آراء

بيشمركَة روج آفا في ديارهم قريباً !

ولات العلي
يبدو أن تبني بيشمركًة روج آفا من قِبل المجلس الوطني الكُردي لم يكن قراراً داخلياً من المجلس، ولا من باب الضغط على حزب الاتحاد الديمقراطي، بل جاء فعلياً جراء توافق بين إقليم كُردستان والولايات المتحدة، لإعطائها غطاء قانوني لدخول “روج آفا”.
فحسب بيان وصل إلى عناصر بيشمركة روج آفا في إقليم كُردستان، فإن هذه القوات ستدخل المناطق الكُردية في سوريا على دفعتين كمرحلة أولية، الدفعة الأولى منها ستعبر الحدود قبل عيد الفطر القادم، فيما ستصل الدفعة الثانية في وقد لاحق بعد العيد، لكن!؟
– أين ستنتشر هذه القوات في ظل توزيع المناطق المسبق بين النظام والـ”ي ب ك” وميليشيات النظام الأخرى في منطقة الجزيرة خاصة ؟
– هل سيكون الضغط الأمريكي على الـ” ي ب ك” وحزب الاتحاد الديمقراطي كافياً، لتحقيق توافق عسكري كُردي كُردي في روج آفا، وتحت راية واحدة؟
– في حال تشكيل قوتين عسكريتين منفصلتين، فهذا يعني تقسيم المناطق الكُردية بين القوتين العسكريتين ( البيشمركَة والـ”ي ب ك”)، فما المناطق التي من الممكن أن تتنازل عنها الـ” ي ب ك” لصالح البيشمركَة ؟
الأرجح للتنفيذ في هذه المرحلة ميدانياً، تشكيل قواعد عسكرية محدودة التحركات لـ بيشمركة روج آفا، وبغطاء أمريكي ضد أي خروقات سواء من جانب النظام أو تنظيم الدولة أو حتى من قِبل وحدات الحماية الشعبية، ريثما يتم الانسجام بين هذه الأخيرة والبيشمركة
– تجربة كُردستان العراق سياسياً تبدو الأقرب للتطبيق على الوضع الكُردي في سوريا، طبعاً بتغيير أحد طرفي المعادلة – حزب الاتحاد الديمقراطي عوضاً عن حزب الاتحاد الوطني – لكن رغم ذلك تبدو هذه التجربة مشلولة سورياً في ظل الشرخ الحاصل في جسم المجلس الكُردي، ومحاولة محور سليمانية إيجاد موطئ قدم له خارج إطار المجلس الكُردي، خاصة بعد سحب أغلب الأحزاب الموالية له من المجلس المُدار من قبل محور أربيل.
المعضلة الأساسية لأطراف السياسة الكُردية في سوريا تكمن في إدارة كل طرف منها من قِبل المحاور الكُردية الرئيسية – أربيل، سليمانية، قنديل- والأنكى من ذلك أن بعض المحاور الرئيسية تنفذ أجندات إقليمية بغض النظرعن المصالح الكُردية، وبما يعاديها أحياناً، فحزبا العمال الكُردستاني والاتحاد الوطني ينصاعان لمحور طهران – دمشق، كون للأسد الأب الفضل في تأسيسهما، وهو ما يؤثر على قرارهما حتى الوقت الراهن، فيما يسعى حزب الديمقراطي الكُردستاني الذي يقود حكومة أربيل لتوطيد العلاقات مع أنقرة، والحفاظ على ممر تجاري آمن يصلها بالبحر المتوسط؛ لكن الاستغناء عن الشريك التجاري التركي من قبل كٌردستان العراق بات قاب قوسين أو أدنى “ممكناً”، في حال إيصال المناطق الكٌردية في سوريا ببعضها البعض، والإقتراب أكثر من إيجاد منفذ بحري، يصل نفط الإقليم إلى العالم الخارجي دون أخذ الموافقة التركية.
هذه المستجدات على مجريات الأحداث في شمال سوريا على مايبدو أثارت حفيظة الجارة تركيا التي سارعت إلى “التهديد” بالتدخل البري في سوريا بحجة حماية التركمان من التطهير العرقي والخشية من قيام كيانٍ كُردي، إلا أنه سرعان ما انخفضت كمية الأدرينالين في نبرة خطابات أنقرة، لتعلن مؤخراً أن تحركاتها العسكرية على الحدود مع سوريا ما هي إلا من باب الحيطة وحماية أراضيها من أي عدوان خارجي .. وللحديث بقية !
6-7-2015

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى