المستأجرون في تل تمر بين مطرقة الظروق الاقتصادية الصعبة وسندان مزاجية ملّاكي المنازل
Yekiti Media
انتشرت ظاهرة ارتفاع أسعار إيجار المنازل في بلدة تل تمر، مما يزيد من الأعباء الاقتصادية للأهالي في ظلّ الظروف المزرية التي تعيشها عموم المناطق الكُردية.
ويعود الارتفاع المتزايد للأسعار، في مطلع عام ٢٠١٧، أي بعد دخول المنظمات الدولية للبلدة، وتقدير الآجار بالدولار الأمريكي، و هذا ما شجّع أصحاب المنازل لرفع آجار منازلهم الشاغرة، ما انعكس سلباً على أبناء البلدة والمهّحرين من مدينتي سري كانييه (رأس العين) وكري سبي (تل أبيض)، بعد الاجتياح التركي، وأبناء باقي المحافظات المهجّرين.
وأشار أصحاب عدة محلات عقارية للبيع والآجار في تل تمر، بأنّ الاجتياح التركي لسري كانييه وكري سبي منذ عامين، زاد الضغط و الطلب على تأمين المنازل للايجار مما أدّى الى أزمة سكنٍ و هذا ما أثر أيضاً في رفع أسعار تلك المساكن المؤجّرة.
ونوّه صاحب أحد المكاتب لبيع وتأجير المنازل ، إلى أنّ أسعار إيجار الشقة متوسطة المساحة لل١٥٠ ألف ليرة سورية بينما في أعوام ٢٠١٥ و٢٠١٦ كانت لا تتعدّى من ال ١٠ لل ٢٥ ألف ليرة سورية و المنزل العربي وصل إيجاره الى ١٠٠ ألف ليرة سورية.
وأضاف بأنّ انخفاض الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وفي مقدمتها الدولار الأمريكي له التأثير الأكبر على كثير من الجوانب ومنها العقارات، كما أعرب المصدر عن أسفه لأنّ الأسعار لاتخضع لأيٍ شكلٍ من أشكال الرقابة من قبل “سلطة الأمر الواقع”(إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي).
وبهذا الصدد، التقى مراسل يكيتي ميديا بعددٍ من المستأجرين:
– قال أحد المستأجرين وهو مدرّس《 معلم صف 》تابع لوزارة التربية السورية و مستأجر شقة ب ١٢٥ ألف ليرة سورية : “راتبي الشهري ٨٠ ألف ليرة سورية و لولا عملي الإضافي، لا أستطيع دفع إيجار المنزل وتأمين ما تبقّى من المسلتزمات، من أمبيرات وأنترنت ومصاريف الأطفال والمأكل والطبابة”.
أما الثاني و هو أحد نازحي مدينة سري كانييه فيقول: “أنا أعيش في بيت عربي يفتقر إلى الكثير من الخدمات و أدفع ١٠٠ ألف ليرة سورية ،و المبلغ كبير عليّ و لولا أولادي الذين يساعدوني من عملهم في إقليم كُردستان، لكانت أوضاعي في الهلاك”.
أشار مستأجرون آخرون، بأنّ أصحاب المنازل يستحكمونهم بفترة تواجدهم في المنزل، وأغلبها يتمّ بالتوافق على عقودٍ سياحية لاتتجاوز مدتها السنة، كي يزيد من إيجار المنزل، ويهدّده بالطرد إن لم يدفع الإيجار الجديد والذي يرتفع من عقدٍ لآخر، وهذا ما يضع المستأجر في مأزقٍ وبشكلٍ خاص نازحي مدينتي سري كانييه وكري سبي.
ويُذكر بأنّ ظاهرة الارتفاع التي وصفها الاهالي بالجنوني للإيجارات في بلدة تل تمر وباقي المناطق هي في تصاعدٍ مستمر وبحسب مزاجية صاحب المنزل ولا تخضع لعقود أو قوانين، وهذا ما يجعل المستأجر في خانة التهديد والطرد.