أخبار - دوليةشريط آخر الأخبار

بسبب كورونا.. السعودية تقرّر إقامة الحج بعدد “محدود جدا”

قرّرت السعودية تنظيم موسم الحج بعدد “محدود جداً” من الحجاج من مختلف الجنسيات من المقيمين على أراضيها فيها بسبب المخاوف من فيروس كورونا المستجد، بينما يتواصل تفشي الوباء في المملكة والعالم.

ذكرت وكالة الأنباء السعودية اليوم الاثنين (22 حزيران/يونيو 2020) في بيان أن المملكة قررت إقامة الحج هذا العام بأعداد محدودة جداً للمواطنين ولمختلف الجنسيات الموجودة داخل المملكة وذلك للسيطرة على تفشي فيروس كورونا المستجد.

وقال البيان إن القرار جاء في ضوء “استمرار مخاطر هذه الجائحة وعدم توفر اللقاح والعلاج للمصابين بعدوى الفيروس حول العالم وللحفاظ على الأمن الصحي العالمي، خاصة مع ارتفاع معدل الإصابات في معظم الدول.. ولخطورة تفشي العدوى والإصابة في التجمعات البشرية التي يصعب توفير التباعد الآمن بين أفرادها”.

وتابعت أنّ القرار “جاء حرصاً على إقامة الشعيرة بشكل آمن صحياً وبما يحقق متطلبات الوقاية والتباعد الاجتماعي اللازم لضمان سلامة الإنسان وحمايته من مهددات هذه الجائحة، وتحقيقًا لمقاصد الشريعة الإسلامية في حفظ النفس البشرية”.

والحج الذي سيجري في أواخر تموز/يوليو، هو إحدى الركائز الأساسية للإسلام، لكنه يشكّل بؤرة رئيسية محتملة لانتشار العدوى لان ملايين الحجاج من حول العالم يتدفّقون على المواقع الدينية المزدحمة في مدينة مكة المكرّمة لأداء المناسك.

وجاء القرار بعدما كانت السعودية علّقت أداء العمرة في آذار/مارس بسبب المخاوف من انتشار الفيروس في أقدس المدن الإسلامية. ويخيّب قرار المضي بأعداد قليلة آمال ملايين المسلمين الذين غالباً ما ينفقون مدّخراتهم للسفر لأداء مناسك الحج، وينتظر بعضهم سنوات طويلة حتى يحصلوا على موافقة من سلطاتهم وسلطات السعودية للحج.

وأواخر آذار/مارس، طلب وزير الحج السعودي محمد صالح بن طاهر بنتن من المسلمين التريث قبل إبرام عقود الحج والعمرة.

وتقول مصادر إنه في المستشفيات السعودية تمتلئ أسرة العناية المركزة بشكل سريع مع تزايد أعداد العاملين في مجال الصحة المصابين. وسجلت السعودية حتى الآن أكثر من 161 ألف إصابة بالفيروس بينما تجاوز عدد الوفيات 1300.

وصدر قرار الحد من أعداد الحجاج في وقت حساس للمملكة حيث تصارع الدولة النفطية أسعار الخام المتدنية التي قلّصت العائدات في الوقت الذي يستعد فيه العالم لركود اقتصادي بسبب إجراءات الحد من فيروس كورونا.

وأغلقت السلطات مكة والمدينة لأسابيع بسبب المخاوف، وفرضت حظر تجول في العديد من المناطق قبل أن ترفعه بشكل كامل قبل يومين. وانتشرت على وسائل التواصل الاجتماعي صور وتسجيلات أظهرت الكعبة في وسط باحة المسجد فوق أرضية بيضاء وحيدة تحيط بها عوائق بلاستيكية، إلى جانب مجموعة من عناصر الأمن وعمّال النظافة.

وعلى الرغم من خطورة تهديد الوباء، فإن القضية قد تكون بمثابة برميل بارود إذ أن القرار قد يؤدي إلى إثارة حفيظة المتشدّدين الذين يدعون لاستمرار زيارة الأماكن المقدسة رغم المخاطر الصحية.

إلى جانب تراجع إيراداتها النفطية، تخسر المملكة مليارات الدولارات التي عادة ما تجنيها سنوياً من السياحة الدينية. وقد سافر حوالى 2.5 مليون شخص إلى السعودية من جميع أنحاء العالم في  2019  للحج، الفريضة التي يتوجب على جميع المسلمين أداؤها مرة واحدة على الأقل في حياتهم إذا كانوا قادرين على ذلك.

وتسعى “رؤية 2030” التي يقودها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى وقف اعتماد اقتصاد المملكة، أكبر مصدّر للخام في العالم، على النفط. وتأمل الحكومة في استقبال 30 مليون حاج سنوياً بحلول عام 2030.

DW

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى