أخبار - سوريا

تحقيق- باستخدام المدارس والمستشفيات.. تركيا تسعى لتعزيز وجودها في شمال سوريا

Yekiti Media– تسلم الأطفال العائدون إلى المدارس في مدينة الباب بشمال سوريا كتابا دراسيا جديدا عليه عبارة ”أنا أتعلم التركية“.
تلاميذ في فصل في مدرسة في مدينة الباب في شمال سوريا يوم 3 أكتوبر تشرين الأول 2017. تصوير خليل العشاوي – رويترز.
وتشير دروس اللغة التركية وعلامات الإرشاد باللغة التركية والشرطة التي تتلقى تدريبا من تركيا ومكتب البريد التركي الذي افتتح في الآونة الأخيرة إلى تعمق دور تركيا في منطقة من شمال سوريا انتزعتها أنقرة من تنظيم الدولة الإسلامية بمساعدة مسلحين من مقاتلي المعارضة السورية. بل إن إداريين أتراكا يساعدون في إدارة مستشفيات في المنطقة.
ووسعت أنقرة نطاق دورها في تلك الأراضي التي تمتد لمئة كيلومتر والتي انتزعتها ضمن عملية درع الفرات التي استمرت ثمانية أشهر لتؤسس لعلاقات طويلة الأمد في منطقة تمثل لها أهمية استراتيجية كبيرة.
وكانت عملية درع الفرات التي بدأت بهدف طرد الدولة الإسلامية من المنطقة الحدودية، تهدف أيضا إلى منع توسع الجماعات الكردية السورية وهو ما تعتبره أنقرة خطرا على أمنها القومي.
وبعد أن ساد الهدوء في منطقة درع الفرات لشهور تقول أنقرة إنها تريد المساعدة في جهود التعافي وتشجيع عودة اللاجئين السوريين الذين هرب ملايين منهم من الحرب الأهلية إلى تركيا.
لكن الدعم التركي يعزز وضع المنطقة كأرض خاضعة لسيطرة المعارضة السورية حيث تبني جماعات المعارضة السورية بدعم من تركيا سلطتها الخاصة في الوقت الذي تستعيد فيه قوات حكومة الرئيس بشار الأسد مساحات واسعة من الأراضي في أنحاء أخرى بالبلاد.
وقال محمد كرز مدير التعليم في الباب ”بعد أن تم طرد داعش، عدنا وكانت المدينة تعاني من دمار كبير وخراب عام. أزيلت بعض المدارس بشكل كامل.“
وأضاف خلال مقابلة في مدرسة الميجر بولنت البيرق الابتدائية التي سميت على اسم ضابط تركي قتل أثناء قتال الدولة الإسلامية للسيطرة على الباب ”تم الترميم من قبل الإخوة الأتراك فقاموا بترميم ١٠ مدارس واليوم نحن نجلس بواحدة منها“.
وعلى جدار في ساحة المدرسة كتبت عبارة ”العرب والأتراك إخوة“. وتتضمن المساعدات التركية مستلزمات المدارس والكتب والملابس.
وقال كرز إن المدارس تدرس منهجا سوريا معدلا أزالت منه أيديولوجية حزب البعث التي تتبناها الدولة. وأضاف أن قرار إضافة اللغة التركية اتخذه مسؤولو تعليم سوريون في المنطقة بالإجماع.
وبدأت دروس اللغة التركية، التي يدرسها سوريون تلقوا التدريب في تركيا، للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين السادسة والتاسعة. وفي تفسيره للقرار أشار كرز إلى أن ثلثي سكان الباب سعوا للجوء في تركيا.
وقال ”أكد لنا الأتراك أن الشهادة الصادرة عن مناطق ريف حلب الشمالي والشرقي أي ما يدعى بمناطق درع الفرات سيكون معترفا بها في تركيا والطلاب يستطيعون المفاضلة على الجامعات التركية“.
*”التتريك يزحف شمالا“
قال مسؤول تركي كبير إن أنقرة تهدف لإعادة تهيئة ”الأجواء لعودة الحياة إلى طبيعتها“ في المنطقة التي تقع شمال شرقي مدينة حلب وتمتد إلى الضفة الغربية لنهر الفرات. ويتضمن الدعم التركي الرعاية الصحية والأمن والمواد الغذائية وتدريب الشرطة.
