تربه سبي… الدراجات النارية بين “وسيلة نقل ومصدر رزق” و “طيش الشباب”
Yekiti Media
تستخدم الدراجة النارية في مدن وبلدات كُردستان سوريا بكثرة من قبل المواطنين ، وذلك بسبب الازدحام الكبير للسيارات وسهولة حركتها وتوفيرها الكبير للوقود، وقلة تكاليفها في الشراء وإصلاحها في حال الأعطال نسبةً للسيارات التي تكون باهظة التكاليف.
يعتبرها البعض من المشكلات الكبيرة بسبب الحوادث الكثيرة التي يتعرّض لها سائقوها أو المواطنين، ولكن بالرغم من سلبياتها وسوء استخدامها من قبل البعض فلها أيضاً الكثير من الإيجابيات للبعض الآخر من المواطنين.
بهذا الصدد وللوقوف على جوانبها الإيجابية والسلبية قام مراسل موقع يكيتي ميديا برصد آراء بعض المواطنين من أهالي بلدة تربه سبي.
السيد عمر أبو محمد تحدّث لمراسلنا :أعمل كسائق للدراجة النارية منذ ما يقارب ال 7 سنوات كمصدر دخل يومي لأسرتي بالرغم من خطورة هذا العمل، سابقاً كنت أعمل في دمشق ولكن بسبب الأزمة والحرب الدائرة بسوريا أضطررت للعودة إلى قريتي بريف تربه سبي وبدأت العمل على دراجتي في سوق البلدة حيث أقوم بنقل وتوصيل طلبات المواطنين ضمن أحياء البلدة أو للقرى المجاورة بحسب الطلب مقابل أجرة مادية لسد وتأمين مستلزمات عائلتي، وبالرغم من قلة المردود الذي أحصل عليه من عملي بالتوصيل ، ولكن يبقى أفضل من قيامي بمهن أخرى كالعتالة أو عامل اسمنت وبناء، فليس باستطاعتي أن أعمل بهذه المهن الشاقة بسبب عمري ووضعي الصحي.
نوّه أبو محمد لصعوبات ومخاطر عمله: فقد نتعرّض لبعض المضايقات من قبل بعض الشباب الطائشين ، الذين يستخدمون الآلية للتسلية واللهو أو لكسر أجرة التوصيل المعتمدة من قبل السائقين، فتعرّضت ثلاث مرات لحوادث بالدراجة بسبب بعض الشباب وسرعتهم الزائدة، وبالرغم من ذلك ما زلتُ مستمراً في عملي اليومي ، لأنه ليس باستطاعتي العمل بغير مهنة، أما بالنسبة لتكاليف الإصلاح للآلية أصبحت مكلفة جداً وبعملة الدولار مما زاد على كاهلنا من الأعباء المادية، وأيضاً البعض من المواطنين لا يدفعون الأجرة التي نطلبها وهم من يحدّدون تسعيرة التوصيل بحجة أننا نطلب زيادة في أجرة التوصيل.
وتنتشر الدراجات النارية بشكلٍ رئيسي في مدينة الحسكة وتعتبر مصدر رزق آلاف العائلات، كما أنّ العديد من المواطنين فقدوا حياتهم بسبب حوادث الدراجات النارية.
من جانبه قال السيد مدني متحدّثاً عن عمله كسائق دراجة نارية في البلدة :أزاول هذه المهنة منذ ما بين 15 إلى 20 عاماً وهي مصدر دخل لي لتأمين حاجات ومستلزمات أسرتي ، ولا أعمل في أية مهنة أخرى، أجد الكثير من الصعوبات بعملي هذا ،وخاصةً في فصلي الشتاء والصيف وبالرغم من الأجواء المناخية الصعبة استمرّ في عملي بتوصيل المواطنين ونقل طلباتهم.
تابع السيد مدني حديثه: بعض الشباب يسيؤون استخدام الدراجات النارية مما يؤثّر علينا بسبب طيشهم واستهتارهم وإزعاجاتهم المستمرة مما يضيّق الخناق على عملنا من قبل شرطة المرور وتوقيفنا ومنعنا من العمل لفتراتٍ بسبب الحوادث التي يتعرّضون لها.
وتحدّث صاحب محل تجاري في السوق المركزي والذي رفض ذكر اسمه: بالنسبة للدرجات النارية والتي تسمّى في المنطقة ب “واسطة الفقير” ولكن بعض الشباب بأول طيشهم يقومون بخلق الإزعاجات والحوادث بسبب السرعة الزائدة عند استخدام الدراجة كما ويقومون بإزعاج أصحاب المحال والمواطنين وحتى طلاب المدارس في الشوارع الرئيسية حيث يقومون بالسواقة بسرعة عالية و إصدار أصوات صاخبة قوية، أما البعض من المواطنين فيستخدمون الدراجة لمصدر دخل والعمل على الدراجة لتأمين احتياجاتهم المنزلية بقدر المستطاع.
وزاد:: بعض من الشباب يستخدمون الدراجة بصورة غير حضارية مع القيام بحركاتٍ خطرة وخلق نوع من التوتر والخوف لدى الأهالي ولفت نظرهم بهذه الحركات، لذلك يجب وضع قوانين صارمة تحدّد طريقة استخدام وركوب الدراجة كتحديد العمر ومنح شهادة خاصة للآلية وعدم الاستهتار بسواقتها وأيضاً متابعة سائقي الدراجات وكيفية التعامل معهم في حال الإزعاجات الصادرة منهم.
وتابع: تقوم إدارة حزب الاتحاد الديمقراطي بفرض حظر على حركة الدراجات النارية في المناسبات والأعياد بهدف الحفاظ على أمن المدن والمواطنين ولكن هذا ليس كافياً ولا مناسباً للجميع فبعض المواطنين تكون الدراجة وسيلتهم الوحيدة للتنقل في البلدة وبين القرى أو لتأمين الاحتياجات أو العمل عليها كمصدر دخل، وهنــا يجب تحديد المواطنين الذين يلجؤون للعمل على الدراجات والسماح لهم بالتنقل كما ويحقّ لهم العمل في جميع الأوقات، مضيفاً: يجب معاقبة مَن يتخذ من الدراجات النارية وسيلة للتسلية.
جديرٌ بالذكر أنّ استخدام الدراجة النارية واتخاذ الحيطة والحذر يقلّل من خطورتها وحوادثها المتكررة في المنطقة.