بعد إسقاط نظام الأسد… حلم العودة يراود اللاجئين في إقليم كُـردستان
Yekiti Media
بعد انتظار طال أمده حقّق الشعب السوري الحلم الذي طالما ضحّوا من أجله وتحمّلوا القمع والاستبداد والحزب الواحد لأكثر من خمسة عقود، إسقاط النظام أعاد للسوريين ثقتهم بنجاح ثورتهم والمضي قدماً نحو بناء مستقبلهم والذي حكماً سيواجه تحديات جمة .
فرحة السوريين عمّت كافة أرجاء المعمورة وشملت اللاجئين القاطنين في مخيمات اللجوء في إقليم كُردستان حيث تجمّع العشرات في ساحة الاحتفالات رافعين علم الثورة بجانب علم كُردستان وسط فرحة عارمة لخبرٍ أثلج صدورهم بعد سنوات من اللجوء وكما عشرات المدن في أنحاء سوريا احتفلت في أول جمعة بعد سقوط نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، في حين أعلنت وزارة الإدارة المحلية بالحكومة المؤقتة البدء في متابعة الملفات الخدمية بعد تسلمها من حكومة النظام السابق.
سقوط نظام بشار الأسد في سوريا يعتبر نقطة تحول مهمة للاجئين السوريين، وقد أثار ردود أفعال مختلفة بينهم. بعض اللاجئين يرون ذلك كفرصة ل: العودة إلى وطنهم، إعادة بناء حياتهم، تحقيق العدالة والمساواة، والتحرر من القهر والظلم.
التحديات الرئيسية التي تواجه اللاجئين السوريين عند العودة إلى وطنهم تتمثل فـي الخوف من العنف والمضايقات من قبل الأطراف التي كانت مسؤولة عن النزاع، الحاجة إلى إعادة إعمار البنية التحتية والخدمية الأساسية، ضمان الحقوق والمساواة للجميع، وتعويض اللاجئين عن الخسائر المادية والبشرية.
العديد من اللاجئين يرغبون في العودة إلى وطنهم، ولكن الخوف من عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يقف عائقاً وتحدياً جديداً أمام العودة .. لذلك عملية العودة بحاجة إلى دعم دولي ومساعدة في عملية العودة.
تقــول مروة السعد وهــي لاجئة عربية من ريف دير الزور مدينة البوكمال لموقعنا: لا استطيع العودة في الوقت الحالي بسبب دمار ممتلكاتنا في المدينة وعدم استقرار الأوضاع الأمنية وانتشار الأسلحة الفردية بشكل عشوائي بين أبناء المنطقة.
وزادت: لذلك كل يوم نشاهد حالات انتقامية ومشاجرات بالأسلحة ولابدّ من توضيح المشهد والطمأنينة للعودة، وبقناعتي لازال المشوار طويلاً من خلال ما نشاهده على الميدان فالمرحلة انتقالية ومعقدة والسيناريوهات مفتوحة، وما نتمنّاه عودة الأمان من خلال طمأنة كل مكونات الشعب السوري وعدم إقصاء أي مكون .
أما شوقي حسو وهو لاجئ من كُـردستان سوريا ويقيم في مخيم دوميز فيقول: أزمة اللاجئين كبيرة وهناك عدد كبير في تركيا، وربما تضغط عليهم تركيا للعودة..أما بالنسبة للاجئي إقليم كُردستان فرحنا كثيراً بسقوط النظام وهي لحظة تاريخية بعد عقود الظلم والاستبداد.
وأضاف: الكل يتطلّع للعودة إلى وطنه. قريته..أهله ، ولكن برأيي اللوحة ضبابية ولم تتضح ملامح سوريا المستقبل؛ هناك خوف من عودة الحرب مرة ثانية ، فهي مرحلة انتقالية الكل يترقّبها، هناك خوف في مناطقنا الكُردية وعدم الاستقرار ولا يوجد إجماع كُردي والمنطقة معرّضة للمخاطر..
وتابع: حكومة الإقليم أعلنت بأنّ العودة ستكون طوعية ، ولن تجبر أحداً للعودة قسرياً وهو موقف مرحّب به، الكثير من اللاجئين تدمّرت منازلهم وقسم باعوا ممتلكاتهم وبيوتهم للعيش في الإقليم، والعودة باتت صعبة…قد يعود قسم منهم من أجل دراسة أولادهم ممن يملكون المال والبيوت…بالنتيجة الوضع حالياً غير مستقر ولا توجد ضمانات للعودة .
تجدر الإشارة إلى إن آلاف اللاجئين عادوا من دول الجوار إلى بلدهم إلى جانب آلاف النازحين من الداخل السوري إى مدنهم و قراهم بعد سقوط نظام البعث وعائلة الأسد في الثامن من كانون الأول الجاري.