آراء

الپارتي والانتخابات.. عندما يكون المبدأ أغلى من المكاسب السياسية!

كمال كركوكي

لقد اثبت الحزب الديمقراطي الكوردستاني (الپارتي) انه الحزب الوحيد الذي يتبنى مبدأ الدولة وتقرير المصير لكوردستان. جميع الأحزاب الكوردستانية الاخرى اتجهت الى طرق شتى ومختلفة في سبيل البقاء في السلطة، لكن المنظومة الوحيدة التي لم تأبه لحسابات السلطة ولا البقاء فيها ولم تأبه لضغوط دولية واقليمية كبرى كان الپارتي عندما قرر الرئيس مسعود بارزاني بنصرة قیادة الحزب وجماهيره ان يمضي بمشروع الاستفتاء وممارسة حق تقرير المصير لشعب كوردستان. وهكذا فالپارتي سار في الطريق الى اخر رمق. وأثبت الحزب انه الوحيد الذي يقرا ويعبر عّن امال وطموحات الشعب الكوردي بشكل حقيقي ولا يتوانى عن محاولة الوصول الى طموح الشعب الكوردي حتى ولو كلفه ذلك سياسياً.

ولأن شعبنا عانى من الويلات الكثير ولاتزال دماء شهداء الپیشمركة الزكية تروي هذه الارض المقدسة، نستغرب كثير من تكالب الأحزاب الأخرى على تشخيص مبدأ تقرير المصير والاستفتاء كخطأ، ويحاسبوننا عليه؟! منذ متى وكانت الكوردايتي خطأ؟ ومنذ متى أصبح النضال الذي ضحى شعبنا بالكثير من اجله جريمة؟ أصبحت بعض الأحزاب تتحدث كانها ابواق لنظام صدام البائد او حكومة بغداد!

وأين المصلحة في ذلك؟؟ فلو ضيقنا اطار المصالح الى مسالة دفع الرواتب فقط، فما هي الأموال التي سيجنيها شعبنا من تخليه عن هويته وقيمه وقوميته؟ الحزب الديمقراطي الكوردستاني لم يتخل عن أي مبدأ من تلك المبادئ وبالرغم من ذلك استطاع وعن طريق الحوار البناء والمؤمن بقضية شعبه وعن طريق حنكة رئيسە ونائبە أن يوفر رواتب الموظفين وتدفع بغداد جزءا كبيرا منها. اعز شيء للإنسان ان يحصل على قوت يومه بكرامته وبدون تخليه عن مبادئه، وهذا بالضبط الذي استطاع الپارتي إنجازه لشعبنا وقضيتنا.

والمبدأ الثاني الذي يجب ان يؤطر نظرتنا لدور الحزب وتصويتنا المرتقب ان الاستفتاء قد نجح وبشكل باهر. ومخطأ تماما من يقول بان الاستفتاء فشل. التبعات التي تلت الاستفتاء هي تبعات لان الاستفتاء نجح ونجح نجاحاً منقطع النظير. وأثبت ان الشعب الكوردي لم يأبه بصراعات الأحزاب وحقق نسبة مشاركة وصلت الى (3.305.925) والاصوات الصحیحة (3.058.935) ونسبة المصوتین بنعم حققت (92.73%) مقابل (7.27) ب لا.

اما الفكرة الأخرى والتي يجب أن لا تحيد عن تفكيرنا في تحليلنا لمسيرتنا خلال الفترة الماضية هي ان عمق القرار الكوردي هو في الپارتي وجميع مراكز القرار الدولية وحكومة بغداد تتعامل كلها مع الپارتي.

يا شعبنا الكوردي الابي.. الذي يسير نحو الانتخابات يوم السبت… وقد حقق حلما عاشت أجيال واجيال تحلم وتبذل الكثير في سبيل تحقيقه .. وانتم تمضون ونصب أعينكم انكم قلتم كلمتكم للعالم يوم الاستفتاء … يجب ان نعي جميعا ان المرحلة القادمة مرحلة جد خطيرة وتشكل انعطافة في المسار السياسي داخل العراق لان العراق اما انه سيتجه الى دكتاتورية سياسية او شبه دكتاتورية وأما يستطيع ان يبقى اتحادي تعددي. ولهذا يجب الاستفادة من كل صوت وكل قدرة للفوز بمجموع مقاعد كبيرة وارسال فریق قوي للعمل الجاد من اجل تحقيق حقوق شعبنا العادلة. وهنا يجب ان تقوم كوادر الپارتي بدورها بشكل رصين وجماهيره والشعب الكوردستاني بكافة اطيافه السياسية لكي نستطيع تحقيق النتائج التي ستبني.

كما ويجب ان نمضي الى يوم الاقتراع ولدينا فهماً دقيقاً لما حدث الأزمة الاقتصادية، فقد اثبتت حيثيات الازمة قدرة الادارة لقادة الپارتي في المضي بالشعب الى مرحلة جديدة. وكما في كل تاريخ نضال الپارتي، لقد اعتمد الحزب على الشعب وتحمله وتضحياته لكي يعبر آلى بر الأمان. وهكذا استطعنا بعد سنوات وسنوات ان نحافظ على مكاسبنا وإضافة الى ذلك استطعنا ان نجعل بغداد ترسل بعضا من مستحقاتنا لديها.

الاقتصاد في كوردستان بخير بالرغم من اننا لابد لنا من ان نشخص بأنه قد مر بأزمة عنيفة. وهو بخير لأنه اثبت انه قادر على الوقوف بذاته في تأمين قدر معين من احتياجات كوردستان وتجربة السنوات السابقة ولدت فهمًا وتجربة وتراكم خبرة ودروسا للحكومة والپارتي والشعب في كيفية ادارة الازمات الاقتصادية.

كل نظام سياسي يتعرض لازمة ومن ثم يعبر الأزمة بسلام فهذا دليل قوة ودليل تراكم قوى وبنى تحتية اقوى لمواجهة مخاطر اكبر.

يا شعبنا الكريم…

ان الجغرافية وحقائق الديموغرافية السكانية والتاريخ متناقضتان تماما وتمثل وضعاً هجيناً وغير طبيعي في كركوك والمناطق المتنازع عليها. لقد استولى صدام على كافة مقاليد السلطة في تلك المناطق بالحديد والدم. وبالرغم من ذلك كله لم يستتب الامن له في اي من تلك المناطق. وكذلك الآن الپيشمركة وبكامل خبراتها المتكاملة تستطيع ان تقلب الموازين بسرعة لكن الپارتي يود تجنيب شعبنا الكوردي والمدنيين في هذه المناطق اراقة الدماء والصراع. وسنلتزم بالحوار مادام صادقا وبناء ويمضي الى نتائج عملية، لنمضي الى الانتخابات ونحن موحدون كشعب كوردستاني واحد يطمح ان تكون له مكانة بين شعوب الأرض تليق بتاريخه وعمق تضحياته.

الحزب الديمقراطي الكوردستانبي (الپارتي) موحد الرؤية والقرار ومتوحد ايضا مع شعب كوردستان. والاستفتاء والازمة الاقتصادية رسختا ثقة وايمان اكبر بمبدئية مواقف الپارتي وقوتها. والمعركة القادمة هي في بغداد ونحتاج فريق قوي وواعي ومؤهل لإدارة حقوقنا هناك وفق مبادئ وقرارات الامم المتحدة والقانون الدولي وحقوق الانسان والتجربة الدیمقراطیة للعالم المتحضر. اذن فلنمضي معا لتحقيق نصرا اخر في معترك بغداد!

K24

جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر بالضرورة عــن رأي Yekiti Media

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى