تحقيق: الترسانة المحرمة..ماذا تبقى من سلاح الأسد الكيماوي وأين يخبؤه وكيف يستخدمه؟!
يكيتي ميديا- Yekiti Media
ماذا تبقى من الترسانة الكيماوية للنظام السوري، هل كان قد تخلى عن أي منها أصلاً؟
وما هو دور القوى الدولية الداعمة للأسد في تزويده بالأسلحة المحرمة دولياً؟
كيف يتم إطلاق هذه الأسلحة؟
وما الضرر الذي يقع على من يتعرض لها؟
هذه الأسئلة وغيرها نجيب عليها في هذا التحقيق الذي تنشره هاف بوست عربي بعد مرور شهر على هجوم خان شيخون الكيماوي الذي قامت به طائرات نظام الأسد وأدى إلى مقتل 100 شخص جُلهم من الأطفال وإصابة 400 آخرين. النظام السوري ينفي امتلاكه سلاحاً كيماوياً بعد ادعاءاته بأنه قد سلّم مخزونه الذي أتلفه الخبراء الدوليون لاحقاً، لكن ضحايا خان شيخون وآلاف الضحايا الذين سقطوا بفعل الكيماوي على مدار سنوات الثورة الست يؤكدون خلاف ذلك.
ماذا تبقى من ترسانة الأسد الكيماوية؟
يمكن للمرء أن يطمئن حين العودة لبيان منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية في 5 كانون الثاني/ديسمبر 2016، الذي أعلنت فيه عن تدمير كامل مخزون نظام الأسد من السلاح الكيماوي، بعد أن تم تدمير آخر 7 صهاريج من مادة فلوريد الهيدروجين في أراضي ولاية تكساس الأميركية. لكن الواقع يبدو أكثر تعقيداً من ذلك!
فقد أكد تقرير سري للمنظمة كشفت عنه مجلة فورين بوليسي الأميركية في شهر آب/أغسطس 2016، وجود عينات من أسلحة كيماوية مميتة داخل مختبرات سورية غير معلنة، وأن عددها هو 122 متوزعة على منشآت متعددة بينها اثنتان في ضواحي العاصمة دمشق.
“خط إنتاج الأسلحة الكيميائية لدى النظام السوري قد توقف بشكل كامل، لكن هذا لا يعني عدم امتلاك النظام لمخزون من الأسلحة والغازات المحرمة دولياً.” بحسب العميد المنشق زاهر الساكت، رئيس قسم الكيمياء في الفرقة الخامسة بالجيش العربي السوري. يؤكد لنا الساكت الذي قرر الانضمام في وقت مبكر من الثورة السورية إلى الجيش الحر أن عينات الأسلحة التي تحدثت عنها منظمة حظر انتشار الأسلحة الكيماوية في تقريرها السري، تدل على امتلاك النظام السوري على مخزون ضخم من المواد الكيميائية التي تصلح للاستخدام في العمل العسكري.
يقول الساكت أنه حصل على معلومات حول امتلاك النظام السوري لـ 700 طن من المواد الكيميائية المخزنة، وهي كمية إضافية خلاف تلك التي أخبر بها المنظمة الدولية، إذ كان النظام السوري قد اعترف بامتلاكه لـ 1300 طن من هذه الأسلحة، ما يعني أن النظام لا يزال يمتلك عملياً 2000 طن من الأسلحة الكيماوية.
العميد المنشق زاهر الساكت
ورغم أن هاف بوست عربي لم تستطع التأكد من مصادر معلومات الساكت، هناك مصادر أخرى تدعم رواية العميد المنشق، وإن لم تشر إلى حجم ما قد يمتلكه النظام السوري. صحيفة هآرتس الإسرائيلية نشرت تقديرات أمنية عقب الهجوم الكيماوي على خان شيخون أكدت أنه “ما زال بمقدور النظام السوري العمل على حيازة سلاح بيولوجي من نوع سارس، وكذلك إنتاج سلاح كيماوي مجدداً”. حيث تشير تل أبيب إلى أن بشار الأسد كان قد احتفظ منذ صفقة تفكيك الترسانة الكيماوية السورية صيف 2013، بكمية من السلاح الكيميائي بما فيها غاز الأعصاب “السارين”.
من ينتج السلاح الكيماوي؟
تلعب روسيا وإيران وكوريا الشمالية الدور الأبرز في امتلاك النظام السوري لقدراته الحالية من السلاح الكيميائي، حيث يقول الساكت بوصفه رئيس قسم الكيمياء في إحدى فرق الجيش قبيل انشقاقه، إن خبراء من تلك الدول تواجدوا في أماكن مختلفة من ضمن مواقع الجيش السوري، سواء في ذلك المواقع المرتبطة بالسلاح الكيماوي، أو حتى مواقع أخرى قد ترتبط بأسلحة أكثر تعقيدًا، مثل الحديث عن مفاعل نووي سوري يديره خبراء من روسيا وكوريا الشمالية.
لا يبدو النظام السوري بحاجة إلى إنتاج كميات جديدة من السلاح الكيماوي، فالكميات الكبيرة التي يمتلكها، والتي كان قد أخفاها بعيداً عن أيدي المراقبين الدوليين، رغم توقيع دمشق لاتفاقية حظر انتشار الأسلحة الكيماوية عام 2013، كافية تماماً للعمليات العسكرية والاستخدام المحدود للغازات المحرمة دولياً. إضافة إلى ذلك، فالنظام السوري يخضع لرقابة مشددة تفرضها منظمة حظر الأسلحة الكيميائية وفق القرار الدولي رقم 2118 لعام 2013. وفي هذا الإطار يقول الساكت إن النظام يمتلك ما يكفيه من الذخائر ورؤوس الصواريخ التي تحتوي على مواد كيميائية من مختلف درجات الخطورة.
بيد أن النظام السوري لا يستطيع المغامرة بالتخلي عن سلاحه الكيماوي، أو استخدام مخزونه القابل للنفاد، وهنا يأتي دور حلفاء النظام.
استطاع النظام تطوير آلية استخدام السلاح الكيميائي، حتى امتلك خط السلاح الثنائي. ويقصد بهذا الخط امتلاك مادتين غير محظورتين، يتم إطلاق كل منهما بقذيفة على حدة، ولدى اجتماعهما في نقطة محددة يتم توليد المواد السامة العصبية. وقد تم استجلاب هذه المواد من الدول الأوروبية “بريطانيا، ألمانيا”، تحت ذريعة الاستخدام الدوائي، وأما عن الأحماض النووية اللازمة لتشكيل هذا المركب، يؤكد الساكت، أن روسيا، الدولة العضو بمجلس الأمن، هي القادرة على توفيرها، ولذلك فهو يستنتج أن موسكو قدمتها للنظام من أجل تطوير هذا السلاح.
لكن هناك أسلحة أقل خطورة، يمكن إنتاجها وتخزينها محليًا، بلا حاجة لخبرة دولية. غاز الكلور يُعد أبرز هذه الأسلحة.
الإنتاج المحلي قائم!
في الرابعة والنصف مساء العشرين من نوفمبر الماضي، قام النظام السوري بقصف دوار الحلوانية على طريق الباب بريف حلب، وأشارت مصادر متعددة، إلى أن غاز الكلورين استُخدم في هذا القصف، بل وقام عدد من الإعلاميين برفع فيديوهات على موقع يوتيوب تظهر بقايا اسطوانة كانت تضم غاز الكلور.
الأسطوانة التي تظهر في الفيديو، يبدو عليها شعار شركة “الباحة لإنتاج الصودا والكلورين” التي يمتلكها محمود البعون، ومقرها مدينة الزرقاء الأردنية.
يؤكد الساكت هذه المعلومة ويضيف أن النظام السوري يحصل على مادة الكلورين من شركة الباحة التي كانت تقوم بنقل الكلورين إلى حكومة العبادي في العراق والذي بدوره يقوم بنقله إلى النظام السوري، حيث قام باستخدامها في حلب على طريق النيرب والصاخور، في براميل متفجرة يصل وزن الواحد منها إلى 900 كغ.
شركة الباحة ليست الشركة العربية الوحيدة، ففي معرض ثالث التقارير التي صدرت عن اللجنة المشتركة بين منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة، والذي نُشر بتاريخ 24 آب/أغسطس 2016، تم التطرق إلى أسماء الشركات التي تنتج غاز الكلور في سوريا والذي استخدم مخزونه كسلاح كيميائي لأغراض عسكرية، ومنها الشركة السورية السعودية للكيماويات وتقع على مسافة 29 كم شرق حلب، وسيطرت عليها جبهة النصرة في آب/أغسطس 2012، وأبلغ النظام السوري اللجنة الدولية المشتركة أن الجبهة وجماعات معارضة أخرى مسلحة قامت بنقل المخزون المقدر بـ 400 طن من الكلور إلى أنحاء البلاد.
وتحدث التقرير الأممي أيضاً عن مصنع محلي سوري للورق في دير الزور، كان يحتوي على مخزون من مادة الكلور يقدر بـ60 طناً تقريباً، استولت عليها فصائل المعارضة في الربع الأول من عام 2012. لكن بالرغم من ذلك، فإن اللجنة الدولية خلصت إما إلى عدم وجود ارتباط للمعارضة المسلحة بهجمات الكلور، لأن قصف الكلور يحتاج إلى قدرات جوية لا تمتلكها المعارضة المسلحة في سوريا.
متى استُخدم السلاح الكيماوي؟
يوضح التسلسل الزمني التالي أهم الأحداث المرتبطة بالهجمات الكيماوية للنظام السوري والأحداث الدولية المتعلقة بها.
كيف يتم تقرير الضربة الكيماوية؟؟
إن الآلية التنفيذية لاستخدام السلاح الكيميائي في سوريا، وفق “الساكت”، لا تتم إلا بعد موافقة رئيس النظام بشار الأسد، والذي بدوره يتدارس القرار مع المخابرات الجوية وأمن القصر، لذا فإن القرار التنفيذي يمر بأشخاص مثل قائد الحرس الجمهوري وثالث أبناء حافظ الأسد الأربعة، ماهر الأسد، ورئيس إدارة المخابرات الجوية السورية جميل الحسن ورئيس مكتب الأمن الوطني السوري علي مملوك ومدير فرع مركز البحوث العلمية بمنطقة جمرايا العميد غسان عباس، إلى جانب الوحدات السرية وهي وحدات 416 و417 و418 و419، حيث يقوم شخص مكلف بالتنسيق لنقل الذخائر باتجاه القواعد من أجل إطلاقها.
ما هي المواد الكيماوية التي استخدمها النظام ضد المعارضة؟؟
تظهر الإحصاءات والوثائق أن النظام السوري استخدم العديد من المواد الكيميائية في الهجوم على مواقع المعارضة أو حتى استهداف المدنيين في المناطق التي تسيطر عليها. أكثر المواد التي يستخدمها النظام هي غاز السارين، وغاز الكلور، وهي الغازات التي يستخدمها بشكل متكرر وممنهج، ما دفع مجلس الأمن الدولي لتبني القرار رقم 2209 لعام 2015 والذي يدين أي استخدام لغاز الكلور في سوريا، لكن دون توجيه الاتهام لأي طرف.
زاهر الساكت من جانبه تحدث عن عدة أنواع من الأسلحة الكيميائية التي يمتلكها النظام السوري وقد يكون استخدمها في أعمال عسكرية ضد مواقع تسيطر عليها فصائل المعارضة، مثل: السارين، والكلور، والفولجين الصناعي، وغاز BZ وغاز VX وغاز الخردل.
يؤكد الساكت وجود مواد أخرى، مثل مادة الفورجيك التي تسلمها قبيل انشقاقه، وتلقى أوامر من قائد الفرقة الخامسة اللواء علي حسن عمار بتنفيذ ثلاث هجمات بها؛ في ثلاثة مواقع داخل محافظة درعا، وكان أولها في تشرين الأول/أكتوبر 2012، في مدينة الشيخ مسكين، والثاني في كانون الأول/ديسمبر 2012، على مقربة من الحراك، والثالث في كانون الثاني/يناير 2013، في بصر الحرير، إلا أن الساكت يؤكد قيامه باستبدالها بعد طمرها في التراب وأخذ العبوات الفارغة وتعبئتها بماء الجافيل، ولدى معرفة النظام السوري بذلك، كانت حياة الساكت مهددة ولذلك شرع في الانشقاق فوراً.
كما استخدم النظام السوري غاز “الإيبريت” في قصف دير بعلبة في محافظة حمص خلال شهر نيسان/أبريل 2012، وكذلك استخدم مادة الفولجين الصناعي، وقال “الساكت” إن النظام السوري استخدم أيضاً غاز الخردل أو الكبريت، لكن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية أشارت أن تنظيم الدولة الإسلامية هو فقط من استخدمه في مارع شمالي حلب. كما قام بهجمات على حي الوعر في 23 كانون الأول/ديسمبر 2013 استخدم فيها غاز الـ“BZ” وهو عنصر غير مصنف في ملحق اتفاق السلاح الكيماوي مع سوريا، لكن جرعات عالية منه يمكن أن تسبب في موت من يتعرض له.
ونحاول هنا تسليط الضوء على عدد من الغازات والمواد الكيماوية التي استخدمها نظام الأسد ضد المدنيين والمعارضة على حد سواء:
الفورجيك:
أعطيت أوامر باستخدامه في محافظة درعا بين عامي 2012 و2013، لكن دون تنفيذ التعليمات، ويتم إطلاقه من خلال تعبئة المادة السامة داخل عبوات تطلق عبر قذائف المدفعية أو من خلال تعبئتها في رؤوس الصواريخ
الايبريت:
استُخدم في دير بعلبة خلال كانون الأول/ ديسمبر 2012، واستُخدمت المادة عبر قذائف المدفعية، وحينها تسبب الغاز بإصابة 4 أشخاص بالشلل و3 آخرين بفقدان البصر.
الكلورين:
وتم رصد أكثر من 250 حالة استخدم فيها منذ صدور القرار الأممي 2118، وفي معظم الحالات تم استخدام الكلور من خلال تعبئة المادة السامة برؤوس الصواريخ التي تطلق من الجو، وتسببت إصابة الأشخاص بهذا الغاز بالشعور بالبرودة خصوصاً في الوجه واليدين، مترافقاً مع ألم شديد واحمرار بنفس المكان، وظهرت آثار للحروق في بعض الإصابات، واحمرار في العينين وتورم شديد في الجفنين، وتهيج شديد في الأنف والحلق وشعور بالاختناق مع سعال
الخردل:
لا توجد دلائل أممية على استخدامه من قبل النظام السوري، لكن أشارت تقارير عديدة إلى استخدامه من قبل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وتتسبب إصابة الأشخاص بهذا الغاز بالإحساس بوخزة شديدة وظهور احتقان دموي في الجلد، ووذمة رئوية، وخوف شديد من الضوء، وتشنج في الجفون، وزيادة في المفرزات الأنفية وعطاس، وسعال وخشونة في الصوت وصعوبة بالغة في التنفس
غازات نفسية مثل الـ BZ:
أُطلق غاز BZ في حي الوعر بحمص في كانون الأول/ ديسمبر 2013 وتسبب هذا النوع من الغازات ظهور حالات من الخوف والفزع المصاحبة بألم في الرأس وفقد السيطرة
غاز الأعصاب VX:
أما غاز VX فيؤثر على الجهاز العصبي وتشمل أعراض الإصابة غشاوة البصر وصعوبة التنفس واختلاج العضلات والتعرق والتقيؤ والإسهال والغيبوبة والتشّنجات وتوقف التنفس الذي يؤدي إلى الموت.
