بدء موسم حصاد الكمون في سري كانييه وتل تمر

يكيتي ميدياYekiti Media

بدأ مزارعو الكمون بجني محصولهم مع انتصاف شهر أيار في مناطق سريه كانييه وتل تمر ومناطق أخرى في محافظة الحسكة, مع توافد طلائع عمال جني الكمون إلى المنطقة.
الكمون الذي يلاقي إقبالاً كبيراً عند مزارعي الجزيرة خلال السنوات الماضية, والتي اتسعت رقعة زراعته حيث احتلّ نصف المساحات المخصصة لمحصولي القمح والشعير في بعض المناطق بسبب انخفاض تكلفة هذه الزراعة وارتفاع أسعارها وسهولة تسويق المحصول، مقارنةً بغيره من المحاصيل المحتكرة من قبل الدولة, إلى جانب الاستفادة منه في الدورة الزراعية.
تقول الأرقام الرسمية أن إجمالي مساحات المحاصيل العطرية والطبية في محافظة الحسكة خلال موسم 2016 بلغ 72 ألف هكتار معظمها من محاصيل الكمون والكزبرة وحبة البركة الطبية، فيما تجاوزت 29 ألف هكتار في الموسم الحالي.
وللوقوف على محصول هذه السنة والمشاكل التي تعترض المزارعين التقت يكيتي ميديا بالمزارع صالح خليل والذي زرع حوالي 600 دونم, حيث صرّح أن الكمون يعتبر من أحد الزراعات الحديثة في منطقتهم قائلاً” مزارعو المنطقة كانت معظم محاصيلهم الشتوية القمح والشعير وبعض البقوليات, إلا أن مزارعين من الداخل السوري وبشكل خاص أبناء محافظة أدلب استأجروا أراضي في الجزيرة بغرض زراعة الكمون وقد لاقى نجاحاً ممّا شجّع مزارعي المنطقة على الإقبال عليه”.
صالح أوضح أن هذه السنة اعترضتهم مشاكل عدة كمزارعي الكمون خاصةً خلال عملية تنظيف الحقول من الاعشاب الضارة حيث ارتفعت مصاريفها إلى أرقامٍ قياسيةٍ لأسبابٍ عديدةٍ منها المساحات الكبيرة المزروعة بالمحصول وقلة الأيدي العاملة إضافةً إلى الأمطار الغزيرة التي انهمرت في شهر نيسان حيث لم يكن بمقدورهم البدء بالتنظيف, الأمر الذي استغلّه أغلب رؤساء ورشات العمال برفعهم لأسعار ساعات العمل وفرض إتاوات على المزارعين لقاء الحصول على خدمات ورشِهم.
خليل أضاف : إن قلّة الايدي العاملة فرضت علينا استقدام عمالٍ من مدينة الحسكة وريفها الجنوبي والذي أضاف عليهم تكاليف مضافة تمثلت بتكاليف النقل.
مزارع الكمون أشار في حديثه إلى أن الدونم الواحد كلف لغاية الآن ما يقارب الـ 20 الف ليرة سوريا بين حراثة وبذار وتكاليف تنظيف المحصول, مضيفاً أن مصاريف أخرى سيدفعونها لجمع المحصول وحصاده مع المصاعب الآنفة الذكر والمتعلقة بالعمال وتكاليف نقلهم.
عن إنتاج هذه السنة أوضح خليل أن جودة المحصول تختلف من منطقة لأخرى فبعض المناطق لم تهطل فيها كميات جيدة من الأمطار ومناطق أخرى هطلت فيها كميات كبيرة تسببت هي الأخرى بانتشار بعض الأمراض في حقول الكمون وخاصة (التفحم) كون الكمون من النباتات الحسّاسة والتي لا تحتاج لكميات وفيرة من الماء ولا تستهويه الأجواء الرطبة, والموسم سيكون متفاوتاً من منطقة لأخرى.
خليل أضاف أن كمية الأراضي المزروعة بالكمون هذه السنة واسعة وإذا لم تُصدّر المادة للخارج سيؤدي ذلك إلى تدني أسعارها الأمر الذي سيؤثر بشكل مباشر على المزارع الذي تحمّل أعباء ومصاريف كبيرة.
جدير بالذكر أن الكمون يُعتبَر أحد التوابل ويستخدم في صناعة بعض أنواع الخبز والفطائر ، كما انه يستخدم في بعض الصناعات وخاصة صناعة الدهانات, وتعتبر مصر هي الموطن الأصلي للكمون فقد عرف المصريون القدماء الكمون, الذى كان يزرع بكثرة علي ضفاف النيل وقد عرف الفراعنة خاصية الكمون في التحليل والترويق والتنظيف فكانوا يقدمونه كهدايا للمعابد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى