انحسار الأمطار يهدّد الزراعة في عامودا

Yekiti Media

تشهد منطقة عامودا وأغلب مناطق كُردستان سوريا أزمةً زراعية متفاقمة؛ نتيجة انخفاض معدلات هطول الأمطار خلال الموسم الحالي، هذا الانخفاض الحاد أثّر سلباً على القطاع الزراعي الذي يعدّ المصدر الرئيسي للدخل في المنطقة،  وبات المزارعون يواجهون تحديات كبيرة في ريّ الأراضي وتأمين مستلزمات الإنتاج.

وشهد بداية الأسبوع الحالي هطولات مطرية جيدة بلغت في مدينة عامودا بحدود 15 ملم، و في جنوبها بمنطقة قرية جاغر بازار 20 ملم، وفي محيط قرية تل خنزير بالقرب من المفرق الدولي م4 30 ملم، وتساعد هذه الهطولات على نمو المحاصيل الذراعية.

وإلى جانب مشكلة انحسار الأمطار يعاني المزارعون من تأخر توزيع المازوت الضروري لتشغيل مضخات الري، وفي تصريحٍ خاص قال المزارع إبراهيم لموقعنا: لم يتمّ توزيع المازوت حتى الآن نحن الآن نسجّل أسماءنا على قوائم بانتظار توزيعه قريباً
وأشار إلى أنّ سعر المازوت المخصص للمزارعين في السنة الماضية كان 1150 ليرة سورية للتر الواحد، لكن حتى الآن لم يتمّ الإعلان عن السعر الجديد لهذا الموسم، مما يترك المزارعين في حالةٍ من القلق وعدم اليقين بشأن تكاليف الإنتاج.

وأضاف:  أنّ مشكلة انحسار الأمطار بدأت تؤثّر على المحاصيل منذ وقت مبكر من الموسم وقال: “بعض الأراضي قمنا بزراعة البذار فيها لكن بسبب تأخر الأمطار فسدت البذور في التربة مما يعني خسائر كبيرة للمزارعين الذين كانوا يأملون بموسمٍ جيد.

ومع تفاقم أزمة المازوت لجأ عدد من المزارعين إلى تركيب منظومات الطاقة الشمسية لتشغيل مضخات المياه لكن هذه المنظومات لا تخلو من التحديات المادية، ووفقاً للمزارع محمود فإنّ تكلفة تركيب نظام الطاقة الشمسية تعتمد على نوع البئر، فالبئر البحري يحتاج إلى منظومة طاقة شمسية مكلفة للغاية، بينما تكلفة النظام في حالة البئر السطحي تصل إلى حوالي ثلاثة آلاف دولار أمريكي، وتبقى التكلفة مرتبطة أيضاً بقوة الغطاس المستخدم، فكلما كانت قوة الغطاس أكبر كلما كان عدد الألواح أكثر.”

وزاد: ورغم التكلفة الأولية العالية، يعتبر محمود أنّ الطاقة الشمسية حل مستدام لتجنب الاعتماد على الوقود .لكنه أشار إلى أنّ هذا الخيار ليس متاحاً لجميع المزارعين بسبب ارتفاع تكاليف التركيب.

وقال: تُظهر هذه الظروف المعقدة أنّ الزراعة في عامودا باتت محاصرة بين مشكلتي انحسار الأمطار وغياب الدعم، واعتماد بعض المزارعين على بدائل مثل الطاقة الشمسية، إلا أنّ ارتفاع تكاليفها جعلها خياراً محدوداً لا يمكن تعميمه.

ويبقى المزارعون في انتظار توزيع المازوت الذي يُتوقّع أن يخفّف جزءاً من معاناتهم، لكن التحديات الأكبر تتطلّب حلولاً طويلة الأمد لدعم الزراعة وضمان استمراريتها كمصدر رئيسي للدخل والأمن الغذائي في المنطقة.