الى أين تلك المظاهرات؟
د. محمد جمعان
الشعب الكُردي يتعرّض في كلّ مكانٍ إلى الظلم و الإهانة و اغتصاب حقوقه من جميع مَن حوله.
بعد أن احتُلّت كركوك بدأت مشاريع التعريب من جديدٍ داخل المدينة و خارجها ، تذكّرنا بأيام الطاغية صدام حسين.
شنگال و بعد تحريرها من داعش لا يستطيع المهجّرين العودة إليها ، نظراً لاحتلالها من قبل ٧ مجموعات خارجة عن القانون، حيث تمنع رجوع الأهالي و كذلك عودة البيشمرگة لحماية مناطقهم، فاضطرت قيادة الإقليم لعقد اتفاقٍ مع الجيش العراقي لكي يحافظ على أمن شنگال. و ذلك لكي لا يحدث أيّ صدامٍ بين الكُرد.
بعد احتلال عفرين ، تنهب الآن و تدمّر معالمها و شعبها يعيش في حالةٍ مزرية في المخيمات…
و نفس المأساة يعيشها أهلنا في گرى سپي و سرى كانييه .
الحكومة العراقية تقطع قوت الشعب الكُردي و معاشاته .
كلّ هذا يحدث أمام الجميع و بدلا من أن يجتمع الكُرد و يتوحّدوا ضدّ تلك المظالم و الجرائم و لكن انظروا ماذا تعمل بعض الجهات “الكُردية ” :
– مظاهرات نسائية محرّضة ضدّ قيادة إقليم كُردستان من قبل الادارة الذاتية في كُردستان سوريا ، و لا تكفي أنها تجمع الناس في وقت الكورونا القاتلة و لكنهم يحملون تلك النسوة صور أوجلان ، لا مبالين بما جلبت هذه الأفعال للمناطق الكُردية السورية و التدخل التركي.
مظاهرات للمعلمين الغير راضين في السليمانية ضدّ حكومة اقليم كُردستان ، و كأنّ هذه الحكومة هي التي لا ترسل المعاشات ، حيث من حق الكُرد حوالي ٢٥٪ من الميزانية العراقية حسب عدد السكان فخفضها إلى ١٦٪ و بعدها إلى ١٤٪ و بعدها قطعوها بالكامل. هؤلاء المتظاهرون في السليمانية
يتجاهلون الخطط و النوايا الخبيثة للجهات المعادية للكُرد في بغداد.
و هنا و في هذه الأيام الصعبة التي يمرّ بها الشعب الكُردي في كلّ مكانٍ بنفس الأسئلة التالية :
– مَن الذين يقفون وراء تلك المظاهرات في السليمانية و كوباني و قامشلو ؟ و لماذا ؟ من أية طينة هؤلاء ؟
– هل هذا هو الوقت المناسب لتلك المظاهرات ؟
– أليس من الواجب ان يشعر كلّ فرد كُردي بالمسؤولية التاريخية حيال الوضع الحالي؟
– أليس من الأنسب و الأفضل أن نجمع قوانا و نقف ضدّ الذين يقتلون شعبنا يومياً و ينهبون أهلنا ؟
ماذا يريدون من هذا الصخب الآن؟
– المصيبة في أنهم يقولون إنهم مع وحدة الصف الكُردي !؟
مهما تعالت أصوات تلك المظاهرات و ما خلفهم فإنّ الكُرد و عدالة قضيته هي الأقوى .