بارزاني: حلم استقلال كُـردستان “لـن يموت”
أكــد مستشار مجلس أمن إقليم كُـردستان مسرور بارزاني إن حلم استقلال الكُـرد لن يموت على الرغم مما تعرضوا له من رد فعل بمجرد اظهار رغبتهم في الاستقلال.
وقال بارزاني في مقابلة مع موقع المونيتور الامريكي “اعتقد أن هذا الحلم لن يموت”، وأشار الى أن الاستفتاء اقلق المتحفظين بثلاث قضايا ابرزها تأثيره على محاربة الارهاب.
ويجري المسؤول الكُـردي مباحثات في العاصمة واشنطن والتي وصلها يوم الجمعة الماضية وبدأها مــع مستشار الأمن القومي الأمريكي في البيت الأبيض هيربيرت ماكماستر.
وقال بارزاني في معرض رده على سؤال حول ما اذا كانت العقوبات العراقية على كُـردستان قد انهت تطلعات الكُـرد في اعلان دولة : “على العالم والحكومة العراقية أن تكون على بينة من رغبات الشعب الكُـردي، وبماذا يفكرون وما الاسباب التي دفعتهم الى الاستفتاء”.
وتابع “كنا متخوفين حول مستقبل شعبنا. أردنا التأكد بأنه لن تكون هناك مواجهات، وأننا سنبني علاقات سلمية ومتوازنة مع بغداد في أي شكل يمكن أن نتفق عليه ويستند إلى المصالح المتبادلة”.
وأضاف “ولسوء الحظ، أعتقد أن نوايا شعبنا قد اسيء تفسيرها عمدا (من جانب بغداد) لأن التعبير عن الرغبة لا يعني أنه ينبغي بالضرورة أن يؤدي إلى المواجهة… وهذا هو الحال عندما تسوء الأمور.. ونحن لسنا مسؤولين حقا عن العواقب”، مشيراً إلى أن التعبير عن الرغبة في اختيار طريقة العيش “ليست جريمة”، وقال “هذا ما قام به شعبنا… كان من الضروري معرفة ما يريده الشعب الكُـردي”.
وأكد بارزاني أن الحكومة العراقية أثناء المفاوضات كانت ترى أن حكومة إقليم كُـردستان لا تمثل بالضرورة رأي جميع الكُرد، … “الآن اصبحنا نعرف ما يريدون.. اكثر من 92 بالمئة صوتوا بنعم لصالح الاستقلال”.
ولفت إلى أن تعبير أمة عن رغبتها في الحياة أهم من أي شيء آخر، مضيفا “وعندما لا يقبل العالم هذا ويتصرف بالطريقة التي اتبعها، فإن هذا ينسف جميع القيم والمبادئ وميثاق الأمم المتحدة الذي يمنح كل دولة حق تقرير المصير.. كان الاستفتاء ممارسة ديمقراطية متحضرة” و “أعتقد أن الشعب الكُردي يجب أن لا يكون مسؤولاً أو يعاقب بمجرد أنهم عبروا عما يرغبون”.
وقال بارزاني إن المتحفظين على الاستفتاء، ومنهم العراقيون وواشنطن والغرب بالإضافة الى تركيا وإيران، لم يعترضوا على مبدأ تقرير المصير بل كانوا يتحدثون عن التوقيت، مضيفاً: “لم نكن نعتقد أن الأسباب التي طرحت علينا تبرر تأجيل الاستفتاء. إنني أتحدث أساسا عن الولايات المتحدة والعراقيين وبعض الدول الأوروبية. وكانت شواغلهم تتعلق أساساً بثلاثة امور”.
وشرح بارزاني هذه الامور قائلا إن احدها يتعلق بالحرب على داعش أما الامر الثاني فيتصل بصعوبة حصول رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي على ولاية ثانية، بينما الامر الثالث يرتبط بالمناطق المتنازع عليها والمخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية.
وبين أن الكُـرد كانوا لديهم اجابات على هذه الامور، وهي ان الاستفتاء لن يؤثر على مواصلة الحرب على الارهاب المتمثل بتنظيم داعش.
وبشأن الامر الثاني قال بارزاني “نعتقد أن نفوذنا للمساعدة في إعادة انتخاب أي شخص محدود جدا لأن نظام الانتخابات في العراق مصمم لضمان أن الشيعة هم الأغلبية.. نحن نعلم أن رئيس الوزراء القادم سيأتي بالتأكيد من كتلة شيعية.. وأصوات السنة والكورد مجتمعة لن تجدي نفعا”.
وعن الأمر الثالث أجاب بارزاني “البيشمركة كانت في تلك المناطق (المتنازع عليها) لسبب ما.. لأن القوات العراقية فشلت في الدفاع عنها وتركتها في اعقاب هجوم داعش (منتصف عام 2014). لم نقل ابداً أن الاستفتاء سيرسم حدوداً بين كُـردستان أو بقية العراق، “كنا واضحين جدا أننا كنا نستفيد من حقنا المنصوص عليه في المادة 140 من الدستور” التي تعالج الوضع في المناطق المتنازع عليها.
وحينما سئل عن الاستفتاء في كركوك قال بارزاني إن هناك رأين حول ذلك اولهما كان يميل الى اجراء الاستفتاء داخل الحدود الحالية للإقليم بينما ذهب الرأي الآخر الى عدم وجود أي مبرر لإبعاد المدينة عن الاقتراع في الوقت الذي يمكن للكُـردي العراقي المقيم في المهجر المشاركة.
ولدى سؤاله عن سبب اعتراض واشنطن على الاستفتاء قال بارزاني إنه لا يعلم بذلك.
المونيتور/ك24