بالرغم من ارتفاع أسعاره… طلب كبير على “الجبن” في الأسواق المحلية
صناعة الجبن .. وسيلة لسد احتياجات الأُسرة ومصدر رزق
Yekiti Media
تُعتبر صناعة الجبن من الصناعات القديمة التي يمارسها الكثيرون من أهالي المنطقة في مدن وبلدات كُردستان سوريا، وخاصةً في الأرياف، وذلك لتأمين مؤونتهم المنزلية لكلّ سنة في فصل الشتاء، ويقوم البعض بصناعة الجبن وبيعه كمصدر رزقٍ وتوفير دخلٍ مادي لهم لتأمين احتياجات أسرهم .
عبد المخلف رجل أربعيني من ريف تربه سبي تحدّث لموقع يكيتي ميديابقوله: ” أقوم وبمساعدة زوجتي بصناعة الجبن في منزلي منذ سنوات ثم بيعه في السوق أو لعوائل ،بحسب الطلبيات التي تأتيني من الأهالي، كما وأخصّص كمية لأسرتي كمؤونةٍ سنوية لتوفير المصاريف في الشتاء بسبب توقف عملي بعض الأحيان، يبدأ موسم الجبن بداية شهر آذار وحتى نهاية نيسان ، وذلك لوفرة المرعى خلال الربيع وزيادة كمية حليب المواشي، أستقبل طلبيات الأهالي على الجبن بداية الموسم وفي حال عدم وجود طلبيات أقوم بأخذ الجبن للسوق وبيعه”.
وأضاف : “كما أقوم بصناعة السمن العربي، الذي يكون موسمه في شهر حزيران لأنّ علف المواشي يكون جافاً ويكون الإنتاج أكثر جودةً من فصل الربيع الذي يكون موسم الجبن، ويكون غذاء المواشي مختلطاً ما بين الأعلاف والحشائش والخبز والنخالة”.
وأشار إلى الصعوبات التي تواجهه منوّهاً: “بسبب قلة الأمطار والجفاف خلال السنتين السابقتين والذي أدّى لعدم وجود مراعي للمواشي من الأعشاب والحشائش، اضطرّرت لاستئجار الأراضي المزروعة بالقمح والشعير بعد تضمينها من قبل الفلاحين والمزارعين والتي تضرّرت بسبب مواسم الجفاف وكثرة الآفات بالمحصول الزراعي، وقمت بشراء المحصول المتضرر بمبلغ 100 الف ليرة سورية للهكتار الواحد أي ما يعادل 10 دونمات، وأيضاً بسبب ارتفاع أسعار علف المواشي واجهتني الكثير من التحديات، مما زاد على كاهلنا الكثير من المصاريف الزائدة ، وبالتالي أدّى للارتفاع في أسعار بيع الجبن”.
وتابع :”أما عن أسعار الجبن والإقبال على شرائه من قبل المواطنين، فيختلف السعر بحسب جودة ونوعية الجبن والذي يتراوح ما بين ال 12 – 10 آلاف ليرة سورية للكيلو الواحد، والطلب عليه جيد بالرغم من ارتفاع سعره، نضطرّ لرفع سعر الجبن ليتناسب مع المصاريف التي نفقناها على المواشي من تأمين العلف والمرعى والدواء للمواشي وعدم التعرض للخسارة وتعويض التكاليف للحصول على دخلٍ مادي لإعالة أسرتي”.
من جانبه قال عبدالكريم يوسف لموقع يكيتي ميديا: “الجبن وجبة أساسية لكلّ الأسر، ولا تخلو أي مائدة منها، ولكن وبسبب ارتفاع سعره هذه السنة لم يتسنَّ لجميع الأسر شرائه وتأمين مؤونتهم بحسب احتياجاتهم كما في الأعوام السابقة، بالنسبة لي وبالرغم من ارتفاع السعر لكن قمت بتأمين الكمية التي تسدّ حاجة أسرتي وقمت بتأمين 50 كيلو، وفضلت شراء الجبن بسعر باهظ وعدم الاعتماد على شراء المعلبات والجبن الجاهز من البقاليات والذي يكون أوفر بكثير، قبل بداية الربيع أتواصل مع صاحب الجبن الذي أتعامل معه منذ سنوات لأنّ صناعته للجبن ذا جودة جيدة وأوصيه على الكمية المطلوبة كي لا أضطرّ لشراء الجبن من السوق ومن أناس لا أعرفهم”.
كما أشارت السيدة (ث.ع) والتي فضّلت عدم ذكر اسمها: “في السنوات الماضية كنت أشتري الجبن بكميات كبيرة لأسرتي، ولكن بسبب الارتفاع الكبير في سعره لم أشترِ سوى 10 كيلو فقط،لأنّ وضعنا المادي لا يسمح بتأمين كمية كبيرة من الجبن كما السابق ، فزوجي موظف حكومي وراتبه لا يتجاوز ال 170 ألفاً، بالرغم من قيامه بعمل أضافي فكيف لنا تأمين الجبن بكميات كبيرة ولا نملك المال الكثير؟وعبّرت عن حزنها لعدم تأمين حاجة أسرتها وصغارها كما في السنوات الماضية”.
يُعتبر الجبن من المنتجات الأساسية وله قيمة غذائية عالية ، فهو مصدر للبروتينات والدهون والأملاح والكالسيوم والحديد، وتعتبر صناعته من المشاريع المربحة سواءً كان إنتاجه في المنزل أو في المعامل.
يعاني أهالي المنطقة من ظروف اقتصادية صعبة بسبب تدهور قيمة الليرة السورية، وتدني أجور العمال، وبسبب السياسات الاقتصادية لحزب الاتحاد الديمقراطي في الاحتكار، والتي اشترطت على مربّي المواشي بيعهم العلف مقابل الحليب، في المقابل وبحسب منظمات دولية تحتاج العائلات السورية إلى نحو مليون ومائتي ألف شهرياً لتأمين أهم الحاجيات المنزلية في حين لا تتعدّى رواتب ذوي الدخل المحدود أكثر من 350 ألف ل.س