آراء

المعارضة في ظل النزعة العثمانية

دوران ملكي

إن وصول حزب العدالة والتنمية إلى سدة الحكم في تركيا وقيامه بالتغيرات الهامة على الصعيدين الداخلي والخارجي من إرساء أسس الديمقراطية وتحقيق التطور الإقتصادي الكبير ومحاولة التصالح مع الأرمن ورفع القيود المفروضة على الثقافة الكردية إذ سمح بفتح المدارس الكردية والقنوات التلفزيونية والاهتمام بالمناطق الكردية وزيادة دخل الفرد بشكل عام من خلال التغيرات الجوهرية في البنية النقدية ونقل رؤوس الأموال من يد المواطنين إلى البنوك ومد جسور العلاقات مع إقليم كردستان والاعتراف به بفتح القنصلية التركية في أربيل ومحاولات وضع الحلول ولو بشكل مبدئي للوضع الكردي في تركيا بوركت بلقاءات مع زعيم حزب العمال الكردستاني في سجنه نتج عنها الأسس العريضه للمصالحة مما ولد فضاء من الراحة لدى الجميع.

وما أن اندلعت ثورات الربيع العربي وتنامت بشكل سريع لتشمل أغلب الدول العربية محدثاًزلزالاً في منطقة الشرق الأوسط إلى أن تبينت طبيعتها الإسلامية وخاصة في تونس ومصر وإلى حد ما في سوريا وليبيا مما زاد من أحلام اردوغان العثمانية وكأنها أتت على طبق من ذهب ليبدأ بالتخطيط لحلمه العثماني مسارعاً إلى قطع العلاقات مع دولة إسرائيل ومحاولة كسر الحصار عن غزه ونجدة ثاني الحرمين كأسلوب تقليدي وثابت لكل من حاول التسلطن والتوسع.

بدأ بالتدخل في شؤون الدول العربية من الصومال مروراً بالسودان ومصر وفلسطين وسوريا معتمدا ً على أحزاب الإسلام الراديكالي والتي تتباكى إلى الآن على الأمجاد السلطانية العثمانية وإحياء دولة الخلافة ثم بادر الى فك الإرتباط مع الغرب والتحررمن قيود ومقايس الإتحاد الأوروبي ومد جسور التعاون مع الحلف الروسي الأيراني متجاوزاً جميع الخلافات القديمة للاستفراد بالشرق الأوسط وتقسيم التركه بينهم.

وعلى الصعيد الداخلي تنصل عن جميع الاتفاقيات مع حزب العمال الكردستاني بعد تنفيذ البند الأول من الاتفاق من قبل الحزب وهو خروج المقاتلين خارج تركيا مما سهل له القيام بعمليات التمشيط والقضاء على القلة الباقية

إلی جانب فتح الحدود التركية السورية الطويلة وتركها دون رقابة تذكر خلافا للعادة مما سمح لأعداد كبيرةمن الإرهابيين للدخول إلى سوريا من جميع أنحاء العالم بهدف تعكير صفوة الشرق وازدياد أعداد عناصرالقاعدة والإرهابيين ليحدث هلعاً في الغرب.

كمااستطاع القضاء على الخصوم الداخليين ودولتهم الموازية تحت ذريعة الانقلاب المزعوم وزج أنصارهم في السجون والمعتقلات وبذلك استطاع أن يفتح الطريق أمام السلطنة لإجراء التعديلات الدستورية التي تخص نظام الحكم والتي تحولت الى النظام الرئاسي بمساعدة اليمين التركي مما كشف عن أنيابه الطورانية بعباءة إسلامية كما استطاعت الدولة العميقة ان تدخل في عمق استراتيجيات المعارضة وخاصة حزب العمال الكردستاني وتحريكها من الداخل وتوجيهها نحو تحقيق أهداف الدولة التركيه وهي ربط القضية الكردية في تركيا مع القضية الكرديةفي كلٍ من سوريا والعراق وإعطائها نسيجاً مشتركاً مما سمح له استخدامها كذريعة في حروبها التوسعيةتحت مسمى(ملاحقة الإرهاب).

وبعد أن انهارت الدولة الإسلامية في العراق والشام تحت ضربات قوات التحالف والمتحالفين معها في كل من سوريا والعراق تحولت فلولها إلى مجموعات صغيرة انتقلوا إلى صفوف المعارضة وقد قامت تركيا بزمزمتهم بإعطائهم الشرعية ونقلهم من مناطق إدلب إلى تركيا لتستخدمهم في حروبها التوسعية ابتداءاً من عفرين الكردية وقد تبين ذلك واضحاً من خلال دخول مدينة عفرين وأعمالهم ذات الصبغة الداعشية مع الشعب الكردي الأعزل من سلب ونهب واستهداف للمقدسات الكردية والتي تتنافى أساساً مع مبادئ المعارضة السورية حيث المجلس الوطني الكردي جزء من المعارضة السوريةوالتي بتعدد منصاتها وتوجهاتها تنتظر حلاً سياسياً بدعم من المجتمع الدولي الغير فعال بسبب الهيمنة الروسية على قرارات المنظمة الدولية وهذا ما سيؤدي الى انهيار للمعارضة بشقيها السياسي والعسكري وتفرد الفصائل العسكرية بإجراء اتفاقات فردية حسب منظورها مما يسبب في تشتتها وسهولة القضاء عليها وهو ما يشجع دول محور سوتشي إلى تحدي المجتمع الدولي ومخالفة القرارت الأممية

فتركيا الطورانية تساهم في التقسيم العميق بين مكونات الشعب السوري وتساهم في إنهاء صلاحية المعارضة كممثل للشعب السوري لتتحول إلى معارضة انبطاحية تنفذ مآرب المستعمر الجديد الذي رفع العلم التركي قي وسط مدينة عفرين بدلاً من علم الثورة السورية وأساساً يهاجم تحت ذريعة حماية وحدة الاراضي السورية ودعم الشعب السوري ووقف آلة القتل بحقه

أصبح جزءاً منها بأفعاله من قتل المدنيين وتدمير المستشفيات وتهجير الشعب والسماح بنهب ممتلكاته وقطع الماء والكهرباء كواحدة من الااخلاقيات المنافية للأعراف الإنسانية.

يا من تدعون الوطنية وتحاربون التقسيم أين انتم من كل هذا؟

ألا يعتبر هذا احتلالاً تركياً واضحاً؟

أين إدارتكم للمناطق المحررة وأين أخلاقياتكم الثورية؟ في ظل هذه الهمجية والبربرية على الشعب الأعزل في عفرين.

ألستم من سلمتم أراضي سورية لتركيا ليرفعوا عليها علمهم كما تخلى النظام عن لواء اسكندرون؟

ألا تقايض الطورانية التركية على اسمكم الغوطة مقابل عفرين وأنتم تهللون باسم الوطن والمواطن أم عمت عيونكم تحت مقولة الكرد خنجر في خاصرة الأمة؟

بئس ما أعمال فصائلكم المسلحة فما يجري في عفرين هو وصمة عار في جبين المعارضة السورية.

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى