النظام السوري يعزز انتشاره على الحدود مع الأردن وأزمة اجلاء المعارضين تراوح مكانها
في حين عزز النظام السوري انتشاره على المناطق الحدودية مع الأردن في محافظة درعا باستثناء جيب يسيطر عليه تنظيم «داعش» الإرهابي، ما زال عالقاً ملف نقل المسلحين الرافضين للاتفاق مع الروس إلى محافظة إدلب (شمال سورية). وفي انتظار إشارة من موسكو تحدد مصير بقية مناطق الريف الغربي في درعا وريف القنيطرة، ألقت مروحيات تابعة للنظام منشورات في مدينة الحارة المشرفة على تل الحارة الاستراتيجي شمال غربي درعا تحض على «المصالحة»، ووردت معلومات عن تشكيل وفد يمثل ريف درعا الشمالي الغربي للتفاوض مع الروس حول مصير المنطقة.
ووسعت قوات النظام والميليشيات المساندة لها سيطرتها في أطراف مدينة درعا، وبعد يومين من استلامه كتيبة الدفاع الجوي جنوب غربي المدينة إثر انسحاب المقاتلين منها، ودخوله بلدة أم الميادن في الريف الشرقي، ذكرت وكالة «سانا» للأنباء ومواقع مؤيدة أن النظام سيطر على منطقة غرز والصوامع جنوب شرقي مدينة درعا، إضافة إلى الجمرك القديم وكتيبة الهجانة جنوب غربي المدينة. وبذلك يسيطر النظام للمرة الأولى منذ قرابة خمس سنوات على كل الشريط الحدودي مع الأردن من بلدة طيسيا في الريف الجنوبي الشرقي لدرعا، إلى بلدة زيزون في الريف الجنوبي الغربي. وفي حين وصلت مساحة الأراضي التي يسيطر عليها النظام إلى أكثر من 75 في المئة من درعا، تحتفظ المعارضة بنحو 18 في المئة في الريف الشمالي الغربي للمحافظة في مناطق متداخلة مع ريف القنيطرة، في حين يسيطر «جيش خالد بن الوليد» المبايع لتنظيم «داعش» على نحو 7 في المئة تضم نحو 16 قرية وبلدة على المثلث الحدودي مع الأردن والجولان السوري المحتل.
وألقت أمس مروحيات النظام منشورات على بلدة الحارة بريف درعا الشمالي الغربي، حضت السكان على نبذ المسلحين، وأن «لا مكان للمسلحين في محافظاتنا»، وتدعو إلى المساهمة «معاً لإعادة البسمة إلى أطفالكم»، وعلى رغم السرعة الكبيرة نسبياً في السيطرة على الريف الشرقي، يتردد الروس والنظام في التقدم في الريف الغربي لدرعا وريف القنيطرة نظراً لحساسية المنطقة بالنسبة لإسرائيل التي تحتل جزءاً من هضبة الجولان السورية منذ 1967.
وذكرت وسائل إعلام النظام أن «داعش» استهدف نقاطاً عسكرية لقواته في بلدة زيزون بعدد من الصواريخ، وتحدث عن إصابات من دون تحديد حجمها ونوعها، وأوضحت مواقع معارضة أن صاروخاً استهدف دبابة لقوات النظام في السرية القريبة من زيزون، ما أدى إلى مقتل عدد من جنود النظام.
هذا، ومنع «داعش» المدنيين من مغادرة المناطق التي يسيطر عليها والمقدرة بنحو 250 كيلومتراً مربعاً، ومع زيادة المخاوف من إمكان حصول معركة مع النظام نزح أكثر من 10 آلاف من النساء والأطفال والمدنيين من المنطقة التي يعمل أهلها بالزراعة وتربية الحيوانات وتعد من أخصب مناطق محافظة درعا.
وذكرت مواقع معارضة أن وفداً شعبياً من أهالي وسكان ريف درعا الشمالي والغربي شُكل لمفاوضة قوات النظام وروسيا، بهدف تجنيب المنطقة القصف والتهجير، وأوضحت أن الوفد يمثل مدن وبلدات الحارة، ونوى، وجاسم، وانخل، ومنطقة الجيدور، ولفتت المواقع إلى أن وفداً من مدينة إنحل القريبة بدأ فعلياً التفاوض مع الروس في مدينة بصرى الشام، لكن مصادر أخرى رجحت في اتصال مع «الحياة» أن يجري التفاوض في مدينة الصنمين التي يتقاسم النظام والمعارضة السيطرة عليها. وأكد مصدر لـ «الحياة» أن «المفاوضين يرفضون التهجير ويسعون إلى الوصول إلى حلول بديلة مثل الإدارة المشتركة للمنطقة مع شرطة مدنية وعدم دخول جيش النظام وميليشياته إلى القرى والمدن».
من جهتها أفادت وكالة «سانا» بـ «بدء عودة العائلات إلى منازلها في بلدة علما بريف درعا الشمالي الشرقي بعد انتهاء وحدات الجيش من تطهيرها من مخلفات الإرهابيين وبسط الأمان فيها». وأشارت إلى أنه «بالتزامن مع عودة الأهالي إلى بلداتهم وقراهم المحررة في الجنوب أرسلت الحكومة السورية قافلة مساعدات إلى الأهالي في بلدات داعل وتل شهاب وزيزون وبصرى الشام». وقال «المرصد السوري لحقوق الإنسان» إنه تم رصد عودة أعداد كبيرة من النازحين ممن كانوا على الحدود السورية- الأردنية إلى بلداتهم وقراهم، حيث بلغ تعداد العائدين أكثر من 200 ألف مدني.
الحياة