بالرغم من الصعوبات.. زراعة السمسم تنتشر في شرقي قامشلو
Yekiti Media
انتشرت خلال السنتين المنصرمتين زراعة السمسم في مناطق كُردستان سوريا بكثرة، وذلك بهدف تعويض الخسائر التي لحقت بالموسم الزراعي والذي نتج بسبب الجفاف الذي ضرب المنطقة لقلة وشحّ الهطولات المطرية.
ويعتبر السمسم من المحاصيل الزيتية الهامة والتي تزرع للحصول على بذوره التي تستخدم في إنتاج بعض المواد الغذائية، حيث أنّ بذوره غنية بالزيت والبروتين والكالسيوم والفوسفور.
بالصدد تحدّث الرجل الأربعيني (ر.ع) لموقع يكيتي ميديا: أقوم بزراعة السمسم والذرة منذ سنتين بعد سنوات الجفاف التي شهدتها المنطقة وشحّ الأمطار والأضرار التي لحقت بالمحاصيل الزراعية التقليدية كالقمح والشعير، للاستفادة من الأراضي واستثمارها بزراعات أخرى للتعويض عن النقص في المحاصيل والاستفادة المادية، لما لها من إنتاج جيد ووفير، وزراعة الأراضي في فصل الصيف للحصول على ربح إضافي ليغطّي المصاريف والتكاليف الباهظة في المعيشة اليومية بسبب الارتفاع الجنوني للمواد والسلع.
وزاد: سابقاً لم يكن هنالك اهتمام كبير بزراعة السمسم في المنطقة، لعدم حاجة المواطنين ولأنّ الأوضاع المادية كانت أفضل نوعاً ما، والموسم الزراعي جيد ومردوده يلبّي حاجة الأسر بمصاريفهم، أما الآن وبسبب الجفاف والأوضاع المادية المزرية بسبب ارتفاع سعر صرف الدولار والغلاء الفاحش لجميع المواد لجأ معظم الفلاحين لزراعة السمسم والذرة بكثرة لتعويض الخسائر الكبيرة التي لحقت بالزراعة والمحاصيل الزراعية، وتأمين دخل مادي لهم ولأسرهم.
وأضاف: قمت باستئجار أرض زراعية بريف تربه سبي الشمالي والقريب من نهر الجراح للاستفادة من مياهه في سقي المزروعات وخاصةً السمسم والذرة والتي تحتاج للماء الوفير، بدأت بفلاحة الأرض وتجهيزها بالخطّاطة وتأمين البذار والسماد للحصول على إنتاج وفير من المحصول، وتحتاج زراعة السمسم للكثير من المصاريف بداية زراعتها ولحين حصادها، وفي حال نجاح الزراعة نعوّض جميع المصاريف من خلال بيعها بأسعار جيدة حيث يبلغ سعر بيع السمسم للطن الواحد بين 1400- 1200 دولار.
وأشار المزارع إلى الصعوبات والتحديات التي تواجهه في زراعة السمسم “الصعوبة الأساسية التي تواجهني هي تأمين مادة المازوت للمولدة الخاصة التي وضعتها على النهر لسقي الأرض، والذي يكون مفقوداً معظم الأوقات مما يجبرني لشراء المازوت الحر بأسعار مرتفعة والذي وصل سعر الليتر إلى 750 ليرة سورية، وعدم إعطاء رخصة لمخصصات الزراعة للحصول على مادة المازوت بأسعار مخفضة، أيضا نعاني الأعباء المادية الكبيرة في المواد الزراعية كالبذار والسماد الذي وصل سعره بين 100 – 750 للطن الواحد، وهذا مكلف جداً بالنسبة لنا كمزارعين، وقلة الأيدي العاملة وارتفاع أجرتهم اليومية، والصعوبة الأخرى والتي كانت خارج توقعاتي قيام إدارة pyd بقطع مياه السد عن النهر الذي كنا نعتمد على مياهه في سقي الزراعة، مما أدّى لضرر كبير في الموسم، وكان سبب قطعهم لمياه النهر قيامهم بسقي الأراضي المزروعة من قبلهم واستثمارها لصالحهم في سقي الذرة والقطن وتأمين مشاريعهم الخاصة بالمنطقة.”
ختم حديثه قائلاً “نأمل من إدارة pyd عدم تضييق الخناق على المزارعين في زراعتهم للأراضي وتأمين كافة المستلزمات التي تحتاجها الزراعة من ماء ومازوت وبذار وسماد بأسعار مناسبة، لعدم إلحاق الضرر بالمزروعات وزيادة الأعباء المادية علينا.”
يعتبر السمسم من المحاصيل المربحة خاصةً في الأراضي التي لا تجود فيها المحاصيل التقليدية، ويزرع في مناطق الاستزراع الجديدة والأراضي الصفراء الخفيفة والطينية جيدة الصرف.