السارين:
استخدم في أكثر من حالة على نطاق واسع، وأبرز المناطق: آب/ أغسطس 2013 في الغوطة الشرقية، آذار/ مارس 2017 في خان شيخون. وكذلك تم استخدامه عبر صواريخ أرض – أرض، وعبر القصف بصواريخ ألقيت من الجو. وتتسبب إصابة الأشخاص بهذا الغاز بإحساس بالاختناق، وخروج زبد من الفم، وغياب عن الوعي، زيادة المفرزات اللعابية، تضيق الحدقة ، تشنجات عصبية وصدمة دورانية بمعنى هبوط ضغط شديد، وشلل أعصاب محيطية في الجسم
أين يخزن النظام أسلحته الكيماوية؟
يحاول النظام إخفاء مخزونه الكيماوي قدر المستطاع، لكن شواهد عديدة، إضافة إلى المعلومات السابقة التي امتلكتها منظمة حظر الأسلحة الكيماوية والأمم المتحدة تشير إلى أماكن محددة لتخزين الأسلحة الكيميائية، فقد احتفظ النظام بالكثير من تلك الأسلحة والغازات والمواد لدى الفرقة الخامسة بطبيعة الحال، كونها المسؤولة عن تنفيذ هذا النوع من الهجمات، وأيضاً في منطقة البحوث العلمية والسفيرة في حلب، بالإضافة لمنطقة خان أبو الشامات قرب الضمير في ريف دمشق، والفرقلس في حمص، وكذلك في اللاذقية، وأيضًا الناصرية بالقرب من اللواء 155 بالقطيفة شمال شرق العاصمة. كذلك تشير بعض المعلومات إلى تواجد هذه الأسلحة في قاعدة وادي السفيرة بريف العاصمة دمشق الشمالي الغربي، التي يتخذ النظام السوري بالقرب منها مكباً للنفايات.
ما الأعراض التي تظهر على من يتعرض للهجوم الكيماوي؟
التعرض لأي من الغازات الكيماوية التي يمتلكها نظام الأسد في ترسانته العسكرية يشكل ضرراً مباشراً وتهديداً لحياة الضحايا، لكن غاز السارين هو الأسوأ من بين تلك الغازات.
الدكتور محمد الجندي، وزير الصحة في الحكومة السورية المؤقتة قال في حديث خاص لهاف بوست عربي إن الأعراض بشكل عام تتمثل في “الإحساس بالاختناق، وزمة رئة كيميائية المنشأ، أي خروج زبد من الفم، غياب وعي، زيادة المفرزات اللعابية، تضيق الحدقة أو ما يعرف بغياب المنعكس الضوئي، تشنجات عصبية وصدمة دورانية بمعنى هبوط ضغط شديد، وهذه الحالات تتطابق غالباً مع الإصابة بغازات سامة تؤدي إلى شلل أعصاب محيطية في الجسم.”
ومن ناحية أخرى، نفى الجندي أن تسبب بعض الغازات المستخدمة توقفاً في قلب الضحية أو الأجهزة الحيوية للجسم بشكل مؤقت، ثم استعادة الحياة من جديد، وهي الرواية التي ذاعت في مدينة خان شيخون عقب القصف الكيماوي الأخير على المدينة.، “لا يوجد أي من الغازات السامة يسبب ذلك” يؤكد لنا الدكتور الجندي ويتابع “ما قد يحدث في هذه الأوقات هو تقدير سريري خاطئ مترافق مع غياب للوعي، ورجفان بطيني في القلب سرعان ما يتحرك عبر صدمة كهربائية أو تنبيه.”
وحول الأعراض التي تظهر على المصاب بمواد كيميائية، قال “الجندي” هذه الأعراض هي “حس بالاختناق، وزمة رئة كيميائية المنشأ بمعنى خروج زبد من الفم، غياب وعي، زيادة المفرزات اللعابية، تضيق الحدقة أو ما يعرف بغياب المنعكس الضوئي، تشنجات عصبية وصدمة دورانية بمعنى هبوط ضغط شديد، وهذه الحالات تتطابق غالباً مع الإصابة بغازات سامة تؤدي إلى شلل أعصاب محيطية في الجسم”. مؤكداً أن جميع الغازات السامة التي استخدمها النظام السوري تشترك بالأعراض السريرية العصبية التي قد تلحقها بمن تعرض لها، لكن الفرق فقط يكمن بسرعة تأثيرها التي تختلف من غاز لغاز.
هافنغتون بوست