عبارة “العرب والأتراك إخوة” مكتوبة على جدار فوق العلم التركي وعلم المعارضة السورية في أحد شوارع مدينة الباب في شمال سوريا يوم 3 أكتوبر تشرين الأول 2017. تصوير خليل العشاوي – رويترز.
وقال المسؤول لرويترز ”تركيا تريد من السوريين الذين يعيشون (في تركيا) أن يعودوا لبلادهم… لكنها ستستمر في استضافة السوريين وتوفير أجواء معيشة إنسانية للسوريين في المناطق تحت سيطرتها لأطول وقت ممكن“.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان في خطاب مطلع الأسبوع ”ليست لدينا رغبة في احتلال هذه الأراضي لكننا نريد من مالكيها المشروعين أن يعودوا إليها“.
لكن دمشق تتهم تركيا، بأن لها أطماعا استعمارية في شمال سوريا. وحملت الصفحة الأولى من صحيفة الأخبار اللبنانية يوم الخميس عنوان ”التتريك يزحف شمالا“.
وتدخلت تركيا في سوريا لأسباب عدة يأتي على رأسها القلق من تنامي نفوذ الجماعات الكردية السورية التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني الذي يشن تمردا مستمرا منذ ثلاثة عقود على الدولة التركية.
وحطمت عملية درع الفرات آمال الأكراد السوريين في الربط بين المنطقتين الخاضعتين لهم في شمال سوريا حيث سمحت الحرب للفصائل الكردية بإقامة مناطق تتمتع بالحكم الذاتي.
وتلقت مساعي المعارضة السورية لإقامة حكومة مؤقتة في منطقة درع الفرات دفعة كبيرة هذا الأسبوع عندما سلمتها جماعة تتبع الجيش السوري الحر السيطرة على معبر حدودي إلى تركيا.
وقال خالد أبا وهو مسؤول كبير بالجبهة الشامية التي تتبع الجيش السوري الحر والتي سلمت معبر باب السلامة إن الحكومة تسعى إلى ”جلب الاستثمارات وإقامة المشاريع التي تنقل الناس من حالة الحرب إلى حالة العمل وبناء المنطقة“.
وأضاف ”كان الدور التركي دائما يقف إلى جانب السوريين في محنتهم. الجانب التركي يساهم بشكل فعال في مساندة المؤسسات الإدارية والخدمية في المنطقة كما أن وجود حكومة ينظم هذه العلاقة بشكل أفضل“.
*بناء مستشفى وتدريب الشرطة
شمل الدعم التركي لقطاع الصحة إصلاح وتوسيع المستشفيات التي كانت تديرها الدولة السورية.
ويقول أحمد عابو وهو مسؤول بمجال الصحة في الباب إن إداريين أتراكا يعملون إلى جانب السوريين في مستشفى الحكمة بالمدينة. والمشروع الأساسي لتركيا هو مستشفى يضم 200 سرير سيحل محل مستشفى دمر خلال الحرب مع الدولة الإسلامية.
وقال عابو لرويترز في مقابلة هاتفية من المدينة ”المشروع الضخم عم تستلمه شركات تركية. ما عندنا شركات قادرة على تنفيذ هيك مشروع“.
وذكر أن العمل الذي بدأ قبل شهر لبناء المستشفى سيكتمل بحلول رأس السنة. وقارن بين الوتيرة السريعة للمشروع التركي والفترة التي استغرقها العمل لبناء المستشفى السابق والتي استمرت نحو 25 عاما.
وتضمن الدعم التركي لقوات الأمن السورية تدريب ضباط الشرطة الذين بدأوا الانتشار في المنطقة في يناير كانون الثاني. وقال عبد الرزاق اللاز القائد العام لقوات الشرطة والأمن الوطني إنه جرى نشر نحو سبعة آلاف فرد الآن.
وأضاف ”الشعب كله بدو (يريد) إعادة الأمن والاستقرار وبدو يشوف دورية الشرطة بالليل والنهار. الأعداد بتزايد. هلأ (الآن) في دورات مستمرة“.
رويترز

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى