بيان حول اليوم العالمي للمرأة
في مثل هذا اليوم من عام 1919في المؤتمر العالمي للنساء في كوبنهاغن أقر الثامن من آذار يوما عالميا للمرأة ، وجاء ذلك بعد أن أطلقت النار في الولايات المتحدة على مظاهرة نسائية ، طالبت برفع الغبن عن المرأة العاملة واعتقلت العديد من المتظاهرات .
ففي ظل المجتمع الأمومي ، كانت المرأة هي الكاهنة والقائدة ، ثم برزت النزعة الرجعية الداعية إلى التمييز بين الرجل والمرأة ، متهمة المرأة بالسذاجة والقصور لإغراقها في الإحباط ودفعها للاستسلام للسلطة الذكورية .
أمام ذلك الواقع البائس تصدى فلاسفة وعظماء لنصرة قضية المرأة ، فها هو (جان جاك روسو ) يقول :” كما تريد النساء يكون الرجال “، ويقول نابليون بونابرت : “المرأة التي تهزّ السرير بيمينها تهز العالم بيسارها “، واليوم تخوض المرأة السورية معركة التحرر من قيود التخلف ، بنفس طويل وأسلوب موضوعي ، بعيداً عن التطرف ، فجروح الماضي لن تلتئم إلاّ بحكمة وبتأنّ ، والأمر مرهون بتضامن الرجل ، حيث الرجل المتحرر يعاني كثيرا بسبب تعرض المرأة للاضطهاد ، لأن ذلك يُؤدي إلى حرمانه من تعاونها معه لدى تغييبها .
إن المرأة التي مارست الدور الفاعل في بناء المجتمعات على مر العصور ،أصبحت قضيتها محورا أساسيا في المحافل الدولية ، ففي عام 1945 نص ميثاق الأمم المتحدة على المساواة بين الرجل والمرأة ، وفي عام 1979 اعتمدت الأمم المتحدة الاتفاقية الدولية للقضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ( سيداو –cedaw ) ، وفي المؤتمر العالمي الرابع للمرأة عام 1995 ، الذي حضره وفد من الكرديات السوريات في الصين ، تم إقرار حق الحصة ( كوتا ) أي أن تصبح حصة النساء في مجالس البرلمانات والبلديات % 30 من عدد الأعضاء على الأقل ، إلا أن الحكومات السورية المتعاقبة لم تصادق على ( سيداو ) إلا بعد مرور 23 سنة من تاريخ اعتمادها مع التحفظ على أهم بنودها ولم تطبق ( كوتا ) .
لقد شاركت المرأة الكردية في سوريا في معارك التحرير والتنمية عبر العقود المتلاحقة من تاريخ سوريا منذ إعلانها ، وها هي تواصل معركة الحرية و الكرامة إلى جانب الرجل في الثورة السورية ، الثورة التي نريدها لكل المكونات السورية لتحقيق الديمقراطية للبلاد والحل العادل للقضية الكردية ، فالاستبداد لا يميز بين الرجال والنساء .
إننا إذ نحتفل باليوم العالمي للمرأة ، نحيّي المرأة الكردية التي وقفت إلى جانب الرجل في الشدائد والمحن و ناصرت قضية شعبها المظلوم ، و في هذا اليوم لا بد أن نستحضر المناضلات الكرديات مثيلات الشهيدة ليلى قاسم التي أعدمها نظام الطاغية صدام حسين ، حيث قابلت حكم الإعدام بكل جرأة ، ولم تخش الموت في سبيل حرية شعبها الكردي ، وباتت مثلا يحتذى به في النضال والشجاعة .
في ذكرى يوم المرأة نهيب بالمرأة الكردية أن تتابع نضالها القومي حتى حصول الشعب الكردي على حقوقه القومية ، ونضالها الاجتماعي عبر سلاح العلم والمعرفة ، والانخراط في كافة مجالات الحياة ، واثبات حيوية دورها في رفد المجتمع الكردي بطاقاتها الخلاقة .
نذكّر في هذه المناسبة بأن حزبنا قد اتخذ في اجتماعه الموسع الأخير قراراً بتمكين المرأة من أخذ دورها في مختلف الهيئات التنظيمية ، وإفساح المجال لها لشغل المناصب القيادية إلى جانب الرجل .
إننا في هذه المناسبة نهيب بالمرأة الكردية أن تثبت جدارتها وتكون على مستوى المرحلة التي تحمل فرصة تاريخية وفرها ربيع الثورات في المنطقة ، لينال شعبنا حقوقه حسب العهود والمواثيق الدولية .
اللجنة المركزية لحزب يكيتي الكردي في سوريا
7-3-2015