أخبار - كُردستان

بلاغ (صادر عن اجتماع اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا)

عقدت اللجنة المركزية اجتماعها الاعتيادي بتاريخ 31/5/2025، وتناول العديد من القضايا

في الجانب السياسي:

رأت اللجنة المركزية أن المنطقة تشهد تغييرات وتحولات كبيرة بعد تسلُّم الرئيس ترامب الولاية الثانية في الولايات المتحدة الأمريكية، حيث بات التوجّه واضحاً في التعامل مع القضايا الدولية من منطق المنفعة الاقتصادية، بعيداً عن الشعارات المألوفة للغرب في مسائل الديمقراطية وحقوق الإنسان.

كما يسعى إلى حلّ المشكلات الدولية عبر الحوار، بعيداً عن لغة السلاح، كما هو حاصل اليوم في أزمة أوكرانيا، والملف النووي الإيراني، والصراع الإسرائيلي/الفلسطيني واللبناني.

ومع ذلك، تبقى لغة التهديد بالقوة العسكرية حاضرة أثناء المفاوضات.

إن هذه السياسة قد أفضت إلى نتائج إيجابية حتى الآن، رغم عدم انسجامها مع توجهات العديد من حلفائها، خاصة الأوروبيين وإسرائيل، الذين يأملون في مواقف أكثر تشدداً تجاه روسيا وإيران.

الوضع في الشرق الأوسط:

تعيش منطقة الشرق الأوسط حالة من الحروب وعدم الاستقرار، خاصة بعد عملية حماس في 7 أكتوبر 2023 والتي أدّت – ولا تزال تؤدي – إلى تغييرات كبيرة في الخارطة السياسية، كان من أبرز تداعياتها التغيير السياسي الكبير في لبنان وسوريا، وغزة التي لا تزال الحرب مستمرة فيها، لكنها ستنتهي بانتهاء حماس على الأرجح.

وهكذا يمكن القول إن ما كان يُعرف بمحور المقاومة، بقيادة النظام الإيراني، قد تراجع كثيراً وفقد الكثير من قدرته على التأثير في مجريات الأحداث في المنطقة.

ولا يزال الضغط مستمراً عليه وعلى بقية حلفائه في المنطقة كالعراق واليمن، وتعتمد النتائج المستقبلية على مدى استجابة إيران للشروط الأمريكية في مفاوضات الملف النووي القائمة حاليًا.

كما أنه لا بدّ من الإشارة إلى الزيارة التاريخية للرئيس الأمريكي إلى عدد من الدول الخليجية، وما وقّعه من اتفاقات اقتصادية معها، والتي بلغت قيمتها مئات المليارات من الدولارات.

وقد عزز ذلك من مكانة الدول الخليجية، وخاصة المملكة العربية السعودية، حيث تم اعتبارها اللاعب الأساسي في معادلات الشرق الأوسط المقبلة. وقد ظهر ذلك جليّاً في استجابة ترامب لطلب المملكة برفع العقوبات عن النظام السوري.

وجميع المؤشرات تدل بأن أمريكا وحلفائها يعملون من أجل شرق أوسط جديد يضمن مصالحها ، وتطّبعَ فيه الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.

الوضع في سوريا:

أبدت اللجنة المركزية ارتياحها لرفع العقوبات عن الإدارة الجديدة في دمشق من قبل الولايات المتحدة وأوروبا، معتبرةً أن من شأن ذلك فتح المجال أمام الاستثمارات الدولية في مختلف القطاعات الاقتصادية والمرافق الخدمية المدمَّرة منذ 14 عاما، والتي تحتاج إلى مليارات الدولارات لإعادة إعمار سوريا وتحسين الوضع الاقتصادي للمواطنين.

من الناحية الأمنية، لا تزال الإدارة الجديدة في دمشق تعاني من عدم إتمام السيطرة الأمنية على كامل الجغرافيا السورية ، سواء في منطقة شرق الفرات، أو الساحل، أو جبل الدروز، أو حتى في مناطق سيطرتها الحالية. كما تواجه صعوبات في التعامل مع تنظيم داعش، الذي يتنامى تدريجياً في العديد من المناطق، مستغلاً الفراغ الأمني، لا سيما في البادية السورية.

حول الوضع الكُردي السوري:

ثمّنت اللجنة المركزية التأييد الشعبي الواسع لـ “كونفرانس وحدة الموقف الكُردي “الذي انعقد في 26 نيسان المنصرم، والذي تمخّض عنه الاتفاق على رؤية كُردية مشتركة في كُردستان سوريا للتفاوض بموجبها مع الإدارة الجديدة في دمشق.

وأكد الاجتماع على ضرورة الإسراع في تشكيل الوفد الموحد.

كما شدّد على أهمية الفصل بين ملفات التفاوض بين وفد الإدارة الذاتية والوفد الكُردي، المدعوم بمخرجات الكونفرانس والمكوَّن من 26 مادة، توضح رؤية الحركة لشكل الدولة وكيفية حل القضية الكُردية في سوريا.

وثمنت اللجنة المركزية الندوات السياسية التي أقامتها رئاسة المجلس، حول مخرجات الكونفرانس في جميع المناطق الكُردية.

توقفت اللجنة المركزية على الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي تمر بها المنطقة في ظل انعدام المواسم بسبب شح الأمطار، والارتفاع المستمر لأسعار المواد التموينية، والمحروقات مما يجعل الكثير من المواطنين يعيشون تحت خط الفقر، لذا يتوجب على الإدارة إعادة النظر في السياسة الاقتصادية التي تنتهجها، حيث تؤدي إلى الفقر المدقع، هذا وعليها وقف الاختطاف المستمر للأطفال القاصرين.

مازال مصير الالاف من الطالبات وطلاب مرحلتي الشهادة الإعدادية والثانوية مجهولة ويتطلب إيجاد حل عاجل لها بين الإدارة الذاتية والحكومة السورية.

أكدت اللجنة المركزية على أهمية الحفاظ على المجلس الوطني الكُردي كإطار اثبت حضوره في الساحة السورية عامة والكُردية خاصة كحامل للمشروع القومي الكُردي في كردستان سوريا، لذلك يجب الإسراع في عقد مؤتمر المجلس في موعده المقرر والاستفادة من المتغيرات السياسية التي تمر بها سوريا والمنطقة، وأهمية إعادة النظر في آلياته التنظيمية وتطويرها لينسجم مع المرحلة التي نمر بها.

التوتر بين إقليم كردستان العراق والحكومة العراقية:

تطرقت اللجنة المركزية إلى التوتر الحاصل بين إقليم كُردستان العراق والحكومة العراقية ، واعتبرت أن قطع رواتب مواطني الإقليم عمل لا يمكن قبوله.

كما عبّرت عن تضامنها مع حكومة الإقليم وشعبه في مواجهة السياسة الشوفينية التي يمارسها بعض المسؤولين في بغداد، بدعم وتوجيه من إيران.

في الجانب التنظيمي:

استمعت اللجنة المركزية إلى تقرير اللجنة التنظيمية حول العمل التنظيمي في الداخل والخارج، وثمّنت دورها في متابعة العمل، وما يتمّ تحقيقه من تقدم ملموس على الصعيد التنظيمي للحزب.

ثمنت اللجنة المركزية دور المنظمات الحزبية في العمل على توسيع القاعدة الجماهيرية للحزب، حيث لوحظت زيادة طلبات الانتساب للحزب وطلبات عودة الرفاق السابقين لصفوف حزبهم.

قامشلو 2 أيار 2025
اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكُردستاني – سوريا

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى