بجهود فردية سيدة كُردية تقيم معرضاً للأدوات التراثية القديمة في منزلها
Yekiti Media
التراث هو كلّ ما توارثته الأمم والشعوب عن الأجداد، والذي يتضمّن الأدوات والأواني والفنون والمبادئ والأقوال المأثورة، وأيضاً الحكايا والقصص والملابس وغيرها الكثير، وإيماناً منها بأهمية التراث والحفاظ عليه وحمايته، قامت السيدة حزنية أوصمان ” Keça Kurd” بتخصيص غرفة صغيرة في منزلها معرضاً للأدوات التراثية الكُردية القديمة، والتي جمعت فيه الكثير من التحف والنقوش القديمة والأواني والأدوات الشعبية المتعلّقة بالتراث الكُردي العريق.
حزنية والمعروفة باسم كجا كُرد، امرأة في العقد الخامس من العمر، وهي من قرية معشوق بريف تربه سبي ، تحدثت عن معرضها لموقع يكيتي ميديا ” بدأت في عام 2006 بتجميع الأدوات والأواني التراثية، بعدما راودتني فكرة إقامة معرض خاص بالتراث الشعبي الكُردي، للحفاظ عليه من الضياع وحمايته ليبقى شيئا من عبق الماضي راسخاً في ذاكرة الأجيال القادمة، بدأت من منزلي وقريتي والقرى المجاورة بجمع بعض الأدوات والأواني والنقوش المميزة وسلل القش والخشب والزي الكُردي الفلكلوري، كما وحصلت على الكثير من الأدوات من بلدة تربه سبي وقامشلو، وقمت بشراء الكثير منها من حسابي الشخصي ؛ لأضيفه لمعرضي الصغير ، وحصلت على بعض الأدوات من الأصدقاء والمعارف والذين قاموا بإهدائها لي لأضعه في المعرض بدون مقابل مادي.
وزادت: قمت بصناعة بعض التماثيل والجٍرار الطينية والأدوات على يدي لعدم حصولي عليها من الأهالي، ولعدم وجود البعض منها، لأقوم بصنعها بعد أخذ فكرتها من والدتي، لعدم معرفتي بها، وكانت والدتي تدعمني وتساعدني بكيفية صناعة الأدوات التي باتت مفقودة الآن.
وأضافت “هدفي من جمع هذه المقتنيات الحفاظ على تراثنا الكُردي، وعدم ضياعه في زمن تكنولوجيا الحاضر، وليبقى تراثنا على مدى عقود من الزمن مع تعريف الأجيال القادمة بتراث وأصالة أجدادهم، ونحن الكُرد معروفون بتراثنا العريق والمميّز وبدونه لا وجود لنا.”
نوّهت عن التحديات التي واجهتها في الحصول على بعض المقتنيات “واجهتني الكثير من الصعوبات عند طلبي بعض الأدوات والأواني من الأهالي، فالبعض قام بطردي من منازلهم، والبعض قام بإهانتي ومقاطعتي، بسبب إقامتي للمعرض، وأيضاً صعوبة تأمين بعض المقتنيات وتكاليفها التي تشكّل عبئاً إضافياً كونه لا يوجد لدي دخل مادي جيد لأقوم بشراء كل ما يلزم لمعرضي.”
ختمت كجا كُرد حديثها “أتمنّى من كلّ امرأة كُردية أن تحافظ على تراثها، وتقدّم كلّ ما لديها من طاقة في خدمة شعبها من خلال هكذا نشاطات؛ لتثبت ذاتها وتحقّق كل أحلامها، كما أكّدت أنها ستستمرّ بما بدأت به بإمكانياتها البسيطة، ولن يثني شيء من عزيمتها في حماية تراثها الكُردي، بالرغم من كلّ التحديات ونظرة المجتمع وانتقادات الكثير لها، ولتربط بين أصالة الماضي العريق والحاضر المشرق.”