المعارضة السورية تحسم موقفها من مفاوضات جنيف الثلاثاء تحت وطأة الضغوط الأميركية
تحسم المعارضة السورية موقفها من المشاركة في محادثات جنيف في اجتماع تعقده الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2016، في الرياض تحت وطأة ضغوط أميركية كبيرة تتعرض لها، وفق ما أكد أحد أعضاء وفد التفاوض للوكالة الفرنسية الاثنين.
وقال فؤاد عليكو، ممثل المجلس الوطني الكردي في الائتلاف السوري المعارض وعضو الوفد المفاوض المنبثق عن الهيئة العليا للتفاوض، “تعقد الهيئة العليا للتفاوض اجتماعا غدا الثلاثاء في الرياض وسوف نتخذ القرار النهائي إما بالمشاركة في جنيف أو عدمها”.
موقف غير مطمئن
وأوضح عليكو أن اللقاء الأخير الذي جمع وزير الخارجية الأميركية جون كيري مع رياض حجاب، منسق الهيئة العليا للمفاوضات، وعدد من أعضاء الهيئة السبت في الرياض “لم يكن مريحا ولا إيجابيا”، مضيفا أن الوزير الأميركي قال لمحدثيه “ستخسرون أصدقاءكم، في حال لم تذهبوا إلى جنيف وأصريتم على الموقف الرافض”.
وأوضح أن “هذا الكلام ينسحب بالطبع على وقف الدعم السياسي والعسكري للمعارضة”.
إلا أن عليكو رفض وصف كلام كيري بـ”التهديدات”، مشيرا إلى أنها “ضغوط”.
وأضاف “حاول كيري بكل جهده تأكيد لزوم حضورنا على أن ندلي بكل ما نريده هناك، لكنه لم يطمئنا بأننا ذاهبون إلى مفاوضات بل إلى حوار ليس أكثر، في حين أننا نريد أن تتمحور المفاوضات حول الانتقال السياسي وليس أن تبقى في إطار جدل ميتافيزيقي”.
وتصر قوى المعارضة السورية على أن تستند المفاوضات إلى بيان جنيف-1 الصادر في يونيو/حزيران 2012 والذي ينص على تشكيل هيئة حكم انتقالي بصلاحيات تنفيذية كاملة. ويعني هذا البند وفق المعارضة تجريد الرئيس السوري بشار الأسد من صلاحياته، رافضة أي دور للأسد في المرحلة الانتقالية.
أجواء غير مريحة
وقال عليكو “الأجواء المتوفرة حاليا غير مريحة للمفاوضات والمشكلة الأساسية التي نواجهها الآن (…) هي هل نحن أمام انتقال سياسي وتشكيل هيئة حكم انتقالية بصلاحيات كاملة أم تشكيل حكومة وحدة وطنية؟”.
وأضاف “ما يتسرب من أحاديث مسؤولين يشير إلى أننا أمام حكومة وحدة وطنية وليس هيئة حكم انتقالي وفق جنيف1”.
وتدفع الأمم المتحدة وواشنطن وموسكو في اتجاه إتمام جولة التفاوض. وعلى الرغم من أن تصريحات المسؤولين الغربيين لا تزال تتحدث عن رفض أي دور للرئيس السوري في مستقبل سوريا، إلا أن التركيز بات على كيفية التخلص من تنظيم الدولة الإسلامية، وتراجع الكلام عن مصير الأسد.
من جهة أخرى، يستمر الخلاف حول تشكيلة الوفد المعارض إلى المفاوضات. إذ رفضت موسكو وجود من أسمتهم “إرهابيين” في إشارة إلى مسؤولين في فصائل مقاتلة، في الوفد، بينما يطالب معارضون بتوسيع التمثيل ليشمل أطيافا أخرى من المعارضة بينهم حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي وتيار “قمح” برئاسة هيثم مناع.
وقال عليكو حول هذا الموضوع “نحن مصرون على أن تكون الهيئة العليا هي من تشكل الوفد ولا نقبل إضافة أسماء جديدة”.
أ ف ب