نبيلة ورغم أنها المراة نفسها مَن تقاسمت مع شريكها الرجل، وعانت وكافحت معه في كلّ الظروف، وهي المنشئة للأجيال، لكنها اسفاً كانت ورغماً عنها ترضع أبناءها ما تعلمته هي من آبائها وأجدادها ،وفي الكثير من الحالات تفوّقت في كبح مثيلاتها من جنسها درءاً لمخاوف تمّ زرعها في عقليتها المتحجّرة ظناً منهاأ إنها تحتفظ بذلك بكرامتها.

جدلية الذكر والأنثى وعدم القدرة على الخروج من جمل وقواعد تمّ انشاءها وحفرها في صخرة الواقع، تأثّرت بشكلٍ واضح في السنوات الغير بعيدة، حيث تمكّنت المراة أخيراً من العمل في الاتجاه الصحيح لتحديد مسار العمل والتواجد في جلّ المجالات الفعّالة في المجتمع، لتساند بعملها شريكها الرجل وفي أحايبن كثيرة تتفوّق عليه فيما تقدّمه.

لكنها ربما وللآن لم تستطع رسم ملامح خاصة لها حيث انخرطت وبشكلٍ عشوائي في كلّ مكانٍ وذلك لظروف قاهرة وفي حالاتٍ كثيرة لتكون مصدراً لتأمين عائلتها لكونها المعيل الوحيد لها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى