المعاهد الخاصة في ديرك حاجة أم فائض كمالي؟
تتأثّر مدن وبلدات كُردستان سوريا منذ السنوات العشر الفائتة بوجود خللٍ كبير في مجال التعليم بكافة مراحله
بدءاً من التعليم الأساسي وانتهاءً بمرحلتي الثانويّة والجامعيّة كانعكاسٍ للأزمة السوريّة العامة واستلام حزب الاتحاد الديمقراطي PKK، إدارة المنطقة ومن ضمنها ملف التعليم والذي أخذ يتدهور بشكلٍ كبير أسوةً بكثيرٍ من الأمور الحياتيّة المصيريّة في المنطقة الكُرديّة.
ولأنّ التعليم عامل أساسٍ لبناء أي مجتمع كان، ولأنه يتجه إلى المجهول، أصبح واضحاً الأهميّة التي تدفع بالمواطن في البحث لإيجاد البديل واللجوء إليها لنقل أولاده، وذلك كأبسط حلٍّ يستند عليه لتفادي قوقعة الطفل في المنزل وانتشار الأميّة بين المواطنين.
في هذا السياق ولأهميّة هذا الملف قامت يكيتي ميديا باستطلاعٍ موسّع بين الأهالي وبعض المهتمّين في مجال التعليم الخاص والعاملين فيه، حيث كانت السيدة آرين (وهي مواطنة من ديرك) خير من أفادتنا بهذا الخصوص سيما أنّ لديها أربعة أولاد يتوجّهون إلى المعاهد الخاصة ليكون باستطاعتهم نيل فرصةٍ تعليميّة تواكب ما فاتهم في المدارس التابعة لوزارة التربية .
وقد وجّه مراسل يكيتي ميديا لها السؤال التالي:
من الملاحظ أنّ جميع أولادك وبكافة الأعمار يرتادون دور التعليم الخاص، رغم ارتفاع التكلفة الشهريّة لهذه المعاهد، ما هي الأسباب يا ترى؟
أجابت آرين: “كنت ملزمة ومجبرة للتوجه إلى أحد المعاهد الخاصة هنا ، رغم ارتفاع تكاليف المعيشة؛ لأننا إن لم نفعل ذلك سيبقى أولادنا في الدار غير قادرين على كتابة ونطق أي حرف بالشكل السليم وكذلك تعلم اللغة العربيّة/الإنكليزيّة وفهمهما، وذلك لسببٍ بسيط جداً وهو إنّ المدارس التابعة لإدارة PYD، لا تدرّس إلّا باللغة الكُرديّة وهذا لن يكون عاملاً مساعداً لأولادي في المستقبل”.
كما أضافت “نعم صحيح أن الأقساط الشهريّة غاليّة إلّا أنّه وبالتأكيد ما باليد حيلة، لدي فئات عمريّة مختلفة يجب أن تأخذ القسط الكافي للتعليم”، متابعة “حتى أسلوب التعليم في المدارس التابعة لـ PYD، مختلف اختلافاً كاملاً عن نماذج التعليم الأساسي”.
وتابعت “لذا كان علينا العمل من أجل التحاق أولادنا بالتعلم ضمن المعاهد الخاصة”.
من جانبه ذكر أحد العاملين في مجال التعليم الخاص ، فضّل عدم ذكر اسمه “إنّ الإقبال على المعاهد ممتاز وخاصةً في الصيف، وإنّ المراحل التعليميّة تختلف بحسب الفئة العمريّة”.
كما أفاد بأنّهم يتّبعون الأسلوب العالمي المعتمد عليه في إيصال الفكرة للطالب ببناء أرضيّة لغويّة صحيحة للطفل ،من نطق الحرف ،وتعلم أشكالها للوصول لمرحلة المحادثة وبطلاقة”.
الآنسة (ح.م) مدرّسة في أحد معاهد التعليم الخاص بديريك قالت لموقعنا: “نستقبل الفئات العمريّة الصغيرة من سن الروضة إلى الصف السادس، ونهتمّ ببناء لبنة لغويّة قويّة للطفل نعتمد خلالها على التمويه بالحركات لحين وصول الفكرة لذهنيّة الطفل ، ومن ثم ننتقل لمرحلة تدريبه على نطق الحرف بلكنته الواضحة وتكون مراحل تركيب الحرف آخرها ليكون أمام الطالب حينها التوجه للمحادثة الصريحة وهي مرحلة ختاميّة للطالب الذي يرغب فقط في تعلم اللغة الإنكليزيّة والعربيّة”.
كما أشارت إلى “أنّه هناك فئات عمريّة تستمرّ في سياق التعلم الخاص للمراحل الدراسيّة الأخيرة أيضاً في معاهد أخرى في مدينة ديرك”.
يذكر أنّه يوجد في مدينة ديرك حوالي عشرة معاهد تقوم باستقبال الفئات العمريّة المختلفة من سن الحضانة إلى المراحل المختلفة للتعليم.
إنّ ظاهرة انتشار المعاهد الخاصة في مدن وبلدات كُردستان سوريا تعمّمت وبشكل كبير بعد استحواذ حزب الاتحاد الديمقراطي على ملف التعليم الذي بات حلماً صعباً لكثيرٍ من الطلاب الذين يسعون للتعلم نظراً للقرارات التي تتخذها وزارة التعليم التابعة لـ PYD، منذ عشر سنوات على أقل تقدير.