
تحديات تواجه الطلاب في الجامعات السوريّة
يواجه الطلاب في الجامعات السوريّة تحديات ومشاكل كثيرة، ما يصعّب عليهم الحياة الجامعيّة، والحالة المعيشيّة في مدن الداخل السوري.
وقالت الطالبة الكُرديّة نور (طالبة سنة أولى في جامعة دمشق) ليكيتي ميديا: “نواجه الكثير من المشاكل، أبرزها غلاء الأسعار بشكلً عام، وخاصةً المواد الغذائيّة، وارتفاع آجار المنازل، رغم اضطرارنا للاستئجار في مناطق عشوائيّة وبعيدة عن الجامعة؛ بسبب الغلاء الفاحش في باقي المناطق”.
كما أضافت “من المشاكل التي نواجهها أيضاً سوء وضع المدينة الجامعيّة، وعدم وفرة الأجواء المناسبة للتعلم والدراسة، بالإضافة إلى المعاناة التي نعانيها للوصول إلى الجامعة بسبب أزمة وغلاء المواصلات”.
واختتمت نور حديثها بالقول: “نتعرّض أحياناً لبعض المضايقات من الطلاب من المكونات الأخرى بسبب القوميّة، والانتماء الفكري، والتحدث باللغة الكُرديّة”.
من جانبه قال الطالب محمد (طالب في الجامعات الخاصة بريف دمشق) لموقعنا: “نواجه مشاكل عدة كعدم توفر سكن كافي في أغلب الجامعات الخاصة، ما يجبرنا على السكن في مدينة دمشق، ودفع تكاليف زائدة من آجار السكن، وأجور المواصلات، والمعاناة من الطريق بشكل يومي”.
وأشار محمد إلى غلاء أسعار المواد التي تباع ضمن الجامعات الخاصة واستغلال بُعدها عن المدينة، دون رقابة من الجهات المعنيّة.
كما اشتكى الطالب الكُردي محمد من عدم توفر أماكن مخصصة للطلاب، للدراسة في أغلب الجامعات الخاصة، وارتفاع الأقساط السنويّة للتسجيل بشكلٍ مبالغ فيه.
وأضاف محمد “من المشاكل التي نعاني منها أيضاً، محدوديّة عدد المواد التي يستطيع الطالب تنزيلها في الفصل الدراسي الواحد (والتي هي 6 مواد فقط)، وتقديم جميع امتحانات مواد الفصل في مدةٌ لا تتجاوز 10 أيام، ما يؤدّي إلى تقديم الامتحانات بشكلٍ يومي ومتتالي، وتقديم أكثر من مادة في اليوم في بعض الأحيان، دون راحة”.
وقال محمد: “المناهج في الجامعات الخاصة قديمة ولا يتمّ تحديثها، خاصةً في الفروع التي تحتاج إلى التغييرات العلميّة والتقنيّة والطبيّة”. لافتاً إلى عدم وجود غرف طبابة في أغلب الجامعات الخاصة ما يؤدّي إلى عدم القدرة على التعامل مع الحالات الإسعافيّة للطلبة، وخاصةً أنّ المشافي كلها بعيدة عن الجامعات الخاصة؛ بسبب تواجد هذه الجامعات في الأرياف.
وعن المشاكل والتحديات في السكن الجامعي بمدينة دمشق قال الطالب أسعد: إنّ “المعيشة في السكن الجامعي متعبة ومرهقة بشكلٍ كبير، حيث يعاني السكن الجامعي من مشاكل في الصرف الصحي، وعدم توفر مياه صالحة للشرب، وقلة ساعات تشغيل الكهرباء”.
أسعد أوضح أنّ الطلاب يعانون من الأزمة في غرف السكن، حيث يسكن في كل غرفة بين 4 إلى 5 طلاب، باستثناء بعض الغرف المدعومة، كما تكون الحمامات والمطبخ مشترك بين عدد من الغرف، وهذا الوضع يؤثّر في الدراسة وفي نفسيّة الطالب بشكلٍ سلبي.
وبالنسبة لجو الدراسة بيّن أسعد أنّ “الدراسة في الغرف غير ممكنة؛ بسبب الأزمة والضجة، وتوجد مكتبة مركزيّة فيها بعض الخدمات، ولكنها لا تكفي لجزء من طلاب السكن، ما يدفع الطلاب إلى الذهاب لوحدات المطالعة الخاصة بالوحدات السكنيّة، ولكن هذه الوحدات غير مخدّمة (لا تدفئة بالشتاء ولا تبريد في الصيف)، كما لا يوجد خدمة إنترنت مجاني للطلاب، ويكون سعر الباقات مرتفع بشكل كبير في السكن”.
ويشهد التعليم العالي في سوريا تدهوراً متواصلاً منذ اندلاع الحرب في سوريا، ما أثّر على ترتيب الجامعات السوريّة، واعتماد الدول لشهاداتها، جراء استفحال الفساد والمحسوبيات في الكوادر الإداريّة والتدريسيّة ضمن أجواء مسمومة فرضتها القبضة الأمنيّة المشدّدة والاعتقالات لنظام الأسد الساقط، فهل تجد الإدارة السوريّة الجديدة حلولاً لمشاكل الطلاب في الجامعات السوريّة، وتضع حداً للأزمات والتحديات التي تواجه الطالب السوري؟.